السياسة السودانية

عثمان جلال: القوات المسلحة هي المفوضة لتفكيك مليشيا آل دقلو

[ad_1]

(١). مقاربة فكرية وتاريخية
عندما عقد الرسول صلى الله عليه وسلم دستور المدينة لادارة العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعسكرية بين مكونات مجتمع المدينة الجديد كرس المرجعية النهائية له باعتباره رأس الدولة وكانت مركزية اقتضتها الضرورة والدولة في صراع الرؤى والتكوين وتحدق بها المخاطر الوجودية من قريش وثقيف والقبائل المحيطة في جزيرة العرب، ولذلك تعاطى بصرامة وحزم مع المخاطر الوجودية لدولة المدينة فطرد يهود بني قينقاع لصيانة الامن المجتمعي، وطرد يهود بنو النضير لانهم استهدفوا رأس السيادة والمتمثل في رمزيته، وقضى بصورة ناجزة حد الفناء علي يهود بنو قريظة لانهم شكلوا تهديدا شاملا ووجوديا لدولة المدينة،

وهكذا تعاطى ابوبكر الصديق مع تيارات الردة بقيادة مسيلمة، وسجاح ، وطليحة الاسدي، والاسود العنسي فهؤلاء شكلوا ردة فكرية هرمسية باديء ذي بدء ثم تطورت الي حركات عسكرية نزعت الي استئصال دولة المدينة وتحويل القبلة الي الكعبة اليمانية وبعث وثنية ذو الخلصة ،ولذلك حطم ابوبكر الصديق هذه الجماعات المرتدة حد الفناء ومن تبقى منهم طبق فيهم سياسة العزل الاجتماعي والسياسي، وقام عمر بن الخطاب بإلغاء هذه السياسة لحاجته الي الكم من الجنود في فتوحات العراق وفارس والشام، ولكن من ذات هذه الجماعات تشكلت حركات الشيعة والخوارج وافكار المرجئة والبداء والرجعة وميثولوجية المهدي والامامة. وقسما اغلظه ان توج المتمرد حميدتي نفسه اميرا علي السودان كما يتوهم بقال لتنبأ وتمهد وزعم ان الوحي يأتيه وله قرآن من شاكلة والزارعات زرعا والحاصدات حصدا

(٢).
كل الحركات المسلحة في السودان والتي اضطرت الى حمل البندقية تكتيكا للتعبير عن قضاياها المطلبية ولم تشكل خطرا وجوديا لبنية الدولة السودانية، ولم تخطط لتفكيك الجيش الوطني، ولم تنزع الي التدمير الممنهج للبنية التحتية للدولة، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة باستثناء حالات جنوح فردية ولم تخطط لاحداث تغيير ديمغرافي وإلغاء خاصية التنوع الاثني والعرقي والقبلي كمصادر ملهمة للوحدة الوطنية،

والاهم ان الجماعات المسلحة لم تتشكل بنيتها القيادية من اسرة وعشيرة ،ولم تبن قاعدتها العسكرية علي اساس القبيلة ولم تلجأ الي استيعاب امتداداتها القبلية العابرة للحدود الوطنية في بنيتها التنظيمية، ولم تخطط لابتلاع الدولة السودانية واقامة مملكة او دولة علي اساس الهوية او النقاء العرقي والسلالي ،

ومعظم هذه الحركات المسلحة انتهت الى خلاصة استراتيجية جوهرها ان الحوار والتفاوض والعمل السياسي وسط المجتمع الاصل والمرجعية في التعاطي مع قضايا البناء الوطني والديمقراطي.

(٣).
ما ان رسخت ثقافة الحوار كمرجعية في النشاط السياسي وسط كل القوى السياسية والمجتمعية في السودان ، ودخلت الحركات التي لا تزال تحمل السلاح في هدنة شبه دائمة توطئه لابرامها معاهدات سلام وبدأت قضايا البناء الوطني والديمقراطي في النضج والاثمار،

والسودان في لحظة النهوض لبناء دولة الحرية والسلام والعدالة التي تسع الجميع كانت اسرة آل دقلو والتي كانت جزءا اصيلا من مؤسسات الدولة السودانية تخطط لاحداث القطيعة مع كل هذا الميراث الوطني والارهاق الخلاق في عملية تلازم بناء الدولة والامة وإلغاء الصيرورة التاريخية واختزال وتقزيم الدولة السودانية في مملكة آل دقلو طعمة اقتطعها لهم الاقطاعي محمد بن زايد يتوارثونها جيلا بعد جيل

ولكن هيهات هيهات فالتاريخ ماكر ويضمر الشر لمن لا يتعظ منه، وبقدر ما وظف ال دقلو اقذر واسوأ الادوات لتحقيق احلام زلوط الملكية، وبقدر ما شكل هذا المشروع الدقلوي اكبر خطر وجودي علي السودان ، إلا ان هذا المشروع يحمل في جيناته بذور الفناء لانه شيد علي الجهل المركب ويفتقر الي عقل الاقلية المبدعة ولا يفهم الا لغة العنف وثقافة القطيع الجاهلي
وما انا الا من غزية
ان غوت غويت وان ترشد غزيت ارشد

(٤)
ان اي مشروع يرتكز علي البندقية ، ويشكل خطرا وجوديا للدولة،يجب ان تتداعى كل القوى السياسية والمجتمعية لاستئصاله من جذوره ، وانبراء اي حزب سياسي لادارة حوار سياسي معه يعني منحه المشروعية والاستمرارية ، والتي تعني تهديد مصيري لكل الاحزاب السياسية،

ولأن القوات المسلحة هي المؤسسة المحتكرة لاستخدام العنف القانوني فهي المفوضة وحدها لتفكيك وتصفية مليشيا ال دقلو سلما او حربا وتنظيف الميدان السياسي من العسكرة واعادته الي العقلنة الفكرية والتدافع السياسي السلمي بين كل القوى السياسية الوطنية بسواء بسواء

عثمان جلال

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى