عبد الله مسار يكتب: رسالة إلى المُوقِّعين على الاتّفاق الإطاري
أنتم وقّعتم على الاتفاق الإطاري ومعكم الفريق أول البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو بصفتهما رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة، وأنتم تعلمون أن السودان دولة ذات سيادة، وتعلمون هنالك قوى سياسية ومجتمعية كبيرة ومؤثرة لا توافقكم فيما ذهبتم إليه ليس كرهاً في الاتفاق الإطاري، ولكن في العزل السياسي وفي احتكاركم لهذا الاتفاق وجعله حصرياً لكم بادّعاءات مختلفة، وشارككم في ذلك الثلاثية والرباعية وأنتم على علم أن القوى السياسية والمجتمعية التي عملتموها هي قوى حية وفاعلة ومؤثرة على المشهد السياسي السوداني وتتمتّع بحقوق المواطنة، وعليها ما عليكم، ولها ما لكم، وأنتم احتكرتم حق المُواطنة وجعلتوه لكم ليس لغيركم، وتعصبتم وأمسكتم بتلابيب القرار السوداني، وصرتم أنتم المُوقِّعون على الاتفاق الإطاري دون سواكم، وتصرُّون على أنّ الاتفاق الإطاري ليس مشروعاً جامعاً لأهل السودان، ولكنه حصريٌّ لكم!!!
ولذلك، هذا الاتفاق الإطاري وجد معارضة قوية، وصار محل نزاع وخلاف، وعقّد المشهد في السودان، وجعل السودانيين مجموعات تتكتّل ضد بعضهم بعضا، وصار الاتفاق بين معارض ومؤيد، يعمل ضد بعضها البعض، ورغم تدخل الآلية الثلاثية والرباعية الذين يعتبرون وسطاء أو مُسهِّلين، ولم يُعمّم الاتفاق الإطاري على كل أهل السودان، وهذا التباعد أثّر على اتفاق أهل السودان مع بعضهم البعض، ورفع درجة الخصومة السياسية، وجعل أهل السودان فرقاً، وأثّر على العملية السياسية، بل دفع بآخرين أن يرفضوا الاتفاق الإطاري ويُشكِّلون تكتلاً آخر ضده، وصار الاتفاق الإطاري محل تنازع وتشاكُس لن يؤدي إلى الوفاق الوطني، ولن يقود إلى استقرار الفترة الانتقالية، ولن يساعد في تنفيذ البرنامج الوطني، بل يزيد التوتُّر!!!
عليه، أعتقد أنّ الإطاري بدون جمع كل القوى السياسية والمجتمعية يكون برنامج طرف واحد لن يُكتب له النجاح، ولن يستطيع البرهان وحميدتي الاستمرار فيه، لأنه ليس اتفاقاً جامعاً، ولن تستطيع الثلاثية دعمه ولا الآلية الرباعية أن تقف للنهاية فيه، لأنه ليس مشروعاً جامعاً، ولكن مشروع أحادي ومهم اجتهد الموقعون عليه.
لأن الآخرين الذين ضده كوّنوا قوى معارضة وفاعلة في الساحة السياسية السودانية وخاصة بعد ورشة القاهرة، وذلك ليس ادعاءً، ولكن قدرة عملية عند الشعب السوداني وفي الشارع وعلى الملأ، وخاصة بعد ورشة القاهرة التي خرجت بمخرجات مهمة ومفيدة وهي تحتوي على إعلان سياسي، وتحتوي على وثائق أخرى تحدد مهام وهياكل الفترة الانتقالية، وأقاموا كتلة مُعتبرة من قِوى سياسية ومجتمعية همّها جمع القوى السياسية والمجتمعية من أجل مُراجعة كل وثائق الفترة الانتقالية، بما في ذلك الاتفاق الإطاري، وطرح الإعلان السياسي وغير ذلك، لنصل إلى تراضٍ وطني، وبما أنّكم جُزءٌ من القِوى السياسيّة والمجتمعيّة، فأنتم مدعوون إلى الحوار مع الجميع للوصول إلى التراضي الوطني لوحدكم أو عبر الآلية الثلاثية أو بدعم الرباعية أو بتحرك من البرهان وحميدتي، وهذا التراضي والوفاق لا يتم بدون جلوس الكل على مائدة مستديرة ندير فيها حواراً سودانياً سودانياً، نناقش كل القضية السودانية، مع الاطلاع على كل محتويات العملية السياسية دون أي عزل، لأنّ الفترة الانتقالية مكان إجماع أهل السودان.
ولذلك الى الموقعين على الاتفاق الإطاري، ارفعوا الحرج من العساكر، لأنّهم لا يستطيعون أن يُسلِّموكم السُّلطة في ظل انقسام القِوى السياسية والمُجتمعية، ولذلك حتى المجموعة الثلاثية أو الرباعية لا تستطيع أن تدعمكم في ظل هذه الانقسام الحاصل، لأنّ العالم ليس الداعم لكم، لأنّ مصالح العالم في السودان كثيرة ومختلفة.
وقديماً قيل (العاوزه كله تفقد كله).
تحياتي،،،
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر