عبد الله مسار يكتب : جهاز الأمن والمخابرات يودع القنصل المصري أحمد عدلي
أقام جهاز الأمن والمخابرات
السوداني برئاسة الفريق أحمد مفضل، حفل عشاء فخيم لوداع الأخ الشريف أحمد عدلي القنصل المصري بالسودان، والذي انتهت فترة عمله بالسودان وحل محله الأخ تامر، وهي لفتة مهمة جداً تقوي العلاقات بين الأجهزة الأمنية والدول. ودرجت مصر أن تقدم خِيرة أبنائها للعمل في السودان سفراء أو قناصل، فدفعت سابقاً باللواء عمر قناوي واللواء حاتم باشات وسويلم وأيمن بديع ومعتز مصطفى، وجاءت بالأخ الشريف أحمد عدلي، ثم الأخ تامر، وجميعهم عملوا بجد وإخلاص لصالح بلديهما مصر والسودان.
ومرت العلاقات بين السودان ومصر بتوترات كثيرة حسب التقلبات السياسية بين الدول، وكان أكبر ذلك محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك، ولكن بحكمة السفراء والقناصل الذين كانوا في تلك الحقبة، مرت العقبات واستدركت وطفيت وعاد الصفاء، ورجعت العلاقات لطبيعتها، لأنّ العلاقة بين مصر والسودان علاقة متينة وراسخة وقديمة على مر العصور، ربط بينهما التاريخ والجغرافيا والعمق الاجتماعي والزواج والمصاهرة.
أقام جهاز الأمن والمخابرات السوداني، مأدبة عشاء، استقبل بها سفير مصر الجديد، وكذلك القنصل (تامر)، وودع القنصل القديم أحمد عدلي.
والقنصل أحمد عدلي قضى في السودان حوالي أربع سنوات، عاش مع السودانيين، تعرّف على السودان عن قُرب رغم صعوبة الظروف التي مرت على السودان. ربط مصر بالسودان ربطاً قوياً مُحكماً، سهّل كثيراً من المهام، وقضى حوائج الكثير، كان نعم الأخ، ولم يوقف على معضلة لسوداني متعلقة بمصر إلا كان له دورٌ في حلها، لذلك وجد قبولاً شخصياً عالياً جداً له، وكذلك أوجد لمصر مساحة من العلاقات الكبيرة والممتدة، وجعل لمصر مكانة خاصة لدى كثير من الشعب السوداني، وخاصةً للمرضى والطلاب الذين يدرسون أو يرغبون الدراسة في مصر.
وكذلك علاقات الأجهزة مع بعضها، ولذلك وجد هذه المكانة المرقومة لبلده ولنفسه، لأن العمل الدبلوماسي لا يقتصر على العلاقات الرسمية فقط، ولكن العلاقات الاجتماعية لها أثرٌ بالغ في علاقات الدول وبين الشعوب، وكثيراً ما تحل بعض القضايا عبر بوابة العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية التي تخلقها مثل هذه المواقف.
ظلّت العلاقة بين مصر والسودان وطيدة منذ آلاف السنين، وظلّت مصر تقدم للسودان الكثير وخاصة في مجال التعليم، وتستضيف عدداً مهولاً من السودانيين، بعضهم امتلك العقار، وبعضهم بسبل السكن المختلفة، ويخدم كثير من السودانيين في شتى الأعمال رغم ظروف مصر نفسها، وكذلك يقدم السودانيون أعمالاً جليلة وهم مورد اقتصادي وسياحي كبير. ولذلك ما قام به جهاز الأمن والمخابرات بهذا التكريم في شخص الأخ أحمد عدلي، يعتبر تكريماً لمصر وشعبها وهو عربون مودة كبير ولفتة جيدة لصالح العلاقة بين الجهازين وتقدير للخارجية المصرية.
إنّ كثيراً من الأعمال الصغيرة قد تنتج عملاً كبيراً، وكل علاقة قوية خلفها موقف صغير.
شكراً لجهاز الأمن والمخابرات السوداني بقيادة الأخ الفريق مفضل.
وتحية وتقدير لمصر وشعبها وتكريم مستحق للأخ أحمد عدلي.
نسأل الله تعالى أن يديم المودة والعلاقة الطيبة بين مصر والسودان.
وأعتقد أنّ المبادرة المصرية لجمع الفرقاء في السودان مهمة وفي وقتها، ومصر أهم لاعب في المعادلة الإقليمية والدولية بالنسبة للسودان، وهي الأقرب إليه حتى رحماً، ولذلك إبعاد مصر عن الشأن أمرٌ مضرٌ جداً، لذلك تدخل مصر في الشأن السوداني تقتضيه علاقة مصر القوية والتاريخيّة والمُستقبليّة.
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر