السياسة السودانية

عبد الله مسار يكتب : تسقط بس (٢)

(مشروع عمياء تمشط مجنونة).. في مقالنا تسقط بس الأول قلنا، إن هذا الشعار فَقَدَ بريقه أول ما سقطت حكومة البشير، لأنه شعار حماسي لا يحوي مضموناً. وهو شعارٌ أقرب الى الغبن (والغبن زعل والزعل زي الورم يفش)، وهذا الأمر ينفع في الغضب الشخصي، ولكن في الدولة لا…

ولذلك هذا الشعار سقط أول ما سقطت الإنقاذ، وصار كل السودانيين يتساءلون ثم ماذا.. ما هي الخطط والبرامج والمشاريع لإدارة الدولة..؟

ولمّا تسلّمت الحرية والتغيير المركزي الدولة (لاصت)، وصارت تظن إدارة الدولة كإدارة متجر او كنتين او طبلية او كشك، ولذلك ظهر عجزها في إدارة الدولة، بل ظهرت بالعقلية الإقصائية، تقول “نحن السودان مافي غيرنا وكمان نسيطر على الحكم بوضع اليد الى ما لا نهاية”، في حين إنهم ينادون بالمدنية والديمقراطية، ويرفضون استعمال أدواتها ووسائلها، وأهم وسائلها شراكة الحكم مع الآخرين وصندوق الانتخابات بالتفويض الشعبي.

ولقد اتّضح أنً الإخوان في (قحت) لا يحملون مشروعاً أو خطة أو برنامجاً لإدارة الدولة، ولا يؤمنون بحق المواطنة المتساوية في الدولة.. ولا تقر قحت بقبول الآخر، وهي تؤمن بالصدف. وأعتقد أنّها برفضها الحوار تحتاج لمعجزة لتجلس على كرسي الحكم وتنال ما نالته في صدر الفترة الانتقالية. وأعتقد انّ الحوار سوف يستمر بمن حضر.

وأعتقد انّ الشعب السوداني لا يمكن أن يُدار بالخيار الصفري لمجموعة سياسية صغيرة إقصائية وفاشلة ولا يجمعها غير شعار (تسقط بس)..!

ولقد جرّبت الحكم ثلاث سنوات رجّعت السودان إلى العصر الحجري، وكانت معتمدة على الخارج (المجتمع الدولي) البعبع الذي لم تأت منه بجديد.

ولذلك يستغرب الشخص كيف لقوى سياسية تعمل في المجال العام، وتقول لا لكل شيء، لا للمشاركة ولا للتفاوض ولا للحوار، وكمان لا للانتخابات، وعاوزة حكومة مدنية ديمقراطية كيف يكون ذلك..؟!

أعتقد ان قحت يجب أن تُراجع نفسها وتدخل الحوار، لأنّ فيه المخرج لها ودخولها في الحسبة والعملية السياسية، ولكن لو ظلّت هكذا تكون خرجت من الحكم نهائياً، لأنها تعلم ان الانتخابات لا تأتي بها، وانّ الفترة الانتقالية مهما تعمل من قلاقل سوف تُدار بطريقة جديدة مختلفة من السابقة وتمر الى صناديق الانتخابات، ومخرجات الحوار الحالي ستقوي المكون العسكري، بل ستجد قحت فقدت المكون الخارجي (المجتمع الدولي) الذي تعتمد عليه في الضغط على المكون العسكري، ويكون المكون العسكري والشعب السوداني قد سجّلوا (قوون كبير) في مرماها.

وأعتقد أنّ الاعتماد على المظاهرات في بعض أحياء الخرطوم لن يعيد قحت الى السُّلطة، ولذلك تكون تاجرت تجارة كاسدة بدون رصيد. ومعروف انّ نصيب هذا النوع من التجارة الخسارة، ومعروف انّ الخسارة في السياسة مثل الموت يتم في رمشة عين.. (إنّها تسقط بس)..!

صحيفة الصيحة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى