السياسة السودانية

عبد الله مسار يكتب: الشيخ عبد الرحيم البرعي

[ad_1]

عبد الله مسار يكتب: الشيخ عبد الرحيم البرعي

حكى أحد الإخوان أنه عند افتتاح مجمع الشيخ البرعي في المجاهدين بالخرطوم عام 2000م، حضر رجلٌ مسنٌ في الثمانين من العمر، ومعه أطفال صغار، سأله أحد الحاضرين عن الأطفال، فقال كنت أدرس في الخلوة ومعي أشقائي وكان لي صديقٌ عزيزٌ هو ابن صاحب الخلوة، وبعد فترة حضر الحاكم الإنجليزي بعربته إلى القرية وقابل أهلها وطلب منهم إرسال أولادهم للمدرسة في القرية الكبيرة ليدرسوا في المدرسة ليكونوا أطباء ومهندسين وغير ذلك، واقتنع والده وأرسله وإخوانه الى المدرسة.

وقال كنا سعداء بتعلم الحساب والإنجليزي والعلوم، وكانوا يذهبون كل صباح للمدرسة بالحمير الى القرية الكبيرة المجاورة لتلقي الدروس، وكان في كل مرة يجد صديقه جالساً في سجادته ومُمسكاً بسبحته ويسبح قبل طلوع الشمس ويلقي عليه السلام ويرد عليه مبتسماً. وقال: كنت أقول في نفسي حزيناً عليه ألا يذهب الى المدرسة ليكون طبيباً أو مهندساً؟ خسارة لقد أضاع عمره.

واستمرت السنوات ودخل صاحبنا الثانوي، ثم دخل كلية غردون وتخرج مهندساً، ثم اُبتعث للدراسات العليا في ألمانيا، وأعجب بزميلة له ألمانية وتزوّجها وأنجب منها الأولاد ولم يرجع الى السودان.

ومرّت السنين وهو في ألمانيا حتى بلغ الخامسة والستين من العمر، ثم نزل المعاش، وبعد ذلك كثرت مشاكله مع زوجته وحرّضت أولاده ضده واستولوا على أمواله وذهبوا به الى دار العجزة، ولكن فكّر في العودة الى السودان، ثم اشترى تذكرة من إعانة الحكومة وعاد الى الخرطوم بعد غياب أربعين عاماً مفلساً ومُحطّماً وبدون عائلة، وبحث عن إخوته وعرف أنهم توفوا ولم يعرف أولادهم، وبحث عن صديقه القديم الذي كان في الخلوة وعرفه على الفور، ورحّب به واشترى له بيتاً في الرياض وزوّجه زوجة مطيعة وعائدة تصلى وتتعبّد وتكثر من الصلاة على البني (صلى الله عليه وسلم) وأنجبت له طفلين.

وكان ذاك الصديق هو الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله المشهور بالشيخ البرعي وهو شيخ طريقة في شمال كردفان في منطقة الزريبة، بل مشهور على مستوى السودان، فهو فقيهٌ وعالمٌ وشاعرٌ يُجيد القريض في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب القصيدة المشهورة (مصر المُؤمّنة بأهل الله).

الشيخ البرعي من مشايخ الطرق الصوفية الفحول، تتلمذ على يديه عددٌ كبيرٌ من علماء وحَفَظَة القرآن الكريم، وفوق علمه كان رجل بر وله علاقات مُميّزة مع كثير من البشر داخل وخارج السُّودان، أنجب أبناءً أفذاذاً، على رأسهم الشيخ الفاتح البرعي وآخرون.. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة وفسيح الجنات.

ولذلك الدين في السُّودان محفوظٌ وعَميقٌ في تربة أرض السُّودان لن تؤثر عليه هذه الزوابع.

تحياتي،،،

صحيفة الصيحة

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى