السياسة السودانية

طه مدثر يكتب: وقسرا ذهبوا للاتفاق الاطاري!!

(1) والشاعر ابن المنقذ الذي عاش في العصر الأيوبي يقول(انظر الى الايام كيف تسوقنا قسرا الى الإقرار بالأقدار) والنظر معلوم إما بالعين أو بالبصيرة ، ونظر البصيرة اقوى من نظر العين في الجانب الحسي وليس المادي ، واحيانا لا تعمى العيون ولكن تعمى القلوب التي بين الصدور والكيف معلوم ، فلما فرطنا فى مبادئ وأهداف ثورة ديسمبر الظافرة وتجاهلنا شرعيتها الثورية هذا التفريط (لا اقول متعمدا ولكنه لنقص في التجربة والخبرة وايضا الخداع والغش والتدليس الذي مارسه آخرون بحجة أنهم مع الثورة والتغيير)اعطي الفرصة لأعداء الثورة للخروج من جحورهم بل والاعجب والأغرب انهم يريدون المشاركة في الثورة. وأنهم سيقفون سدا منيعا ضد الإقصاء والتهميش!! (2) والسواقة معلوم أمرها وتحديدا كانت هناك سواقة بالخلا وسواقة تحت راية الإسلام وإقامة دولة الشرعية وسواقة من اجل تسويق شخصيات بعينها والقسر هو الاكراه والقهر فقد مارسه النظام البائد طوال ثلاثة عقود والإقرار هو الاعتراف الصريح ومنه الاعتراف القضائي وقد اعترفت كثير من الدول والمنظمات الدولية بالثورة السودانية وشهدت بسلميتها و الاقدار مفردها القدر وهو أحد أركان الإيمان الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره. (3) فقد ساقتنا الايام قسرا لمشاهدة ذلك الجمع الغفير الذين جاءوا ليشهدوا منافع ومكاسب لهم (ولكني لاحظت غياب لاعبان أساسيان من هذا الحفل هما اللاعب الروسي واللاعب الصيني ام أن لهم وكلاء كانوا داخل القاعة لست ادري.) فلا يوجد طرف داخل تلك القاعة سواء كان من اهل السودان او من باقي الجنسيات الاخرى والا له مآربه التى يبحث عنها وحتى فى الجانب السوداني لا أبالغ اذا قلت إنه لم يوجد ذلك الكائن السوداني الذى يقدم مصالح العباد والبلاد على مصالح الجهة التى ينتمى إليها. (4) وتم التوقيع ورضى من رضى بهذا الاتفاق الإطاري وابا من ابا وتمنع من تمنع الى حين ميسرة نعم نقر ونعترف أن هذا الاتفاق لبى طموحات العسكر والمدنيين المشاركين له في هذه التسوية بينما لم يبل طموحات الشارع الثوري. بل أرجأ اهم القضايا التي تتمثل في العدالة والعدالة الانتقالية وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومراجعة اتفاقية جوبا للسلام واعادة تشكيل المنظومة العسكرية تم ارجأها إلى وقت لاحق لم تتم الإشارة إليه.هذا التضاد بين الموقعين وبين الرافضين والشارع الثوري يجعلنا نقول ان هذا الاتفاق الاطاري لا يضرنا أن ننظر في بنوده ويتعين علينا أن نمتحن أصحابه وتحديدا أصحابه العسكر. وإذا اوفوا بما عاهدوا الله عليه وبما عاهدوا عليه الحضور والشهود فذلك المراد وان نكثوا ونقضوا عهودهم ومواثيقهم فان الشارع الثوري موجود في مواقعه وعلى كامل الحاهزية للغليان من جديد وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…..

صحيفة الجريدة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى