السياسة السودانية

طه مدثر يكتب: علاج مصابي الثورة بواسطة الجاني

(1) معلوم بالضرورة القول الشهير لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما طلب أحد الولاة من عمر، تحصينات ومعينات لحماية الولاية التي يدير شؤونها، فارسل له عمر رسالة خطية، في شكل وصية (اذا عمل بها حكامنا اليوم لانصلح حال البلاد والعباد) وقال عمر حصن ولايتك بالعدل، ومعلوم أن العدل أساس الملك، و(لا يتحقق العدل بصلاح الحاكم، ولا بصلاح الشعب فقط، يتحقق العدل، بنظام الحكم ومحاسبة الحاكم اذا أخطأ أو تجاوز صلاحيته، وتعزله الامة اذا سعى للمحابة، وجعل هناك اصفياء مقربون ، واشقياء مبعدون). (2) ولكن أنظر الى حال واقعنا هل تحس أو تشعر أو ترى أن هناك عدل، ؟فالسلطة الإنقلابية، سادرة في غيها وضلالها وظلمها وظلامتها لكل من يقف أو يصف ماحدث في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، بأنه إنقلاب، والسلطة يراودها شعور غريب ومزيف، بأنها مع الثورة والثوار، قالبا وقلبا، ولكن غالبية الناس التي تخرج في مسيراتها وتلتزم بجدولها الثوري، تحس وتشعر بل وندرك وتعي أن هذه السلطة الإنقلابية لا تمت لها بصلة ولا تمثلها، وان حاولت السلطة الإنقلابية، تجميل صورتها في عيون الشارع الثوري وفي عيون العالم الخارجي، وذلك عبر زعمها بأنها لن تتخلى عن مصابي الثورة وستعمل على علاجهم ثم توفر لهم سبل العيش الكريم. ومعلوم بالضروة من الحكمة قولهم درهم وقاية خير من قنطار علاج. (3) وهؤلاء المصابون الذين خرجوا في سلمية شهد بها العالم، خرجوا أصلاً للمطالبة بالعيش الكريم وعن الحرية والعدالة والمساواة والسلطة المدنية وعن ديمقراطية الدولة، لماذا تمت إصابتهم بإصابات بليغة واصابات خطرة، او إصابات قاتلة أودت بحياة كثير من شهداء الثورة.؟ (4) انك تستطيع ان تخدع الناس بعض الوقت ولكنك لن تستطيع أن تخدعهم طوال الوقت، وكان على السيد قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، وقبل أن يسعى ويعمل ويحدثنا عن علاج المصابين، كان عليه العمل الحثيث، وان يأمر الجهات الأمنية، على العمل على عدم اصابة اي ثأر بأي أذى ولو طفيف، وأن تعمل تلك الأجهزة الأمنية على حماية المحتجين والمتظاهرين، وتعمل على سلامتهم، ولكن ماحدث كان هو العكس، فالاجهزة الأمنية كانت السبب في إصابة المتظاهرين والمحتجين، باصابات متفاوتة، وهنا كان على السلطة الإنقلابية، العمل على محاسبة من أصاب المحتجين والمتظاهرين بأي أذى، بدلاً من تشكيل لجنة تحقيق وتقصي، والتي لن ترى تقاريرها النور في ظل سلطة لا تعرف العدالة لها طريقاً. (5) فهل يريد أن يقول لنا الفريق اول عبد الفتاح البرهان، قائد انقلاب أكتوبر الماضي، ان قلبه وعينه وروحه مع المصابين؟ان علاج المصابين ليس منة أو منحة من قبلكم، بل هو حق وواجب، لكل من أصيب بواسطة أجهزة الأمن ، بكل مسمياتها وتخصصاتها ومهامها، فانت المسؤول الأول والأخير عن مايصدر منها، ولك كفل منها، وبدلاً من العمل على علاج مصابي الثورة، عليك أن تمنع الأجهزة الأمنية من استخدام القوة الباطشة في مواجهة الثوار السلميين، والله يصرف الكيزان والانقلابيين.

صحيفة الجريدة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى