طه مدثر يكتب: جبريل إحدى عاهات الانقلاب
معلوم بالضرورة أن المضطر يركب الصعاب، وان للضرورة احكام تختلف عن احكام العادة، وحكم العادة كان على السلطة الإنقلابية، ان تمنح المزارع في أي ولاية من ولايات السودان السعر المجزي عن إنتاجه من المحاصيل، والذي وعلى اقل تقدير يحقق له بعض العائد المادي الذي يوفر له الحد الأدنى من العيش الكفاف، وبهذا السعر المجزي أو السعر التشجيعي يجعل المزارع يقبل على الموسم القادم، وهو يعلم بأن جهوده وتعبه وماصرفه على العملية الزراعية والإنتاجية لن يروح هدراً. (2) ولكن الشكاوى الكثيرة والمتكررة من المزارعين، بأن السلطة الإنقلابية (والله قدر ما حاولت أن اكتب الحكومة بدل السلطة الإنقلابية، القى كلمة حكومة صعبة على الكتابة)، نكصت عن وعدها عن شراء محصول القمح من المزارعين (بالجزيرة والمناقل و الولاية الشمالية) بسبب عدم وجود النقد(الكاش أفضل) ثم عادت واعلنت عن رغبتها في شراء القمح ولكن بشروط تعجيزية أو شروط كما قال عنها أحد المزارعين (افضل منها السجن)، اذاً لا لوم ولا عتاب، بل لا تثريب على اي مزارع أن يبيع محصوله من القمح لدولة مصر، التي دفعت للمزارع السعر الذي يتناسب مع مابذله من مال وجهد في العملية الزراعية والإنتاجية، فكافأته على ذلك والغريب أن السلطة المصرية أصدرت قراراً يمنع تصدير جوال قمح للخارج، بينما السلطة الإنقلابية، لم تلق بالاً أو اهتماماً، لهذه المعضلة ، ومعلوم بالضرورة أن العالم يواجه أزمة حادة في سلعة القمح، بسبب الحرب الروسية الاوكرنية وان 13مليون سوداني مهددون بالمجاعة، ومن قبل قامت السلطة الإنقلابية ببيع المخزون الاستراتيجي من الذرة إلى دولة جنوب السودان، لدعم خزينة الانقلاب مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة، فالقمح سلعة استراتيجية، والامن الغذائي ليس موضوع (للونسة) أنه موضوع جد خطير. (3) ووسط كل هذا الأمر الجلل، كان السيد وزير مالية السلطة الإنقلابية، دكتور جبريل، يحضر في اجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، المنعقد في دولة موريتانيا، (مبسوط وضارب الدنيا شلوت، ) أو (ضاربا الهم بالفرح) فماذا نكتب وماذا نقول عن وزير يترك كل مشاكل وطنه الاقتصادية الطاحنة، ويذهب لمناقشة قضايا اقتصاد العالم العربي!!، فهذه هي إحدى عاهات الانقلاب العسكري، بل يمضي جبريل في تخاريفه، ويدعو وزراء الاقتصاد العرب لعقد مؤتمرهم القادم في الخرطوم، ! وهنا يتضح جلياً أن جبريل ماجاء لوزارة المالية الا لتحقيق هدفه الأول والرئيسى وهو توفير 970 مليون دولار سنوياً لحركات الكفاح المسلح واللهم نسألك رد القضاء ونسألك اللطف فيه، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر