ضعيف أنا تجاه (البامية) أقبل عليها بلا برتكول !
[ad_1]
ركنت الى عزلة إختيارية . المرء يحتاج مرات الى هذا بطارئات او غيرها . او هكذا أظن . فصرت بين جدران سكن جديد وزوايا حواف شاشة هاتفي ومرصوص كتب إكتشفت معها أن لي ثروة ! ولاول مرة يقل ولعي بالتلفاز ! تتثاقل نفسي عن الخروج . إلا إضطرار وعادة أقصد مطعم (سميرة) التي لاحظت أنها لا تزال بذاك الحزم اللاذع ومشاغبات الزبائن . كما لم تفقد نباهة ذاكرتها رغم ان مجاري السنين قد هدت بعض نضاراتها وإن إحتفظت بذاك اللون الخلاسي الهادئ وتلك الأعين الجميلة وبالضرورة مهارة طبخ البامية و(الخدرة) . حينما رأتني إرتبكت لوهلة ثم التقطتني كأنها أم موسى تجر طفلها من أعطاف ٱل فرعون . طوقتني بذاك الثوب المسدول . كلما إرتخيت عنها شدتني . نهرت أحد الجالسين حتى كادت ان تجره من فوق المقعد . رتبت لي مجلس حيث كنت اعتاد الجلوس . مكان أحببته انا وصديقي الصحفي الراحل مهدي نور الدين . الذي اتت سيرته فترقرق الدمع في عين (سميرة) فزجرته تسلله بجانب ثوبها . فيما زجرتها أنا أن عليك الكف عن هذا فقد تلقيت من المدامع ما ينصب حول محيطا . جلست ألعن (الجلابية) التي أكره لبسها لانها تحولني الى ممسوس كل لحظة يجر كما او يسدلها على عرقوبه ومرات اخشى خلف كراعي فأتحشم بجلوس مرتبك . سالتني ما أطلب قلت (بامية مفروكة) فكانت مثل العفريت الذي جلب النبأ اليقين. كنت أضحك لان أحدهم . أصلع ضخم ثائر الأنفاس كان يعترض على هذا التمييز خاصة انه ظل لمدة من الوقت يصيح شنو يا جماعة . لينا دهر مصنقرين . قالها وهو يرمي بنظرة نارية نحوي فتيقنت ان روحه مكركرة ولست في مزاج للعراك فتجاهلته
2
ضعيف أنا تجاه (البامية) أقبل عليها بلا برتكول ! من يراني التهمها يظن اني جوعان أوقعته النجاة من مهالك فجاة على مائدة . كنت أكل بجهة وعقل وألاحق هواتف ابي وأمي . حرت فيما دهاهما . صرت مثل الذي يحبو وأنا كهل . إن ارسلا مهاتفة ولم أرد بعثا نحوي المراسيل . وإن عدت للمهاتفة سألا بصوت مشفق يا زول مالك ؟ فأرد بدهشة مالي يا جماعة ! ارد المكالمات وأقفز متجاوزا أخرى . أنهي طبقي . أقف في صف المغسلة . أصادف بشكل غريب تلك المخلوقات البشرية التي تحول تلك الدقائق الى جحيم . خاصة ذاك النوع الذي يغسل يديه حتى يتبرطا من الدعك ! ثم يخلخل شعره . يقطر بعض الماء في منخاره و(يصنقع) يسيل الماء الى الكوعين . ينفث القطرات من فمه . فإن شعر ان وقفته طالت جاملك بنظرة وهو يقول (سوري ياخ) ثم يعيد ذات المحركة ! ونفسي تنازعني للامساك براسه وإغراقه في الحوض لكني ألعن الشيطان !
3
المكان الثاني الذي أقصده مجلس صديقي ديسالين الذي في رواية أخرى هو سانتياو وفي ثالثة تسفاي ! عادة أجادله بان إسم سنتياو اسم نسائي ! فيقسم وهو يشد صليبا على عنقه (إناتي تموت) اي امي تموت ! أسم رجال . يروق لي الرجل حين يغضب . إذ تتحدر الكلمات منه مثل الصواقع فيخلط عربية مكسرة بامهرية من اكسنت الجنوب الأثيوبي قبل أن يهدأ ويبدا في ذاك الأنس عن تجارته التي تشمل كل ما يجلب (البر) مع تركيز لاحظته عنده في الإهتمام بتعليم أبنائه وبحرص إحترمته فيه . أقضى ساعات عنده خاصة بالمساء .يكرمني بقهوة ملوكية الطقوس . يروقني تضجره من سخونة الجو ووضعه لقميصه على جانب كتفه ولسانه يتدلي وعينيه بين الإحمرار وبعض الإنطفاء . يقسم لي كل ليلة انه سيعود لدياره ثم ينسى باليوم التالي فيجدده
4
حينما أعود وفي وقت متأخر ومع حفيف سيري بالطريق عند منتصفه عادة يخرج عبد الباري . راسه الأشيب كقمة جبل جليدي . يخرج بهدوء فالرجل بوليس قديم وتتملكه حاسة أمنية لا تردعه عن الذهاب والأياب ان نبح كلب او طار صرير باب في الظلمة . أحس به مرتاحا ان ميز شبحي في الظلمة . احييه فيرد بصوته الاجش يا سيد كيفك ! أضحك وانا أقول انت مجنون رسمي . يكون لحظتها قد تقرفص عند زاوية دكان حسونة . أشعل تلك السيجارة البرنجي . تعال اخد ليك خشم خشمين . وهو ما يعني عندي الإنصات لقصصه في العشش وقسم الشجرة وسينما النيلين . يقطع حديثه فجاة بتدخن اديك سيجارة أعتذر بلطف ثم اضيف يا عبد الباري عشرين مرة قلت ليك ما بدخن ! لا يهتم عادة بالنفي الواضح مني فيقول ياخ انت شقتك كلها بخور . ما يا انت مخاوي يا بتلفها ! اقفز بجزع يا زول دا كلام شنو . يضحك حتى يضطره صدره للسعال . بالله انت لو ما مخاوي في زول عاقل بصاحب حسن بصلة .ازود عن حوض صديقي في غيابه فاقول زول حبوب وطيب . أضيف (كم يوم ما شفتو بهنا) فيرد عبد الباري صحبك بيكون عرس ! بصلة لو غاب أسبوع بيكون عرس . دفعتي وود حلتي . مرزق ولسانه حلو ! الله شناه لكن قسم ليه القبول . يسترسل محدثي في تفرعات طويلة يقطعها تتبعه ببصره لسيارة .توقفت ثم سارت ! يتمطى كقط نشط من عقال . العربية دي بوكو . مش ؟؛ أمد راسي حتى اكاد أقع على قدومي . وارد يا جنابو
محمد حامد جمعه
مصدر الخبر