صفاء الفحل تكتب: المكنكشون – النيلين
استغرب أن يعلم أحدهم أن ما يفعله خطأ ورغم ذلك يستمر ويتمادي في فعله كأن يجلس برمة ناصر أو أركو مناوي مع مجموعة الموز وهم يعلمان بأنهم سيخرجون في اليوم التالي يضحكون على تراجعهم وخيانتهم لمجموعاتهم ويجعلون الأمر انتصاراً لهم وهم ينظرون إلى الجزء الفارغ من الكوب ولا يعتبرون جلوسهم معهم نوعاً من الحوار الكلي من أجل الوطن.
كذلك أن يحاول بعض السياسيين والخبراء الاستراتيجيين لي عنق الحقيقية حتي تتوافق أهواءهم أو أن يمتسك البعض بحكومة حزبية وهم على إدراك بفشلها مسبقاً وأشياء أخرى عديدة يفعلها السياسيون وهم على قناعة بأنها خطأ وقد تقود الى تدمير الوطن ورغم ذلك يصرون عليها .
سياسة الكيمان (المتصلبة) أضرت بالوطن كثيراً على إعتبار أنك إن لم تكن معي فأنت ضدي بينما يمكن أن تكون هناك العديد من النقاط التي يمكن أن تجمعنا قبل أن أعمل على إحراقك حتى وإن مدت لي يد (السلام)، ولن اعتبر جلوسك للتفاهم معي نوعاً من الحوار الموضوعي حول قضايا الوطن بل (إنكسار) منك وتراجع عن مبادئك وخيانة لمجموعتك المتوالية معك وهي اخلاق سياسية قذرة يفتخر البعض بها وبممارستها ويعتبرها البعض انتصار رغم أنها في مجمل الأحوال غباء سياسي.
ولن نتوقف أبداً عن المطالبة باستبدال (كهنوت) السياسة الحاليين بشباب أكثر تفهماً وانفتاحاً ودرايةً بمتطلبات المرحلة وقد صنعت سنوات الحكم الكيزاني الطويلة فهماً مغلوطاً للديمقراطية ساعد في ذلك عدم وجود ممارسة ديمقراطية حقيقية داخل الاحزاب التقليدية، وانتشار سياسة (الكنكشة) بين المسئولين في الدولة بالإضافة لممارسة اللجنة الأمنية الانقلابية (الاحتيال) لقطع الطريق أمام ممارسة ديمقراطية حقيقية الأمر الذي افقد الثقة في امكانية الإصلاح السياسي.
حكومة كفاءات شبابية هي وحدها ما يمكنها اعادة الثقة في إمكانية الإصلاح السياسي وسط (اللك والعجن) الذي يدور في الساحة السياسية اليوم هذا مع استبعاد المؤسسة العسكرية تماما بكل تأكيد وهو أمر من الصعب حدوثه مع الأنانية المفرطة التي يمارسها الجميع والوطن يحتاج الى الكثير من نكران الذات … بينما الجميع ينتظر ان يبدأ الآخر في التراجع حتي يعلن تثبيت نفسه كما فعل معاوية مع علي فمعركة الجمل مازالت ممتدة.
وثورتنا ستظل مستمرة.
والقصاص أمر حتمي.
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر