صباح محمد الحسن تكتب: حل النقابات الفلول تنتحب
أثار القرار الذي أصدره رئيس المجلس الإنقلابي ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والخاص بتجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل ، موجة تساؤلات واسعة سيما مع تزايد الجدل مؤخرا بشأن عودة رموز النظام المخلوع الذين إتخذوا من محكمة ابوسبيحة ملجأ لهم ومأوى ساعدهم الرجل في إعادة مؤسساتهم بقرارات قضائية. فالفريق البرهان اكثر علما ودراية ان قرارات ابوسبيحة التي اعادت الاتحادات والنقابات الكيزانية هي قرارات سياسية خاطئة تصدر من هذا القاضي فقط لتأخذ الصبغة القضائية ، فأغلب الإتحادات والنقابات التي يشملها القرار هي اجسام كيزانية عملت طوال فترة الانقاذ وتوقفت بقرارات لجنة التفكيك وعادت بأمر السلطة الانقلابية ، فالبرهان اراد ان يلغي واحدة من قراراته السيئة التي ارتكبها بعد الانقلاب ليتقدم نحو الإتفاق خفيفا غير مثقلاً بإخطائه. ومعلوم ان لانقابة منتخبة بعد الثورة إلا نقابة الصحفيين السودانيين واساتذة جامعة الخرطوم والتشكيليين ومادونها لجان تسيرية وبما ان قرار البرهان يطالب اللجنة بتحديد وحصر أرصدة وحسابات هذه النقابات داخل وخارج السودان ووضعها تحت السيطرة فضلاً عن القيام بأي إجراء أو عمل يتطلبه الظرف الماثل فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية والتكافلية لمنسوبي هذه النقابات ، فالقرار يستهدف الاتحادات والنقابات الكيزانية التي لها من الارصدة داخل وخارج السودان فنقابة الصحفيين لا ارصدة ولا ممتلكات لها لا بالداخل ولا بالخارج يعاني الاعضاء فيها من جمع ( حق الايجار ) وهي نقابة منتخبة تستمد الشرعية من قاعدتها الصحفية عكس اتحاد الصحفيين الذي مازال يعيش ايام (البحبوحه ) ويعد الصحفيين بتقديم سيارات بالرغم من هذه الظروف الطاحنة . ولأن القرار كان صادما وجعل الفلول تنتحب ، لذلك تجد القيادي الاسلامي امين حسن عمر يصفه بالتدخل المعيب ويقول تدخل رئيس المجلس السيادي في أمر قضى فيه القضاء بأمر هو دلالة قوية على روح انقلابية لا تحترم الشرعية القانونية ، فإذا كانت السلطة السيادية هي ما تفعل ذلك فقل وداعا لحكم القانون وتهيأ للقادم الأسوأ). وأمين حسن عمر اخيرا ادرك ( الروح الانقلابية ) المسيطرة على البرهان ، بعد عام كامل فعندما اعاد البرهان الاتحادات الكيزانية حتى التي انتهت فترتها ، الم يعدها عبر محكمة ابوسبيحة الذي اصدر اسرع القرارات في التاريخ وفتح قاعة المحكمة كتاجر (جملة ) ليس لديه مانع في البيع بالقطاعي !! ورحبت أمس اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين التي دخلت معها نقابة الفلول معارك بالأيدي والهروات رحبت بقرار الفريق عبدالفتاح البرهان، القاضي بتجميد نشاط النقابات والاتحادات العمالية واتحاد أصحاب العمل ، والمتابع للمشهد يجد ان قرارات البرهان تصب في مجري التفاهمات السياسية بين العسكريين والمدنيين لحل الأزمة في البلاد اثارت لغطا وساء الناس فهمها ، لأن الفريق البرهان هدم الثقة بينه والمواطن فاصبح الاخير لايعلم ان كان القرار صالحا او طالحا ، سيبقى ام سينقضه البرهان غدا لصالح من يأتي ، وهل سيصمد طويلاُ !؟ . طيف أخير: كانت امدرمان بالأمس شامخة رفضت الركوع في زمن كثرت فيه الإنحناءات!!
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر