السياسة السودانية

صباح محمد الحسن تكتب: تصريحات كرتي وتهديدات ترك

ذكرنا أن الإتفاق الإطاري يحتاج الي جرعة عالية من التحصين ضد كل المخاطر التي تهدد استمراره ، أولها مكر فلول النظام البائد التي لن تستسلم ،وستبدأ حملاتها التخريبية مباشرة مع بداية تصريحات وتهديدات القيادات الإسلامية ، فبيان الحركة الإسلامية الممهور بتوقيع أمينها العام على كرتي قال إن الاتفاق به انتقاص للسيادة، ونهج الإقصاء السياسي، وان الارتهان للأجنبي والتضييق والتشفّي والإستفزاز سيقود إلى مزالق خطيرة تهدد وجود البلاد وأمن المنطقة ،ونوه إلى قدرة السودانيين على حل مشاكلهم دون تدخلات وزاد ستقف الحركة الإسلامية سداً منيعاً في وجه كل محاولات الإقصاء والتضييق والتشريد ومصادرة الحقوق والحريات، وفرض الشروط والإملاءات ) . انظروا مايقابل (التشفّي والإستفزاز) ان تعرضوا له (سيقود إلى مزالق خطيرة تهدد وجود البلاد وأمن المنطقة ) مما يعني اذا تم استفزازهم فقط ، يمكن ان تكون النتيجة خطيرة تهدد وجود البلاد وأمن المنطقة !! يأتي هذا التصريح بعد ان فشل مهندس الإنقلاب ومحرض البرهان على إجراءات ٢٥ اكتوبر ، في ان يقود حزبه البلاد في فترة ما بعد الانقلاب ، فكرتي لم يخطر بباله سؤال يدور في أذهان قواعد حركته وحزبه المذهولة الآن ، انه لماذا فشلتم في إمكانية العودة للحكم من جديد !! ، لماذا عجزت الحركة الإسلامية وقيادات الوطني في أن تكون سداً منيعاً في وجه كل الخطوات القبلِية التي نتج عنها التوقيع على الإتفاق الإطاري ؟! اما الإقصاء والتضييق والتشريد ومصادرة الحقوق والحريات، وفرض الشروط والإملاءات فهذا غريب أن يستغربه كرتي ، اليس هو عمل درج عليه النظام البائد في حكمه طوال الثلاثيين عاما ، وكرتي بصفته قائدا أولا لماذا لم يقر في بيانه بفشله هو شخصيا في تحقيق حلم الفلول بالعودة عندما كان الأقرب للمؤسسة العسكرية يعمل ليل نهار في حبكة القرارات وخياطتها لإعادة ممتلكات الفلول واموالهم عبر قرارات رسمية ينفذها الفريق البرهان ، فكرتي الذي أعاد كل شيء لقادة وعناصر المخلوع ، فشل في اعادة الحكم لهم ، الم نقل من قبل ان الفلول لا تصلح ان تكون جزءا من المشهد السياسي ولن تستطيع العودة للحكم من جديد ولكنها قد تنجح فقط في وضع المتاريس والعراقيل امام كل حكومة مدنية ويلتقط نائب رئيس قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ، التي ( كتلت نفسها ) ، الناظر محمد الأمين ترك يلتقط اشارة كرتي سريعا ، ويلوح له عن بُعد ، انه تحت الخدمة ويصف ترك الإتفاق الذي وقع بالأمس بالمعيب ولم يتوقف عند إبدا الرأي السياسي ، اراد ان يستعرض مقدراته في التهديد وأضاف مازلنا ننتظر ونتريث قبل اتخاذ اي قرار، لكن لن نقبل بإستعمار جديد ويتوعد ترك بنسف الإتفاق الإطاري . هذه التصريحات والتهديدات التي يطلقها الناظر ترك دائما تزامنا مع قدوم حكومة مدنية تكشف ان الرجل يصلح فقط لخلق وصناعة الازمات يجيدها اكثر من اجادته مناقشة وحلحلة قضايا الإقليم ، ولكن هل ينجح ترك هذه المرة في تنفيذ مخططاته فالرجل من قبل كان يستند على العسكريين وقوات الدعم السريع يستمد منهم القوة والجاه ، يحتمي دائما بسلطتهم ، ويهاجم ويرفض الحكم المدني طال لسانه نقدا وتجريحا لقيادات ووزراء حكومة الثورة، لم يتوقف عن حربه إلا بعد ان توقف البرهان عن وعده وقسمه ، وأعلن الانقلاب فترك كان عصاة توكأ عليها قادة الانقلاب لحماية فكرتهم الحمقاء هشوا بها من الشرق وحققوا بها مآربهم، والآن بعد الخسارة تركوا له الطريق وحيدا ، لكن هذه المرة قد تفشل مخططات ترك وربما لا يسمح قادة الانقلاب له بخلق فوضى جديدة يحاول ترك صناعتها لهزيمة الانقلاب ، ليس لأن حماية الاتفاق هي مازالت مسئولية عسكرية خالصة ، ولكن لأن العسكر انفسهم في حاجة ماسة لحماية الإتفاق أكثر من اي وقت سبق ، الحماية التي تضمن استمراريته ولهذا السبب قال ترك (المتهور) ، انه يتريث !! طيف أخير: الحوار والندوات والتعريف بالإتفاق الإطاري بالعاصمة والولايات ، سيحدث فرقا !!

صحيفة الجريدة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى