صباح محمد الحسن تكتب: المحكمة الدولية قديم الجرائم أم حديثها !!
اعرب الفريق محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع عن ترحيبه بوفد المحكمة الجنائية الدولية واكد استعداد الدوله واهتمامها بتحقيق العدالة ، وكذلك قال مني اركو مناوي حاكم اقليم دارفور ، إنه التقى الوفد في إطار تحقيق العدالة وإراحة ضمير الأرامل واليتامى والنازحين وبناءً على مسؤوليتي بالالتزام بما نصّت عليه اتفاقية جوبا لسلام السودان ، لكن الوفد يعلم أن هناك شيء جديد يحدث في دارفور وان التصريحات التي ادلى بها قائد الدعم السريع وحاكم دارفور هي عبارة عن مصطلحات استهلاكية، لذلك قام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد كريم خان ، بزيارة الى معسكرات النزوح ليستمع الي المواطنين الذين ربما يدلوا بحقائق جديدة تحكي عن معاناتهم بعد السلام وليس ايام الحرب في عهد المخلوع. فبالرغم من أن وفد المحكمة الجنائية الدولية اكد أن أوامر القبض على الرئيس المخلوع البشير وبقية المتهمين نافذة، وأن المحكمة الجنائية ملتزمة بجلبهم، وانهم ابلغوا الحكومة أن أمر تعاونهم على قائمة الأولويات، الا ان وفد الجنائية لم يأت ليحث الحكومة على تعاونها في تسليم المطلوبين فقط بل لانه على علم ان ثمة جرائم ارتكبت في دارفور بعد الانقلاب وبعد اتفاقية سلام جوبا التي اقرت بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. وانه وبعد ارتكاب جملة من الجرائم ودارفور تحت حماية حاكمها وقائد الدعم السريع الذي قال انه يريد تحقيق السلام على ارض الواقع فليس امامهم سوى التعاون معهم في قديم الجرائم وجديدها ، فالوفد التقى كل من حميدتي ومناوي بربع ثقة الم يقل المحقق الدولي إننا نريد تطبيقاً للعدالة وليس الحديث عنها !! وهذا هو رد صريح لما صرح به محمد حمدان دقلو الذي قال ( نؤكد استعداد الدولة والتزامها بتحقيق العدالة). فالمحكمة الجنائية هذه المرة لن تعتمد كثيرا على الذين يرفعون شعار السلام ويشعلون نيران الفتنة والحرب في دارفور ، وان عملها سيعتمد على لجان التحقيق والبحث والتحري الميداني وسط معسكرات النازحين ،هذا بجانب تعاون اهل دارفور وشبابها الخلص الأوفياء الذين يعلمون حجم الجرائم ومن الذي قتل عشرات المواطنين الذين تم قتلهم من قبل السلطات الحكومية او من قبل قوات الدعم السريع او برصاص الحركات المسلحة، والقضية اكبر من المصطلحات التي درج القادة العسكريين على قولها لوفود المحكمة الجنائية الذين زاروا البلاد في هذا العام لأكثر من مرة ، لهذا ربما لم يكن البشير هو محور الزيارة الرئيسي فقط ، فالذين وقفوا في الصالات الكبرى الأنيقة لإلقاء التحايا واستقبال وفد الجنائية وترحيبهم الحار به ، ربما تحتاج المحكمة منهم تعاوناً اكبر ، ليس لتسليم البشير ولكن لمعرفة من الذي ارتكب جرائم بعد ذهابه . ففي ابريل ٢٠٢٢ راح ضحية الأحداث الدامية بمحلية كرينك غرب دارفور، أكثر من 200 شخصا فضلاً عن تهجير الآلاف، حدث هذا تحت مظلة اتفاق جوبا للسلام ، هذا بجانب العشرات الذين لقوا مصرعهم في عدد من المناطق الأخرى ، فمن عجائب السودان أن يكون قادته هم الذين تقع على مسئوليتهم قتل المواطنين الابرياء ، وهم ذاتهم الذين يتعهدون للمحكمة الجنائية لمساعدتها في تحقيق العدالة حتى تتمكن من محاكمة المجرمين !! طيف أخير: بعض البشر يمارسون النفاق بمنتهى الإبداع
صحيفة الجويدة
مصدر الخبر