صباح محمد الحسن تكتب: أكثر من إعتقال وأكبر من قضية
نجحت مبادرة(كلنا وجدي ) في تنظيم مؤتمر صحفي ضاقت به قاعة طيبة برس ، وألقى المؤتمر الضوء على الإنتهاكات التي ترتكبها السلطة الانقلابية التي كانت ومازالت تمارس سياساتها تعديا وظلما، وذلك بإصرارها على اعتقال عدد من السياسيين ولجان المقاومة ، نظام مازال يحكم أقفاله بالرغم من وقوفه على ابواب المدينة التي يطرق عليها يستأذن الدخول ، مؤكدا تراجعه عن طريق الفشل الذي برهنه بعودته طائعا للحكم المدني بعد أن تقطعت به السبل والأسباب. فالاستاذ محمد الفكي سليمان عضو المجلس السيادي السابق عزز موقفه الثابت بذات الشجاعة والجرأة وقال إن السلطات الانقلابية تعتقل الاستاذ وجدي صالح اعتقالا سياسيا وتستخدم اجهزة العدالة في تصفية الحسابات ولعل اهم ماذكرة الفكي في حديثه انه لا يمكن حدوث تحول مدني ديمقراطي دون ان يكون (تفكيك التمكين) أولا ، لأن مؤسسات الدولة جميعها مازالت مملوكه للنظام المباد. ولم يبحر القيادي ياسرعرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي وعضو المكتب التنفيذي لقوى اعلان الحرية والتغيير بعيدا عن سليمان واعتبر الاعتقالات الحالية التي تمت لوجدي صالح والمقدم عبد الله سليمان مأزق سياسي واخلاقي وقانوني للسلطة الانقلابية لجهة ان العدل اساس الحكم ووجهة بسؤال كيف للحرية والتغيير ان توقع اتفاق إطاري في ظل سهام موجهه بشكل واضح لها؟! فحديث الاستاذين الفكي وعرمان كشف (عرجية) الاتفاق السياسي وما به من ثقوب متعددة الوجوه تظهره كالذي يمسك بعصاة الحل وهو ( معصوب العينين ) مكتوف اليدين ، يتحسس الطريق ، سلامته في خطر ومصيره ومستقبله مجهول ، فالاتفاق يهدده الإنهيار إن اهمل العدالة وتفكيك النظام البائد. لان الحل السياسي إن جاء دون تفكيك للنظام فهذا يعني انه يهيء المناخ والبيئة لنبتة الاسلاميين من جديد تينع وتزهر في تربة الإنتقالية الخصبة لتثمر في موسم الانتخابات، عندها الحصاد سيكون ندما لقوى الحرية والتغيير . فالمؤتمر لم يكن رساله الي السلطة الانقلابية حتى ترفع الظلم عن الاستاذ وجدي صالح وكما قال ود الفكي : نحن لانستجدي احدا ولا حتى وجدي يرضى ان يطلب من السلطة اطلاق سراحه ) . لكن كان ليكشف تجاوزات وأخطاء السلطة الانقلابية الفادحة وتناقضاتها المتمثلة في سعيها للحل السياسي في اجواء مشحونه بالغبن فهي لاتهمل عملية تهيئة المناخ السياسي هي تتعمد (تسميم ) الأجواء . وسلطة مازالت تتوكأ على عصاة الظلم وتهش بها عنفاً على الشارع الثوري واعتقالا لرموز الثورة لابد وان لها (مآرب أخرى) في هذا الإتفاق ، و إن لم تكن قحت أول من يلقي مافي يمينها، فالسلطة الانقلابية لن تكون اول من يلقي وحسب بل ستلغف بلا شك ماصنعوا لهذا فإن ماطرح بالأمس كان أكبر من مؤتمر وأكثر من قضية ، فوجدي صالح في محبسه أكد حقا إن الصادقين الذين يضحون من أجل اوطانهم اثرهم وتأثيرهم لن تخمد جذوته السجون والزنازين ، فإن كان وجدي بالأمس لايحتاج ان يستجدي السلطات الانقلابية أن ترأف به ، فقد كان سببا أن تُستجدى لترأف بالوطن . طيف أخير: ماشين على سكة عشم ، الرحمة والمغفرة للشاعر القامة والوطن صلاح حاج سعيد .
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر