السياسة السودانية

شاكر رابح يكتب : انفراج الأزمة ضوء في آخر النفق

قوى إعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي) طيلة الفترة الماضية على تصدرها المشهد السياسي بتكلفة سياسية عالية وكبيرة للغاية، فقد فوّتت فرصا ثمينة عليها بسبب صراعها مع القوى السياسية الأخرى وتصوّرها أنها قادرة وحدها على الحكم بمعزل عن المؤسّسات العسكرية والأمنية وحركات الكفاح المسلح الموقعة وغير الموقعة على إعلان الحرية والتغيير.

الخبير الأمريكي باثي دوراتي أكد في تصريح نُشر في مجلة (ناشونال انتريست) الأمريكية أن أحد القادة القادرين على إنشاء هيكل تحفيزي للنخب السودانية هو حميدتي) باعتباره أول من ندّد بانقلاب أكتوبر بأنه فاشل حسب وصفه، وأضاف (من المهم أن ندرك ان الاتفاق الذي هو الخطوة الأولى نحو الانتخابات في السودان لم يكن ليحدث دون دعم حميدتي انه صانع القرار الأكثر نفوذاً).

في تقديري، دعوة حميدتي لقادة القوات المسلحة والقوى السياسية والمجتمعية للتمسك والمُضي قُدماً في تنفيذ الاتفاق الإطاري دعوة مرحب بها ومهمة للغالية والتي جاءت في وقت عظمت فيه التحديات التي تواجه مستقبل البلد وتدهور الأمن وتراجع الاقتصاد إلى مرحلة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، تصريحات حميدتي الأخيرة التي أكد فيها تمسكه والتزامه بالاتفاق الإطاري كانت بمثابة الضوء في آخر النفق، بالتالي من الأهمية بمكان تكاتف القوى السياسية مجتمعة والتوافق على عملية إنقاذ شاملة، وفيما يلي بعض الأفكار لعلها تثري النقاش حول الدعوة التي أطلقها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حول الاتفاق الإطاري وأجندته الوطنية، لا شك أن الاجتماع الذي التأم بين الحرية والتغيير المجلس المركزي وقِوى التوافق الوطني برعاية رئيس مجلس السيادة ونائبه هو عملية مهمة حول تبادل الأفكار بين الخصوم السياسيين من أجل وضع أرضية مشتركة من شأنها تحقيق التوافق الوطني الشامل، ودوماً الاجتماعات المنتجة بين الخصوم يخرج منها الجميع فائزين، ولهذا يجب أن تأخذ قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هذا التقارب مأخذ الجد وأن لا يكون الهدف تضييع الوقت أو منح نفسها تفويضاً لتطويل أمد الانتقال أو محاولة للالتفاف حول عدم الرضاء الجماهيري بالتوقيعات الشكلية على الاتفاقيات الإطارية.

من المهم أن تفهم قحت أن الأجواء مهيأة تماماً للوصول بعملية التغيير لغاياتها، ومن المهم أيضاً أن لا تعمل بالتركيز على السلطة والاعتماد على مجموعات قليلة كأداة للهيمنة بدل أن تكون أداة لتحقيق المصلحة العليا، لم تكن عملية الانغلاق والإقصاء والانكفاء ضرورة، فالوطن يكاد أن يقترب من حافة الهاوية، الوضع لا يحتمل استمرار هذا النمط الذي كاد أن يهلك الحرث والنسل ويصعب المهمة مستقبلاً، هذا مع أهمية التذكير بدعوة حميدتي للتوافق، الهدف منها تحريك مسار الانتقال المفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة والوصول بها إلى مرحلة ديمقراطية حقيقية وعدم العودة إلى ما قبل ١٩ ديسمبر.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،

صحيفة الصيحة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى