سوداني يحكي: في حياتي، حدث لي بالصدقة مواقف ومعجزات وبركات يطول عنها الحديث!
صباح أمس اصطحبت أحد أقربائي الكرام في مشوار قصير، عند توقفنا في أحد الأماكن أطلت علينا متسولة من نافذة السيارة، على عجل أخرج رفيقي محفظته، قائلاً دعنا نستفتح يومنا بصدقة،
بعد أن تحركنا رغبت في أن أستفزه ببعض الأسئلة لأخرج بأجمل ما عنده وقد كان!.
قلت له أنت تفعل ذلك من “طرف” تعطي كل من مدّ يده إليك، قال لي نعم، ثم نهض من إتكاءته على مقعده قائلاً: شوف يا محمد قبل سنوات استمعت إلى داعية يفسر آية كأني لم أسمع بها من قبل، ومن وقتها اقتديت بها في حياتي، وحدث لي بهذا الفعل مواقف ومعجزات وبركات يطول عنها الحديث!
ثم تلى قول الله تعالى:
( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )، وجدت نفسي أردد الله .. الله .. قبل أن يواصل حديثه.
ثم أكمل: تدبر بالله عليك لماذا اختار الميت الصدقة لو عاد إلى الحياة الدنيا؟!
لأنهم قد عاشوا عظمتها ومكانتها واقعاً ملموساً فحدث الندم – ولكن بعد فوات الأوان – بأن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وأنها تطفئ غضب الرب جل وعلا، وتنزله منازل الصالحين!
قال العلماء : ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته، فأكثروا من الصدقات قبل مماتكم مادامت الفرصة متاحة، فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.
وبالله التوفيق.
محمد الطاهر
مصدر الخبر