سوداننا هذا يمشي خطوة للأمام، خطوتين، وعلى نحوٍ أكثر دقة سبعة خطوات للوراء

عادت مجمعات خدمات الجمهور مرة أخرى للمعاملة السيئة والخدمة الرديئة والزحام، ذهبت اليوم لمجمع خدمات بحري لاستلام جواز الوالد والوالدة، كنت قد قدمت لهما قبل عشر أيام بالبنية والشلوت، زحام وتدافع وضيق وصفوف وسخط وضياع زمن، واستهتار بالناس وحاجاتهم، انتظرت طوال ساعات اليوم في إجراءات عقيمة، سمعت شكاوى كثيرة عن جوازات تألفة أعيدت للطباعة، وأخرى تعطلت في مكان ما، انتظرت في ركن ممل للتصديق، حتى نهاية اليوم لم أعرف المشكلة، ثم عدت بخفي حنين دون أي إجابة، العالم كله يتقدم من حولنا، بينما سوداننا هذا يمشي خطوة للأمام، خطوتين، وعلى نحوٍ أكثر دقة سبعة خطوات للوراء.

عزمي عبد الرازق