سهير عبدالرحيم تكتب عن اثيوبيا: سلسلة جيران السوء
لعلك تعلم؛ السيد أبي أحمد، أن تعداد شعبك في السودان يعادل مرةً ونصف تعداد الشعب الإرتري …!!
ولعلك تعلم أيضاً أنهم يقطنون في السودان في مساحات تتجاوز ثلاث مرات مساحة جيبوتي …!!
و تعلم أن هنالك أكثر من 45,000 إثيوبية يعملن في بيع الشاي ساهمن بصورة أساسية في زيادة نسبة البطالة في السودان !!.
ولعلك تعلم أن النادلات اللائي يعملن في المقاهي و المطاعم في السودان فقط ضعف تعداد الجالية السودانية في إثيوبيا..!!
و قد لا تعلم أن بعضهن يعملن في تجارة المخدرات و( ال……)، ومحاضر الشرطة السودانية توثق لذلك ..!!
و ربما تعلم أن المساجين الإثيوبيين الذين أُفرج عنهم استجابةً لطلبك من السلطات السودانية و حملتهم في طائرتك الخاصة و أنت تغادر الخرطوم عقب التوقيع على الوثيقة الدستورية المشؤومة أنهم تجار مخدرات و بعضهم محكومٌ عليه بالإعدام و البعضُ بالمؤبد …؟؟
حسناً، هل تعلم السيد أبي أحمد؛ أن بلادك في طريقها للتعرض لمجاعة كبيرة عقب نزوح وعودة ما يقارب الـ 5,000,000 إثيوبي السودان …؟؟!!!
إن كنت تعلم بعض هذه المعلومات أو جُلَّها عليك أن تخاطب إدارة الهجرة لديك لتخبرهم أن السودانيين الموجودين لديك الآن في أديس أبابا يرفدون خزينة دولتك بتحويلات شهرية من كل أسرة لا تقل عن 3000 دولار .
وأن كل أسرة سودانية تساهم في رفد اقتصادك بمشتروات و تسوُّق و تنقُّل و سياحة و ( توظيف ) أيضاً لعاملات النظافة و الطهي .
أخبِرْ؛ السيد أبي أحمد، العاملين في إدارة الهجرة لديك ماذا تعني كلمة سوداني ، ففي تلك الإدارة لديك موظفون من السوء بمكان أنهم لا يعكسون صورة طيبة أبداً عن إثيوبيا.
لديك موظف في الأمن يقوم بدفع الأجانب بيديه و ممارسة صراخ غريب في وجوههم ولديك Manager همَّت بتمزيق أوراق أحدهم وقذفت له الأوراق في وجهه …!!،
هذا هو مستوى التعامل في إدارة يُفترض أنها واجهةٌ لبلدك و عاصمتك التي تُطلقون عليها الزهرة الجديدة و لكن كل الأجانب الذين مروا بتجربة التعامل مع مكتب الهجرة لديك، صدقني، بأن الانطباع لديهم أنها أديس؛ زهرةٌ مريضةٌ ذابلةٌ وليست جديدة.
السيد أبي أحمد؛ باستثناء ال supervisor في مكتب الهجرة لديك و هو شاب لطيفٌ لبقٌ جديرٌ بهذا المنصب، يقابل الأجانب بابتسامة و يتحدث برحابة صدر و بعض الموظفين الآخرين فأصدقك القول إن البقية لا يمكن أن يكونوا واجهةً لبلادك .
ثم أن غالبيتهم لا يتحدثون لا الانجليزية ولا العربية ولا الفرنسية ولا حتى السواحلية، فكيف تضعون هؤلاء في مركز يتعامل مع الأجانب و يُصدرون الأوامر بلغة محلية؟ هل طالتكم عدوى السودان بالتوظيف بالواسطة ودون مؤهلات …؟؟!!
السيد أبي أحمد، المكان نفسه قذرٌ جداً و سلم الصعود مهترئ و مهتز الجوانب، و المقاعد إما محطمة أو ملتوية أو متسخة، و نظافة البيئة لا تتجاوز 15%.
لا أولوية في التعامل لكبار السن و العجزة و الحوامل و المرضعات و الأطفال ، الجميع يتساوى في حجم السوء و التعامل .
يستلمون من كل جوازٍ مائة دولار شهرياً، و رغم ذلك يطالبونك بتصوير مستندات بمبلغ إضافي ، علماً بأن دول العالم الأول يدفع لها الأفارقة ما قيمته أقل من 200 دولار لكل العام للفيزا، فما بالك بتعاملكم مع أشقائكم الافارقة؟!!
يوقفون العمل منتصف النهار لمسافة تقارب الساعتين لتناول وجبة الغداء ثم القهوة و شيء من المزاح و الحديث والضحك الطويل بينما يصرخ الأطفال من الجوع و ترتجف أوصال العجزة من الرهق والبرد والوقوف مسافات طويلة.
السيد أبي أحمد، في الخرطوم حين تستيقظ وزارة الداخلية لدينا، كل ثلاث سنوات مرة، وتقوم بحملات على الأجانب يقوم السودانيون بإخفاء العاملات الإثيوبيات في منازلهم بعيداً عن أعين السلطات و يقوم أصحاب البقالات بإخفاء أواني (ستات الشاي )، و يمكن أن تجد بعض الضباط يتوسطون لإلغاء الغرامات على العاملات الإثيوبيات أو تخفيض العقوبة بحقهن.
نسيت أن أخبرك أنه عرضت علي بطاقة المواطنة الأثيوبية والإقامة ولكني رفضتها ليس تكبراً عليها فإني أحب الشعب الأثيوبي حباً لا مداهنة فيه ولكني أعتز و أفخر بهويتي السودانية .
السيد أبي أحمد؛ ختاماً
الشعب السوداني بالفطرة يحب الشعب الإثيوبي و كذلك لمسنا حباً كبيراً من الإثيوبيين هنا و تقديراً وإحتراماً لا يمكن أن ننكره ولكن التعامل في مكاتب الهجرة و في الحدود لا يليق بهذه العلاقة .
غداً و إن طال السفر تنتهي حربنا و ينتصر جيشنا و نُعيد حساباتنا كما ينبغي ، النصر لقواتنا المسلحة و العزة للسودان.
سهير عبد الرحيم
2 يوليو 2023
مصدر الخبر