سقف المليشيا وحلفاءها هو جيش جديد كلياً وليس استمرار وضعية الدعم السريع السابقة ولا دمجه
يجب أن لا ننسى ثورة ديسمبر جاءت بأمثال لتعايشي وود الفكي وطه عثمان وسلمتهم البلد. هؤلاء الخونة الذين يتكلمون اليوم بكل بجاحة عن تكوين جيش جديد، كانوا قادة الثورة وحكومة الثورة وتحت أيديهم مصير دولة وشعب كامل!
حقيقة يجب أن نحتفي بذكرى إنقلاب 25 اكتوبر كعيد وطني تخلصنا فيه من أتفه حكومة ثورة في التاريخ. تصور أن دورة المدنيين القادمة بمجلس السيادة كانت يُمكن أن تأتي بالتعايشي أو ود الفكي!
لقد كنا كدولة في حالة يُرثى لها. مجرد احتمالية أن يترأس شخص محدود قدرات مثل ود الفكي الدولة أمر مفزع حتى الآن، وخصوصاً الآن بعد أن ظهرت حقيقتهم كلهم.
مواقف حلفاء المليشيا يفسِّر بعضها البعض الآخر. لقد دعا كل من ود الفكي وطه عثمان والتعايشي بشكل متطابق لتشكيل جيش جديد كلياً.
ولكن مقال التعايشي الأخير يعطينا تفسيراً أوضح لهذا الموقف؛ فقد تكلم بوضوح وهاجم الجيش الوطني ووصفه بأنه عبارة عن حزب سياسي مسلح وأنه غير مهني وغير قومي ولا يمكن إصلاحه. وبالتالي فلا بد من جيش جديد!
هذا الموقف يفسِّر لنا الدعوات السابقة عن الجيش المهني الجديد، سواء التي تكلم عنها الاتفاق الإطاري أو التي يعلن عنها قادة قحت. مشروع تفكيك القوات السودانية المسلحة بات واضحاً الآن.
كذلك دعوات وقف الحرب والجلوس إلى الحوار هي ليست بعيدة عن هذا المشروع. عدم هزيمة وسحق تمرد مليشيا الدعم السريع يعني القبول به رسمياً كقوة موازية للقوات المسلحة ولا يمكن دمجها داخل الجيش.
الموقف الجذري للمليشيا وحلفاءها يجب أن يقابله موقف أكثر جذرية من الجيش والقوى الوطنية الداعمة له؛ لا مجال للمليشيا ولا لحلفاءها وليس لهم إلا الرصاص.
من الجيد أن سقف المليشيا وحلفاءها هو جيش جديد كلياً وليس استمرار وضعية الدعم السريع السابقة ولا دمجه في الجيش. هذا الطرح لا يمكن تحقيقه عبر التفاوض أصلاً. لا البرهان ولا أي قيادة للجيش يمكن أن تقبل بذلك.
نتمنى أن يتمسك هؤلاء الحمقى بقوة بهذا الموقف.
حليم عباس
مصدر الخبر