رويترز: الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
نيروبي 16 يناير 2025- قالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز “إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مالية الخميس على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع واحد فقط من فرض واشنطن عقوبات على منافس البرهان في الحرب المستمرة منذ عامين، محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
وذكر اثنان من المصادر أن أحد أهداف العقوبات على البرهان هو التأكيد على أن واشنطن لا تنحاز إلى أي طرف.
وفي حديثه أمام جنوده في وقت سابق من يوم الخميس، أبدى البرهان تحدّيه إزاء احتمال استهدافه بالعقوبات، قائلاً:
“أسمع أن هناك عقوبات ستُفرض على قيادة الجيش. نرحب بأي عقوبات في سبيل خدمة هذا الوطن“، وفقاً لتصريحات بثتها قناة الجزيرة.
ولم يرد الجيش السوداني أو المتحدثون باسم وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين على طلبات التعليق على الفور.
وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد قادا معًا انقلابًا في عام 2021 أطاح بالحكومة المدنية، لكنهما سرعان ما اختلفا بعد أقل من عامين على خطط دمج قواتهما.
واندلعت الحرب في أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد الملايين، ودفع نصف سكان السودان إلى حافة المجاعة.
ووفقًا لأحد المصادر، وهو دبلوماسي، فإن العقوبات المفروضة على البرهان تستند إلى اتهامات باستهداف الجيش للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، ورفض المشاركة في محادثات السلام العام الماضي.
أما دقلو، المعروف باسم حميدتي، فقد فُرضت عليه العقوبات بعد أن قررت واشنطن أن قواته ارتكبت أعمال إبادة جماعية، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات على المدنيين. وتورطت قوات الدعم السريع في حملات نهب دامية في المناطق التي تسيطر عليها.
وحاولت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مرارًا جمع الطرفين إلى طاولة المفاوضات، لكن الجيش رفض معظم المحاولات، بما في ذلك المحادثات التي عُقدت في جنيف منتصف أغسطس الماضي والتي كانت تهدف جزئيًا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وبدلًا من ذلك، صعّد الجيش حملته العسكرية، حيث استولى هذا الأسبوع على مدينة ود مدني الاستراتيجية، متعهدًا باستعادة العاصمة الخرطوم.
ويتهم خبراء حقوق الإنسان وسكان محليون الجيش بتنفيذ غارات جوية عشوائية وشن هجمات على المدنيين، كان آخرها عمليات انتقامية في ود مدني هذا الأسبوع.
وكانت الولايات المتحدة أكدت سابقًا أن الجيش وقوات الدعم السريع ارتكبا جرائم حرب.
اسلحة كيميائية
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين كبار، يوم الخميس، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع.
وأشار المسؤولون إلى أن هذه الأسلحة تم استخدامها مؤخرًا في مناطق نائية من السودان، مستهدفة عناصر الدعم السريع.
لكن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم من احتمال استخدام هذه الأسلحة قريبًا في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
ولم يكن من الواضح على الفور نوع الأسلحة الكيميائية التي تم استخدامها.
وقال مسؤولان أمريكيان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل أمنية حساسة، إن معرفة برنامج الأسلحة الكيميائية كانت محصورة في مجموعة صغيرة داخل الجيش السوداني.
لكنهما أكدا أن الجنرال البرهان هو من أعطى الإذن باستخدامها.
المصدر