السياسة السودانية

(رحلة حب من قصر في المهندسين إلى بيت الطين) الحلقة العاشرة

رواية.. (رحلة حب من قصر في المهندسين إلى بيت الطين) للكاتب ياسين الشيخ
هي ليست قصة حب تحكى بل هي أسطورة يجب أن تُدرس، وقطعا هي أفضل من روايات قيس وليلى وروميو وجوليت وغيرها من روايات الحب الشهيرة، لأن قصتنا اكتملت بزواج كان يحتاج إلى معجزة حتى يكتمل وتحققت المعجزة..
الحلقة العاشرة (مفاجأة صادمة وأخرى سعيدة في انتظار بخاري وأميرة) حلقة في شكل حلقتين ☺️☺️
عدنا من قصر المهندسين محرجين للدرجة التي جعلتنا لا نستطيع رفع رؤوسنا لننظر لبعضنا، وكان بخاري اكثرنا احراج والم واحسست انه الدموع على وشك النزول من عينيه، بسبب الاحراج الكبير الذي تسبب فيه للوفد المرافق له، عمه برعي صاحب الروح الشبابية حاول مواساة ابن أخيه وإخراجها من هذا الجو، فمازحه قائلاً (اعتبره شاكوش من نوع آخر) وبعدين البنت دي ما آخر بنت في الدنيا.
وصلنا منزل بخاري وأمه وشقيقاته في انتظار اخبار سعيدة، ولكن العنوان كان واضح في وجه بخاري وحسرته التي دفعته لدخول غرفته وتكفلنا نحن بسرد تفاصيل قصيرة لأسرته عن الرحلة المحرجة، زاد الأمر اشتعالا عندما صرحت والدة بخاري بأنها قادرة على تزويجه بإبنة اختها وستقدم على هذه الخطوة فجر الغد، قرار والدة بخاري ادخلنا في مصيبة جديدة لأننا نعلم مدى تعلق بخاري بأميرة ومن سابع المستحيلات أن يستبدلها بأخرى ولو على سبيل الانتقام ورد الكرامة.
تركنا المشكلة الأساسية وأصبحنا نبحث عن حل للمشكلة الثانية التي صنعتها الأم، ترجيناها بترك الخطوة لكنها مصممة، طلبنا منها صرف النظر عن زواج بخاري نهائيا فرفضت بحجة رد كرامته وإخراجه من حالته السيئة وإثبات أمر مهم لوالد أميرة أن بخاري الف من تتمناه، وبعد مفاوضات مارثونية اقنعناها بتأجيل الأمر قليلا، بعد أن تحفظنا على رائنا دون أن نقول لها يجب منح بخاري وأمير فرصة أخيرة خوفا من تضربنا بصينية الشاي التي بجوارها 😂😂😂.
في منزل أميرة كانت هناك أحداث دامية خصوصاً بعد أن عرف والد أميرة التفاصيل كاملة من الوالدة وان بخاري هو سايق الترحيل الذي يقل أميرة منذ ثلاثة سنوات، دخل الوالد على ابنته والشرار يتطاير من عينيه، ولأول مرة يتحدث الوالد مع ابنته بهذه الحدة والعصبية مع اسلوب تهديد ووعيد بأنه سيزوجها لابن عمها رضيت ام لم ترضى بعد أن وصل بها الحال لعشق سائق أمجاد، أميرة لم ترد وظلت صامتة والدموع تنهمر من عينيها خصوصاً بعد سماعها الجملة الأخيرة.
أميرة لم تنطق بأي كلمة حتى اكمل والدها تهديداته وانصرف بعد أن قام بتحطيم هاتفها ، جاء الدور على الأم التي تحدثت معها بأسلوب رقيق بعدما شعرت بانهيار ابنتها، كل الذي قالته أميرة (اقسم بالله من يوم الليلة ما عاوزة جامعة وما طالعة من البيت نهائي الا للمقابر) في الصباح دخلت أميرة في إضراب عن الطعام ورفضت مقابلة اي احد، بينها وبين نفسها فكرت في الانتحار عن طريق شرب مادة سامة لو جرح نفسها بزجاجة العطر القريبة منها لكنها عادت لوعيها سريعاً.
حاولت الأم كسر إضراب ابنتها الوحيدة عن الطعام لكن دون جدوى، بمرور الوقت تدهورت الحالة الصحية والنفسية لاميرة في ظل مكابرة والدها الذي رفض حتى مقابلتها، تمر الساعات والوالدة تسعى في إقناع ابنتها دون فائدة، أميرة أصبحت كالشخص الذي مسه الجن، رفضت حتى الحديث وظلت جالسة في مكانها مصدومة حتى دون أن تريح جسمها من الجلوس على الكرسي لمدة 24 ساعة.
في اليوم الثالث سقطت أميرة على الأرض وهي في طريقها للحمام، صرخت الام صرخة سمعها جميع من في القصر، ذهبوا بها لأقرب مشفى وتم احتجازها تحت الرعاية الطبية، وأمير ترفض حتى التحدث من الدكاترة، وكانت والدتها هي من تتكفل بالرد على أسئلة الأطباء، واصلت أميرة اعتصامها وامتناعها عن الأكل رغم تحذيرات الأطباء، أصبحت تعتمد على (الدربات) فقط مع إغلاقها لفمها والدموع لم تتوقف حتى بعد أن فاقت من حالة الإغماء.
الأطباء نصحوا والدها الذي كان مشفقا عليها للدرجة التي جعلته للتفكير في حجز تذاكر الطيران وتسفيرها للخارج، نصحوه بالتوجه بها لأقرب طبيب نفسي وعن طريق سيارة إسعاف، تحركت سيارة الإسعاف من المستشفى الخاص صوب عيادة أشهر استشاري أمراض نفسية بالخرطوم، دخلوا العيادة وفي ظل رفض أميرة الإجابة على أسئلة الطبيب تكفلت والدتها بالرد وشرحت له كل التفاصيل.
للامانة الطبيبة كان معجب جدا بموقف أميرة رغم تدهور حالتها الصحية وأشاد بموقفها وتمسكها لبخاري رغم غضب والديها من حديثه، كلام الطبيب جعل دموع أميرة تسيل وبكميات كبيرة وهو ما أراده الطبيب، بعد ساعات من الحديث بين الطبيب ووالد أميرة الذي كان ملخصه إما الرضوخ لطلب ابنته أو سيفقدها مدى الحياة، ثم طلب منه نقلها لإحدى المصحات النفسية من أجل خضوعها لجلسات كهرباء بسبب الصدمة التي دخلت فيها مع منحها (حقن) مهدئة.
عادوا للبيت والوالد يمارس مكابرته الواضحة، في الصباح ذهبوا للمصحة وقال له الطبيب المختص نفس حديث الاستشاري الشهير، أصبحت أميرة عبارة عن جسم فقط دون عقل أو مشاعر حتى أنها لا تدرك ما يدور حولها، حيث ظلت تذهب مع كل من يقودها وعيونها في الأرض ودموعها لم تتوقف، دخلوا بها لغرفة الكهرباء وبعد أن شاهد الوالد الحال الذي وصلت إليه ابنته اخيرا حن قلبه وكذلك والدتها.
خرجت أميرة من جلسة الكهرباء بعد قام الأطباء بعلاجها عن طريق الصقعات الكهربائية، تحسنت حالتها قليلاً واول كلمة نطقت بها، وين بخاري يا ماما، بكت الأم واخرتها انه موجود بالخارج فطلبت رؤيته، الأم وعدستها برؤيته حال تناولت الاكل والشرب، بالفعل استجابت أميرة وذاقت طعم الاكل لأول مرة منذ أربعة أيام.
نعود لمنزل بخاري، المهلة التي منحناها لوالدته شارفت على الانتهاء واصبح أمر ذهابها لخطبة ابنة اختها لابنها مسألة وقت فقط، الحالة النفسية لبخاري الأن لا تقل سوء عن حالة أميرة مع فرق قوة التحمل عند بخاري الذي أصبح يقود سيارته دون أن يعرف لاين سيتوجه، كان يذهب لحاجة فاطمة بائعة الشاي الحنينة كل يوم ليحكي لها وتواسيه في محنته، كان يقول لها أنه لا يستطيع الاكل ولا النوم وهو لا يعلم شيء عن أميرة التي تركت حتى الجامعة هواتفها مغلق.
حاجة فاطمة كانت تواسيه وتطيب بخاطره فهي الوحيدة التي كانت تقدر مشاعره وأحاسيسه خصوصاً وأن محلها شهد أجمل أيام بخاري وأميرة، في المساء ذهبت حاجة فاطمة المحترمة لمنزل أميرة بعد أن أحيت بوجع بخاري وتوقعت تدهور الحالة الصحية لاميرة لكنها لم تتخيل انها وصلت لهذا الوضع الصعب، ضربت الجرس ورد عليها الحرس بأن كل أفراد الأسرة في المستشفى مع ابنتهم المريضة، كاد قلب حاجة فاطمة أن يتوقف وأخذت عنوان المستشفى، في الصباح ذهبت للمستشفى الذي ذهبت له أميرة اولا وسألت منها فاخبروها أن أميرة تم تحويلها للمصحة لكنها ستعود إلى هنا إذا لم تتحسن حالتها الصحية.
لحسن حظ حاجة فاطمة وعشان نيتها السمحة، نجحت في مقابلة أميرة التي أمر الأطباء في المصحة بإعادتها للمستشفى الأول بعد أن تحسنت قليلاً ولكنها تحتاج لرعاية أكبر بالمشفى الخاص، عادت أميرة ومعها والديها وفور مشاهدتها لحاجة فاطمة وهي تجلس في الاستقبال على الأرض، أخذت تجري من السيارة كالمجنونة وسط مطاردة ابيها والسائق لها ظنا منهم انها فقدت صوابها، قامت أميرة باحتضان حاجة فاطمة وهي تبكي وحاجة فاطمة كذلك في مشهد لفت أنظار كل الحاضرين بالمستشفى وامها ووالدتها في حالة ذهول غير طبيعي.
حاجة فاطمة كانت أول شخص تتحدث معه أميرة بعد جملتها الوحيدة التي نطقتها لوالدتها في المصحة عندما خدعتها بوجود بخاري من أجل أن تأكل، أميرة همست لحاجة فاطمة بجملتين فقط (بخاري كيف… قولي ليهو أميرة بتحبك شديد) طاقم الإسعاف اخذ أميرة واخذها لغرفة العناية ووالدتها مصدوم، فلم يبارح مكانه وذهب صوب حاجة فاطمة ليسألها عن سبب بكاء ابنته معها وهل تعرفها مسبقا ام هي الصدمة التي تمر بها جعلتها تحتضن كل من يقابلها.
حاجة فاطمة وقبل أن تجيبه طلبت منه الذهاب معها للخارج، عندما ذهبا وجلسات سوياً كانت أول كلمة تخرج من حاجة فاطمة لوالد أميرة حتى دون أن تجيبه على أسئلته (لو بنتك بتهمك وبتخاف عليها وبتهمك صحتها اعمل ليها الحاجة البتحبها) قبل أن يرد عليها الأب قالت له جملة كانت نقطة تحول في تفكير الأب (بخاري زول راجل وبحب أميرة وبقدرها وبمر بنفس ظروف بنتك) وقبل امشي من هنا اعرف يا حاج انو القروش ما كل حاجة والسعادة عمرها ما كانت في القروش والدليل على كدة ما تمر به بنتك وحبيبها الذي يكافح من أجل أن يسعدها، ثم انصرفت لحالها وتركته في حالة ذهول.
حاجة فاطمة تأكدت من تأثير كلامها على والد أميرة، ذهبت لمحل عملها واخبرت بخاري الذي كان ينتظرها على أحر من الجمر لتواسيه وتخفف عليه دون أن يعلم بالجهود الذي بذلته الحاجة فاطمة، حاجة فاطمة احتضنت بخاري وطيبت بخاطره واخبرت بكل ما حدث وقبل أن تكمل حديثها طلب منها عنوان المستشفى، لكنها وضعت له خطة ذكية لمشاهدة حبيبته في المساء.
كانت الخطة أن يرافقها بعربته ويبقى بداخلها حتى تعطيه إشارة الدخول عليها، دخلت حاجة فاطمة لاستقبال المستشفى وكان والد أميرة الذي رق قلبه يقف بالخارج ويشعل سجارته وهو في حالة يرثى لها، سلمت عليه واستحلفها بالله ان تحكي له كل التفاصيل فسردت له الحاجة التفاصيل، وترجته أن يسمح لبخاري بمقابلة أميرة عسى ولعل أن تفيق من صدمتها، وافق الأب واستشار الطبيب الذي أبدى سعادة كبيرة بالخطوة ولكنه طلب دخول بخاري بعد أن تتم تهيئة أميرة نفسيا خوفاً عليها من صدمة الفرح والسعادة.
ذهب الطبيب وأخبر أميرة بأن بخاري في انتظارها بالخارج فاستجابت لحديث من حولها لأول مرة وقامت من مكانها، هنا ذهبت حاجة فاطمة لبخاري اصطحبته من يده لغرفة أميرة وبمجرد أن شاهدته صرخت صرخة اسعدت كل من حولها (بخاااااااااااري).
تطورات مبشرة… العافية تعود لجسد أميرة… والد أميرة يبدي مرونة كبيرة وبخاري يطير من الفرح ويفاجئ الجميع بخطوة غريبة كل هذا سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله والتي ستأتي بعنوان (اخيرا والد أميرة يوافق ويضع أصعب شرط لبخاري.. هل سينجح بخاري في تنفيذ مطالبه؟؟)
.. كونوا بخير 🖐️🖐️
#ياسين_الشيخ

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى