رباح المهدي: حبيبي الأمير.. اختلفت معك كثيراً في تقديراتك السياسية
[ad_1]
يستبد الشوق إليك، ويحرق فؤادي القلق عليك، فأنكر اللهب وأنكر الرماد معاً، يا حبيبي الأمير. اختلفت معك كثيراً في تقديراتك السياسية، وكل ما زادت الخلافات وسعاً زادت المحبة طابقاً، على قول أبي الزهور (كل ما ازددتم لغطاً زدناه طابقاً).. إذ مهما استغربت منطقك لا يزحف الشك نحو معدنك ولا قلبك..
حفظك الله وزوجك وذريتك، وأنتم تحت القصف ونحن نرقب حزانى مشفقين من على الرصيف، وجمعنا الله وإياكم في وطن يسعنا جميعاً رغم خلافاتنا، ويفاقم محباتنا لبعض والأهم محبتنا له وولاءنا لرفعته لا رفعة الذوات الزائلة، وطن غير هذا الذي يتحكم فيه العبث الآن، والأحقاد، ويكون من هو مثلك من خبرات عسكرية ووطنية تحت مراصد اللؤم ومرامى الجرم، حفظك الله، وحفظ الله السودان وأهل السودان..
أهدي لك كلمات عثرت عليها وأنا أقلب ملفاتي القديمة، كتبتها في حقك.. وعنوانها “للأمير”.. في 20 نوفمبر 2004م.
لتحمل وزر الكرام
ووزر الكرام افتضاح الكرم
وحسد اللئام.. وركم الظُلَم
تكسّر حولك كل النصال
فأنت سليل البلاء الكبير
وأنت الذي فأله
كان فيض الخميس الشهير*
نعم يا أمير
فأنت الذي
مثل فارع طولك فاضت سجاياك
ومثل اصطبارك يأتي “الحِجام”
يجرّب فيك الفوارس سيفا
وتزداد فيك الرمايات بأسا
وأنت “تشيل” عليك “الدبر”
شاهق كالقمر
لا يضيرك أنك أصل النظام
وأن “الرقابة”** ضلت إليك الأثر
فمنذا الذي
يبلغ البحر وسعا؟
ومنذا الذي
إليه المكارم تسعى؟
يا أمير سواك
لنحمل عنك جميعا بلاك
وتمشي خفيفا
وكل الذي فيه خيرٌ.. رآك.
* إشارة لما حدث في الخميس الأول من أغسطس 1988م يوم الأمطار الأشد في الخرطوم. كان حبيبنا الإمام عليه الرضوان حدثنا نحن أبناءه وبناته قبل بدء موسم الأمطار ذاك، بأن مرصدا جويا عالميا تنبأ بنوبة جفاف تضرب السودان ذلك العام، فأشفق على حال الناس بعد سنوات الجفاف الطويلة أيام المخلوع الأخيرة، وقال لنا إنه صلى للرحمن ركعتي حاجة، وطلب عشر مطرات في أم درمان كل واحدة بفأل واحد من أبنائه وبناته، وذلك كما قال لأن “أم درمان صنقور الخريف”. فكنا نترقب الأمطار بترتيبنا العمري، وكانت أمطار عبد الرحمن هي الأشد، وقد قضى الليلة ينقذ ضحايا ذلك الغيث، ضحاياه! وكما قال الحبيب عليه الرضوان (الخير غرقنا).
** بعد أن انسلخ جماعة سوبا في 2002م سرعانما تفرقوا أيدي سبأ وتشتتوا وأعلن بعضهم انشقاقا عن الشق، فذهب الأمير ليحضر المؤتمر الصحفي سعيداً بتحقق تقديرات الإمام وهزيمة المنشقين، لم يذهب مناصرا لجهة، لكن هيئة الضبط ورقابة الأداء عاقبته على ذلك، وشعر بظلم كبير لكنه قبله ومضى في طريقه لم ينبس ببنت شفة، وكانت كلماتي للتخفيف عليه.. وها هو حتى الآن محط السهام.
رباح المهدي
مصدر الخبر