رئيس وزراء سابق عنده خبرة وشعبية ويبدأ بحرف الحاء
1)
حتى اكون اميناً مع القارئ الكريم لا اكتب عن هذا الموضوع بمعلومة اكيدة ولكن من خلال تجاربنا وخبراتنا وإحساسنا العادي الدكتور عبدالله حمدوك هو الاصلح للعودة لمنصبه من جديد رئيساً للوزراء، وهو الاكثر شعبية في الشارع السوداني من خلال متابعتنا الصحفية ،ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان تقوم بدور صناديق الاقتراع في معرفة رصيد السياسي الشعبي.
سعيد ان الكثير من الاصوات المتزنة والعقلانية تدعم عودة حمدوك من جديد للمنصب.
في هذه العودة انتصار اخر على الانقلاب وتأكيد على فشله لأن من انقلبوا عليه عاد مكرماً لمنصبه رئيساً للوزراء. بل ان الذين انقلبوا على حمدوك هم الذين يسعون لعودته بعد ان انكشفت لهم سوءتهم وهذا انتصار اخر للثورة وانتصار للمدنية.
(2)
الزميل أحمد يونس في صحيفة (الشرق الاوسط) قدم تقريراً ممتازاً عن الاسماء المرشحة لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة المدنية القادمة.
اقف في تقرير يونس عند هذه المقتطفات .. وأقول ان كل الاسماء المرشحة للمنصب اسماء جديرة بالمنصب خاصة الدكتور بشير عمر الذي شغل وزارة المالية في الديمقراطية الثالثة وهو رجل سياسي ولكنه اقتصادي وأكاديمي قبل ذلك من الطراز الاول.
من بين الاسماء التى توقف عندها احمد يونس في تقريره نأخذ الاتي : (ويتم على نطاق واسع تداول أسماء كل من المحامي الناشط في تجمع المهنيين «طه عثمان»، الذي يعد أحد «عرّابي» العملية السلمية، والذي أسهم بشكل كبير في المفاوضات بين المدنيين والعسكريين، ولعب دوراً محورياً في الوصول لتوقيع الاتفاق الإطاري، ولكن لا يبدو أن حظوظه «كبيرة» لكونه لا ينتمي لتيار سياسي محدد يوفر له الإسناد اللازم، لكن في حال التوافق على رئيس وزراء «مستقل» فسيكون أحد الخيارات ذات الحظوة).
اهم ما يدعم طه عثمان من وجهة نظري هو تمثيله للشباب كما انه احد افرازات الثورة .. نشاطه لم يتوقف حتى بعد الانقلاب ودوره (السياسي) يبدو واضحاً في الاعلان السياسي او الاتفاق الاطاري رغم انه يتحرك بدون خلفية حزبية وهذا امر يحسب له.
جاء في التقرير ايضاً هذه الجزئية المهمة : (ويتداول أيضاً اسم وزير المالية السابق في الحكومة الانتقالية الأولى «إبراهيم البدوي»، وينتظر أن يجد الرجل ذو العلاقات الدولية والاقتصادية الواسعة تأييداً من حزب الأمة القومي، باعتباره أحد كوادره القيادية المهاجرة، لكنه يواجه منافسة من القيادي في الحزب نفسه «بشير عمر فضل الله»، الذي عقد مؤتمراً صحافياً في الخرطوم، أعلن خلاله ترشيح نفسه للمنصب، وزعم فيه أنه مدعوم من سودانيّي المهاجر، فيما يتداول أيضاً اسم رئيس حزب المؤتمر السوداني «عمر الدقير»، ووزير العدل السابق «نصر الدين عبد البارئ»، لكن حظوظهما تراجعت في الآونة الأخيرة. وكان المحامي البارز «عادل عبد الغني» قد أعلن هو الآخر قبل عدة أشهر ترشحه لرئاسة الوزارة، وقال إنه مدعوم من مجموعات المزارعين والرعاة ومجموعة من لجان المقاومة، وإنه يجري اتصالات مع قوى سياسية لدعم ترشحه للمنصب، بيد أن حظوظ الرجل «تكاد تكون معدومة»، فالرجل اشتهر بالقرب من الرئيس الأسبق جعفر النميري، ورشح نفسه في وقت مبكر، ما عدّ وقتها أنه يقدم نفسه للعسكر ليفرضوه على المنصب).
من بين هذه الاسماء تبدو حظوظ ابراهيم البدوي هي الاكبر.
(3)
عن الدكتور عبدالله حمدوك قدم الاستاذ محمد لطيف شهادة مهمة في حق الدكتور في تقرير الشرق الاوسط : (وقال المحلل السياسي محمد لطيف لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن حمدوك يعد المرشح الأفضل والأوفر حظاً في ظل التعقيدات الكثيرة والتباين الواضح في المشهد السياسي، وأضاف: «حمدوك هو الأوفر حظاً لتولي المنصب، لأنه حصل على إجماع شعبي شبه كامل»، إضافة إلى كونه خطا خطوات عملية كبيرة في إصلاح علاقات السودان بالمجتمع الدولي «كادت تؤتي أكلها»، واستطرد: «حتى الآن لم تبرز أي شخصية مؤثرة تجد القبول والعلاقات التي يجدها حمدوك». ووصف لطيف حمدوك بـ«السياسي الاستثناء» الذي لم يمارس أي شكل من أشكال الاستعلاء أو المهاترة، وتابع: «ظل الرجل حريصاً على سلوكه، وقدم خطاباً سياسياً رفيعاً غير مشهود في التاريخ السوداني، ما يجعل منه الأوفر حظاً»، وأضاف مؤكداً: «لا يوجد في الوقت الحالي بديل لحمدوك لتولي رئاسة الوزارة»).
كلام لطيف مهم وهو محلل سياسي يقدم شهادته تلك لله وللوطن رغم ان البعض يمكن ان يحسب تلك الشهادة على حمدوك. غير اننا يجب ان نقف عند كلام محمد لطيف لأنه يصيب الهدف تماماً.
حمدوك يجمع بين (شعبية) كبيرة له في الداخل وبين علاقاته الدولية القوية في الخارج… وهذا امر صعب ان يتوفر لمرشح اخر.
(4)
بعيداً عن تقرير (الشرق الاوسط) وعن شهادة لطيف وشعبية حمدوك في الشارع اقول ان منصب رئيس الوزراء في ظل هذه التعقيدات يحتاج لشخصية اكتسبت خبرة في المنصب فهو رئيس وزراء سابق والظروف الحالية لا تختلف كثيراً عن الظروف التى كان فيها حمدوك رئيساً للوزراء وان كنا نثق في ان حمدوك سيكون استفاد من تجربته السابقة.
كذلك يحتاج المنصب في ظل التعقيدات الكثيرة التى ظهرت في الفترة الاخيرة الى (مرونة) حمدوك والتى كانوا يحسبوها عليه في فترته الاولى.
الذي يمكن ان يقف عائقاً امام عودة حمدوك للمنصب ليس زهد الرجل في المنصب ولكن رفض بعض دول الجوار لعودته.. فالرجل لن يكون مرحباً به من جمهورية مصر بسبب الكاريزما التى يتمتع بها وشعبيته واستقلاليته، ومصر لا تفضل في هذا المنصب شخصية تمتلك رصيداً شعبياً وجماهيرياً كبيراً الى جانب انه شخصية (مستقلة) لا تعمل بالريموت كنترول.
حمدوك تجاوز دول المحور الاقليمي والعربي على وجه التحديد وتعامل بصورة مباشرة مع اوروبا ومع امريكا وهذا الامر يشكل خطورة على الكثير من الدول العربية.
(5)
بغم
من الصعب ان تجد رئيس وزراء عنده خبرة سابقة في المنصب ويمتلك شعبية واسمه يبدأ بحرف الحاء.
نص الحل في عودة حمدوك من جديد لمنصب رئيس الوزراء.
على الاقل حينها سوف نشعر ان هنالك حكومة ورئيس وزراء.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
محمد عبد الماجد
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر