د. محمد المجذوب يكتب: قراءة في دفتر التسوية السياسية
إذا كان صحيحا ما يروج من أخبار التسوية السياسية، وعودة قحت للحكم، بشراكة جديدة مع المجلس العسكرى، وبمباركة ومكر خارجي (الرباعية).
فإن ذلك يعنى تفجير القلعة من الداخل.
– فالجيش الذي تسعي أطراف قحت لتفكيكه سرا وعلانية ، سيكون العدو الأول للتسوية المزعومة، وسيجد البرهان نفسه في مواجه مع جيش هو يقوده.
– الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وقيادة القبائل، والتى ظاهرت الرئيس البرهان على الطلاق من قحت، في ٢٥ اكتوبر ، ستتحول لخانة المعارضة للبرهان مع درجة ثقة صفرية.
– الكثير من شباب الثورة الذين، ايسو من أحزاب الحرية والتغيير، هم بدورهم، سيرون ثورتهم تسرق مرة تلو الأخرى.
– الإسلاميون واشياعهم الذين يغضون الطرف عن البرهان، أو الذين يساندونه سرا أو علانية، سيتحولون إلى خانة المعارضة للبرهان مع درجة ثقة صفرية.
– الحركات المسلحة ومجوعات السلام، التى ترى في نفسها حاضنة للحكومة الحالية، لن ترضى بمزاحم يجردها من مميزاتها المكتسبة باتفاق جوبا.
– إذا كان اتفاق الوثيقة الدستورية، هو زواج متعة بين العسكريين والمدنيين (قحت)، فإن التسوية المتوقعة ستكون زواج اكراه، فكلا الطرفين يكره الآخر ولا يثق فيه، ولن ينعم أحدهما بالاخر، فحالة الشك والتخوين تفسد الحياة بينهما.
– البرهان سيجد نفسه أمام عدواة الجميع، وهي عداوة لا قبل له بها، فمهما كانت الضغوط الخارجية عليه (الرباعية وفولكر)، فإن عليه إلا يعجل بنهايته ونهاية فترته في الحكم بهذه السماجة.
– الحلول المطروحة والتى يمكن أن تجنب البلاد الفوضي، هي حلول التوافق السياسي الاوسع بين القوى السياسية، أو الانتخابات المبكرة، دون أن ننسي إمكانية انفراد البرهان والمؤسسة العسكرية بالحكم لفترة طويلة، بحيثيات متجددة، وهو احتمال مؤيد في الخارج ، وكذلك لدي الكثير من الساسة الانتهازيبن في الداخل. لا سيما في بلاد قوة احزابها السياسية اوهن من بيت العنكبوت.
د. محمد المجذوب
مصدر الخبر