د. عبد المحمود النور: رسالة للمستهبلين!!
[ad_1]
من صفحتي على الفيس… رسالة للمستهبلين!!
استهبال النشاز
١. أقصد بالنشاز قيادات وبعض ناشطي أحزاب (الإطاري) الذين يقفون ضد القوات المسلحة التي تخوض حربا تستهدف وجود الدولة نفسها. حرب شهد الجميع أن المليشيا ليست سوى ذراع من أذرعها المتشعبة داخليا وخارجيا كما شهدوا كل أنواع الجرائم التي ترتكبها قوات المليشيا.
هم (نشاز) لأن الغالبية العظمى من مؤيدي أحزابهم نفسها وقفت بقوة وصرامة موقف الشعب السوداني المفهوم والمعلوم مع قواته المسلحة في هذه الحرب المفروضة عليها ليست فقط من المليشيا بل ممن هم وراءها. يبدو ذلك جليا حين تستعرض آراء السودانيين جميعهم حتى سياسييهم ونشطائهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وهم يجتمعون على موقف واحد وصارم في هذه الحرب. لم يشذ عن هذا الموقف إلا القلة القليلة جدا من (النشاز)!
٢. هؤلاء (النشاز) استخدموا في دفاعهم عن موقفهم المخزي كل الدعاية التي تبنتها المليشيا في هذه الحرب. فالمليشيا تقول أنها تخوض حربا ضد (الفلول) والكِيزان (بكسر الكاف) وأن الجيش هو من بدأ الحرب وأنه (جيش الكيزان)…الخ. وهذا بالضبط ماظل يردده النشاز طوال فترة الحرب وحتى اليوم.
٣. وبالحديث عن (الكيزان) أقول أن البعض يعاني من (وسواس قهري) عبارة عن (عفريت) إسمه الكيزان. تجده لا ينطق بعبارة ولا يكتب رسالة أو رأيا ولا يتخذ موقفا إلا من خلال هذا الغول الذي يسمى ب (الكيزان)!!. حين تشرق الشمس يعتقد جازما أنه لا بد أن يكون لهذا الغول المسمى بالكيزان دور في جعل الشمس تشرق وترسل حرارتها على الناس! إذن هم المسؤولون عن أي حرارة تصيب الناس!!! ولا تغرب الشمس إلا وهو يعتقد حازما أن للكيزان دور خبيث في غروبها وترك الناس في ظلام دامس. ولا يحدث أي حدث مهما صغر أو كبر بين شروق الشمس وغروبها.. أو بين غروبها وشروقها إلا وهو يراه من خلال (دور الكيزان الخبيث) في هذا الحدث.
هذا (وسواس قهري) بالمعنى الحقيقي الحرفي المرضي.. لن يستطيعوا فكاكا منه إلا بالخضوع للعلاج الناجع. سيظلون..إن لم يتعالجوا.. ينظرون إلى كل شيء من خلال (الكيزان).
هؤلاء لا يُجدي معهم النقاش المنطقي لأنهم لا يعانون نقصا في المنطق أو غيابا للمعلومة، بل هم أسرى (وسواس قهري) يتملكهم لا فكاك منه إلا بالعلاج.
٤. بالعودة لاستهبال (النشاز) أقول إنهم مؤخرا بعد أن رأوا بوار موقفهم يحاولون جاهدين البحث عن أي شيء يستر هذا البوار!!
هم يمارسون الإستهبال حين يدّعون أن الوقوف مع تماسك الدولة وقواتها المسلحة ودعم موقفها هو وقوف مع فكرة الحرب!! هذا الإستهبال في مقابل شعار جميل نرفعه جميعا ضد الحرب ابتداء وانتهاء.. ويرفعونه نفاقا!!.. نفاقا لأنهم يفرحون ويهللون لكل تقدم للمليشيا في الميدان.. ويغضبون لكل تقدم وانتصار للجيش. (وكأن النصر والهزيمة.. والتقدم والتقهقر هي من محددات الموقف في الحروب!).
٥. يمارسون الإستهبال حين يتحدثون أن الإنقاذ هي من صنعت المليشيا (وهذه حقيقة). وأن قيادة الجيش الحالية هي من مكنت لها (وهذه حقيقة أخرى). نتفق تماما مع ذلك وتحدثنا عنه مرارا وتكرارا. ليس الآن بعد اندلاع الحرب.. بل منذ أن ظهرت المليشيا للوجود في دارفور قبل أن تأخذ اسم الدعم السريع وقبل إجازة قانون إنشائها. تحدثنا بوضوح (ليس الآن بل طوال السنوات الأربعة الماضية) عن الدور السيء لقيادة الجيش في التمكين للمليشيا بصورة غير مسبوقة.
نعم تحدثنا عن هذا وذاك من بداية ظهور المشكلة وطوال فترة استفحالها.
لكن ما تحدثنا نحن عنه كذلك ولا يذكره (المستهبلون النشاز) ابدا هو دور أحزابهم السياسية في تطبيع وجود المليشيا وإضفاء الصفة الدستورية (ناهيك عن الشرعية) لها. هم لا يذكرون أن أحزابهم وقعت الوثيقة الدستورية مع قائد المليشيا تحديدا وصفقوا له ولأحمد ربيع في حفل التوقيع.
لا يذكرون أن هذه الوثيقة قد أتت بقائد المليشيا (ولأول مرة) لمنصب سيادي هو الرجل الثاني في الدولة رغم أن هذا ليس منصوصا عليه في الوثيقة، هم لا يذكرون لك ابدا أنهم تعاملوا بالموافقة التامة على ذلك وتعاملوا مع الرجل على أساس منصبه المختلق الذي وفر له الغطاء الدستوري بعد أن وفروا له الغطاء السياسي.
المستهبلون لا يذكرون لك أبدا أن حمدوك هو من أصدر قرارا رسميا بتشكيل (اللجنة الإقتصادية العليا) التي اختار لها حميدتي رئيسا!! وجعل من نفسه (وهو رئيس الوزراء والخبير الإقتصادي) نائبا له!! هم لا يذكرون لك ذلك.. ولا يعدّونه تكريسا لدور قائد المليشيا في التحكم في اقتصاد البلاد بعد أن أعطوه الشرعية السياسية والدستورية.
المستهبلون لا يذكرون لك أبدا أنهم سلموه رئاسة ملف السلام رغم نص الوثيقة أن الحكومة المدنية هي المسؤولة عن هذا الملف.. ليكتمل تكريس وجوده في أعلى الملفات الأمنية والعسكرية بعد أن كرسوا وجوده الدستوري والسياسي والإقتصادي.
المستهبلون لا يذكرون لك أبدا تطبيعهم الكامل مع المليشيا.. وتعطيلهم لتحقيقات حادثة فض الإعتصام.. وحماية (لجنة تمكينهم) لاستثمارات المليشيا وعدم التحدث عنها ولو مرة واحدة بينما كانوا يتقافزون في ملهاة (خميس البل) الشهير استعراضا لقطع الأرض المملوكة (للفلول).
هم لا يذكرون لك ابدا حديث الناطق باسم لجنة التمكين الذي قال بالنص (يا اخوانا هللا هللا على الجد.. قوات الدعم السريع دي قوات وطنية وكان ليها دور كبير في التغيير) .. ولا غزلياتهم على شاكلة (الخال حميدتي) ولا حضورهم الدائم في حفلات أعياد تأسيس المليشيا وحفلات تخريج دفعات جديدة من جنودها!!.. هم لا يذكرون مباركتهم للزيادة الهائلة في أعداد جنود المليشيا بالحضور والإحتفال والتهنئة!!!
المستهبلون لا يذكرون لك أبدا أنهم بعد أن يئسوا من (الجيش) الذي حاولوا أن يبتزوه بسلاح البعثة الدولية وضغط الحليف الإقليمي والدولي حتى يكون حليفا لهم في حكم البلاد دون اللجوء لانتخابات (لن تأتي بهم وإنما ستأتي بالفلول) كما يزعمون!!.. عندما يئسوا من الجيش ليكون حليفهم في حكم طويل الامد قرروا الدخول في مغامرة جعل المليشيا حليفا عسكريا لهم يكسرون به عناد مؤسسة القوات المسلحة السودانية. واستغلوا في اجبار المليشيا وقائدها على التحالف معهم ذات الادوات التي استخدموها لمحاولة استمالة الجيش.. وهي ادوات ضغط حليفهم الإقليمي والدولي. مما جعل قائد المليشيا يوافق فورا على مشروع دستورهم لحكم البلاد (المسمى زورا بدستور نقابة المحامين) حتى قبل أن يقرأه!! ثم حديثه المتكرر على شاكلة (نحن وقعنا وكراعنا فوق رقبتنا!!) و (نحن فعلا مسيّرانا السفارات!! ولو قلنا ليكم السفارات ما مسيرانا نكون كضبنا عليكم)!!!.. ثم هو يردّد بعد اندلاع الحرب عبارات على شاكلة (نحن بنحارب عشان نجيب التحول الديمقراطي!) و (نحن بنحارب الإسلاميين الراديكاليين!!).
المستهبلون لا يذكرون لك ابدا ان تحالفهم مع المليشيا ذهب بهم لدرجة أن اقترحوها بديلا للجيش حتى قالوا ذلك صراحة وبالنص في مؤتمر صحفي شهير جلس في منصته خمسة من قياداتهم وقال قائلهم (نحن نعلم ان الجيش به مشاكل كثيرة ويحتاج لهيكلة جذرية. وأن الدعم السريع سيكون النواة لهذه الهيكلة!!).
٦. المستهبلون من (النشاز) حينما لا يأتون على كل هذه السيرة وغيرها الكثير مما حدث منهم تجاه المليشيا في السنوات الأربعة الأخيرة ثم تراهم (يلوكون) بتكرار غبي عبارات نعلمها جميعا ونتفق كلنا عليها من شاكلة أن الإنقاذ هي من أنشأت المليشيا وقيادات الجيش الحالية مكّنت لها.. هذا في الحقيقة ليس له إلا معنى واحد هو أنه ليس لديهم أدنى مشكلة مع المليشيا ووجودها ولكنها فقط مجرد (موضوع) في إطار الدعاية ضد الجيش!.
٧. المستهبلون طفقوا في بحثهم اليائس عن (المنطق المستحيل) يستدلون باستشهاد شباب كرام في المعارك التي يخوضها الجيش ضد المليشيا بعضهم ينتسب للحركة الإسلامية ليقفز لنتيجة (عبقرية) أن هذه الحرب إذن هي حرب الكيزان وليست حرب الجيش!! يا لبؤس الفكرة وضحالة المنطق!!
ما فعله هؤلاء الشباب هو المبلغ الأقصى في العز والفخار بأن يقدموا في دعمهم للجيش أغلى ما يملكون وهي نفوسهم. فأوجب واجبات المرحلة التي تمر بها البلاد هو تقديم الجميع كل ما يستطيعون لتحقيق النصر في هذه الحرب التي لا بديل فيها غير النصر، وفي هذا كل ميسر لما تيسّر له. ولا تمثّل نسبة هؤلاء للحركة الإسلامية إلا إضافة لها لا خصما عليها..
لكن أقول للمستهبلين لماذا لاتنسبون للحركة الإسلامية بعض منسوبيها الذين ينشطون مع الدعم السريع في كتائبه العسكرية والإعلامية على شاكلة الربيع وقرشي وهما من قيادات الحركة الإسلامية الطلابية أيام دراستهم في الجامعات.. أو (الكوز إبراهيم بقال) على قولكم؟؟!!
فبمنطقكم البائس هذا فإن وجود هؤلاء ضمن قوات الدعم السريع يصلح لأن يكون الجيش يقاتل (كتائب الكيزان) وليس الدعم السريع. وبذلك وجب عليكم الوقوف مع الجيش لقتال كتائب الكيزان (والدليل فلان وعلان الذين يقاتلون في صفوفها!!)..
٨. نحن نقول بأعلى صوت: لا للحرب. ونقول أن هذه الحرب يجب أن تتوقف فورا لأننا نعلم تماما ما تعنيه الحرب وما تتركه خلفها من مآس وجراحات. الحرب التي سماها القرآن (كُرها) (كتب عليكم القتال وهو كره لكم).. نحن ننادي بانتهاء الحرب على بينة واضحة وهي أن تنتهي بجيش واحد لا مكان فيه للمليشيا. وبفرض الأمن على كل ربوع البلاد. أما إيقاف الحرب بالرجوع إلى تكريس وجود المليشيا فهو في الحقيقة تمديد لأسباب الحرب وإبقاء لجذوتها مستعرة بحجم أكبر وخسائر أفدح.
٩. لا للحرب. ولا للمليشيا. ولا للمستهبلين!!
د. عبد المحمود النور
مصدر الخبر