دكتور ياسر أبّشر: تحالف الأغلبية الأخلاقية
يقول نيكولو ميكياڤيللي في كتابه «الأمير»:
«لا علاقة بين السياسة والأخلاق».
«Politics have no relation to morals».
ويقول الزعيم الشيوعي لينين:
«لا أخلاق في السياسة، فقط هناك انتهاز الفرص السانحة. وربما يكون الصعلوق مفيداً لنا، فقط لكونه صعلوقا»
«There are no morals in politics; there is only expedience. A scoundrel may be of use to us just because he is a scoundrel».
هذه هي بعض مقولات مفكري الكفار.
لا شيء يمنعهم من استخدام الصعلوق والعاهرة والقاتل والعميل؛ لأنهم بلا أخلاق في سياستهم.. فكل ما يُبلِّغهم أهدافهم مباح!!
ومن ثم، فمن الطبيعي أن يتخلى المعجبون بهم عن القيم والأخلاق، وأن يديروا ظهورهم للتقاليد وثقافة المجتمع.
وفي بلادنا تشاء أقدارنا العاثرة أن يسرق نفر من المعجبين بأنماط أفكار ميكياڤيللي ولينين (الثورة) فأرونا نماذج عملية كيف ينحط الإنسان حين يفقد الأخلاق والقيم ويتنكر لثقافة مجتمعه..
وهكذا غدت (ثقافة الكذب)!!
وتبرير الكذب أصل سلوكهم..
ولن ينسى أحدٌ كذبة تهريب الكيزان لمبلغ 64 مليار دولار لماليزيا، لصاحبها محمد عصمت، الذي يعمل بكل أسف في البنك المركزي..
ولن ننسى تجمهر الصعاليق الذين أشار لهم لينين أمام منزل العالم دكتور مأمون حميدة يسبونه سفاهة أمام أسرته..
ولن ننسى وعودهم الكاذبة بالمليارات، التي ستتدفق على السودان..
ولن ننسى سرقات أعضاء لجنة التمكين…
والقائمة طويلة!!
وكان الشعب هو الضحية:
تداعت مرافق الخدمات، وانهار الاقتصاد، وانعدم الأمن حتى في قلب الخرطوم، ونال أجهزة العدالة ما نالها.
ولا يزالون في غيهم يعمهون.
والأعجب إصرارهم على نفس النهج، الذي جر عليهم كراهية الشعب، وفضح فشلهم، وكشف فسادهم.. وكبارهم لا ينهونهم عن منكرهم.. كيف لا وقد علم الناس أن العاهرة تتحول إلى قوادة إذا كبُرَتْ وأذهب الدهر عنها زهرة الجسد!!
واليوم، 23 نوفمبر 2022م، أُعلِنَ عن ميلاد تيار جديد.. والأمل معقود أنه سيرعى القيم، ويحمي الأخلاق، ويحترم ثقافتنا ما دام يقوده جعفر ابن مولانا الميرغني، ويتولى النيابة دكتور جبريل، وأوكِلَ شأنه السياسي لأركو مناوي، ليكون ترياقاً يفسد سموم قحت – المركزي المضادة للأغلبية الأخلاقية Moral Majority.
وكما هو متوقع قوبل مقدم السيد مولانا الميرغني بالازدراء.. وبلغ السّفَه بالقوم حد التشكيك في قدرات مولانا الذهنية، ولذا سيواصلون هجومهم على هذا التيار الوليد، فنهجهم الإقصائي يضيق بكل قادم للساحة السياسية.
سيكون هذا التيار كاسحاً إذا تحالف مع «نداء السودان» الذي يقوده أبونا الشيخ ود بدر.. فهذا تيار فيه دكتور السيسي بكل ثقله، وجماعة الناظر ترك في قبايل البجا والعموديات المستقلة، وفرح عقار، والتيار الاسلامي العريض، ورئيس حزب دولة القانون محمد على الجزولي، وحزب حركة المستقبل بقيادة دكتور ناجي مصطفى، وتيار نصرة الشريعة، وتنسيقية شرق السودان، ومجموعات علماء السلفيين المستنيرين، من أمثال دكتور محمد الأمين إسماعيل، وتلك الشخصية المثقفة المشرفة الشيخ مختار بدري، ومن معهم من الكرام الوطنيين، وليس جماعة أنصار السنة «المكريين»..
نعم أنصار السنة « جناح التسونجية » لا يستطيعون الرد حتى على السعودي (تركي الحمد) الذي شجب واستنكر قيام الدعاة بالدعوة للإسلام في منديال قطر، وشكك في جدوى الإسلام نفسه في تغريدات منشورة.
لا يستطيعون، حتى لا تمنع الرشوة الشهرية، نظير تقاريرهم التي يكتبونها!! نعم تقاريرهم السياسية، وهي تقارير جواسيس بالفعل، وهم أهم جزء في شبكة جواسيس سيدهم بالسودان، ويفوق عدد هؤلاء وحدهم المائتين!!
هؤلاء لا خير فيهم، فهم مع الدستور العلماني، يبررون خزيهم بأنه أمر واقع وما هو بأمر واقع. ولا يستحون من تشبيه كَذبٍ بصلح الحديبية، وصلح الحديبية كان المسلمون فيه أقلية مستضعفة، والمسلمون بالسودان 99%. هؤلاء المكريِّون بوقوفهم مع المنادين بالدولة المدنية (العلمانية) كمن وقف مع كفار قريش، يُضعِفون صف الإسلام، ويساهمون في اغتيال الأخلاق، يا للعار. يفعلون هذا رغم اللَحى الطويلة. “ألا ليت اللحى صارت حشيشاً فنُعلِفها خيول الانجليز”. اكتفوا بالمباركين الوطنيين أمثال دكتور محمد الأمين اسماعيل وشيخ مختار بدري.
يقيني أن اندماج هذين التيارين سيكون تياراً ضخماً جارفاً يجتاح هذه الزعانف ولا يِبقى لها أثرا، وسيستعيد للسودان هويته وأصالته، بما يخيف ڤولكر وسفراء الرباعية المضرين.
يقيني أن هذا هو التيار الذي يمثل السودان، الذي نعرفه. سودان يتحلى قادته بقيمه وتقاليده وعاداته، ولا يقولون: ليس في السياسة أخلاق، مثلما يقول ويفعل الزعانف.
الأهم أن اندماج التيارين هو ضرورة الوقت، فالمشتركات بينهما تُحتّم هذه الوحدة..
كيف لا وكلاهما ينادي بالحل الوطني..
ويناديان بنبذ الإقصاء واحتكار القرار الوطني..
وكلاهما يرفض التدخل الخارجي الخبيث..
وكلاهما يبدي حرصاً على دين الأمة وثقافتها السائدة..
وليس بينهم من يدعو لاحتكار المناصب العليا في الدولة، مثلما تفعل قحت – المركزي، التي ستبذل كل مكرها ومكر سادتها لتُباعد بينهما، لتظل هي ممسكة بتلابيب الوطن حتى لو مات اختناقاً.
هذه الأغلبية الأخلاقية Moral Majority هي مخرج السودان.
دكتور ياسر أبّشر
مصدر الخبر