خداع برنامج الإخوان وقد أعلنوا فتح باب التطوع للمشاركة فى الحرب
يمكن مجاراة الإخوان جدلاً فى حجة أن سنة واحدة لهم فى الحكم غير كافية لأن يطبقوا برنامجهم، ولكن الرد المُفحِم عليهم هو أنه لم يكن لديهم حتى انتهاء حكمهم برنامج واضح مُعلَن يُحدِّد الأهداف والخطط والقوى الفاعلة والتمويل والمدى الزمنى..إلخ، كما هو متعارَف عليه فى النظم الديمقراطية، أو الساعية للديمقراطية! وأما ماقالوا إنه رؤية الإخوان فكانت على نقيض ما حرصوا على تنفيذه، بمثل انفرادهم تماماً بالسلطة، والاستيلاء الكامل على كل مفاصل الدولة، مع الإطاحة بكل القوى الأخرى حتى حلفائهم الذين ساعدوهم فى الوصول إلى الحكم! بما يعنى أن ما أعلنوه ليس برنامجاً سياسياً، وإنما هو مجموعة تلفيقات بقصد التحايل على النخب السياسية والثقافية الأخرى والجماهير. كما أن فترة عام واحد، بعد كل هذا، كافية جداً لكشف النوايا والتوجهات، ويمكن خلال عام واحد، وبالحساب الدقيق، توقع المسار ونتائجه، خلال سنوات، بل وعبر عقود. أنظر كذلك إلى آخر نداءات مرسى (لبيك سوريا)، الذى رفعه مباشرة قبل نجاح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بهم من السلطة، وقد أعلن عن فتح باب التطوع للمشاركة فى الحرب الدائرة هناك!، وهذا يعنى أنه لو امتد الحكم بهم، وسمحت لهم الظروف، لحشدوا الحشود وورطوا مصر فى المشارَكة فى الاقتتال مع فريق ضد فرقاء فى دولة عربية. وأما الهدف العملى المسكوت عنه والذى كان على الإخوان إنجازه فى سوريا فهو لصالح قوى عالمية، بأن يعفيها الإخوان من التورط بنفسها فى هذه المحرقة، مع عدم الاكتراث بكل ما فى ذلك من خسائر تلحق بسوريا وبالمشاركين المصريين.
كانت سياسة الإخوان على وشك توريط مصر فى صراعات دولية وإقليمية، بجعلها تابعاً لطرف ضد أطراف! قارِن هذا المآل الخطير بما تحقق بعد الإطاحة بهم والذى أثبت أن لمصر قدرة ـ كان الإخوان يطمسونها ـ على إقامة علاقات متوازِنة مع كل الأطراف إقليمياً وعالمياً، عربياً وآسيوياً وأوروبيا وفى الأمريكتين، وقد نالت بالفعل فى السنوات القليلة الماضية إشادات متعددة من كل القوى المؤثرة فى العالم، حتى المتصارعين بين بعضهم بعضاً، مثل روسيا والولايات المتحدة، كما تطورت علاقاتها بإفريقيا وآسيا وأوروبا ومع الدول التى تشكل ثقلاً كبيراً مثل الصين والهند..إلخ.
أحمد عبدالتواب – بوابة الأهرام
مصدر الخبر