حيدر المكاشفي يكتب: البرهان ينصب نفسه وصيا على شعب السودان
قال اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة المكلف، أن البرهان قال له في لقاء جمع بينهما (إنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة مدنية منتخبة)، خلافا لما تعهد به في بيانه في الرابع من يوليو، مما يعني أن المؤسسة العسكرية ستواصل حكم السودان إلى حين نهاية الفترة الانتقالية، وأضاف برمة ناصر في افادات لبرنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، مساء السبت الماضي، أن البرهان أكد له صراحة في ذلك اللقاء الرسمي الذي جرى بينهما خلال شهر أغسطس الماضي واستمر لأكثر من ساعتين لبحث مستقبل السودان، أنه (لن يسلم الحكم لقوى الحرية والتغيير لأنهم أساؤوا كثيرا إلى أعضاء وقيادة المؤسسة العسكرية) واعتبر برمة ناصر أن موقف البرهان ليس بالجديد، وأنه إذا أصر على موقفه هذا فإنه سيظل المسؤول الأول عن تعطيل آليات التغيير السياسي والانتقال الديمقراطي في السودان.. ويعزز ما قاله برمة ناصر القريب من قيادات الانقلاب العسكرية، ما قاله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن الجيش لن يكون مطية لوصول البعض إلى السلطة دون تفويض (ويعني دون انتخابات)، ويأتي قول الناطق الرسمي في سياق التأكيد على ما قاله البرهان حول أنه لن يسلم السلطة الا لحكومة منتخبة، وتشير كل هذه الأقوال بوضوح أن البرهان نصب نفسه وصيا على السودان وحاكما بأمره الى أن تقوم الانتخابات التي من غير المعروف موعد انعقادها، ولا تقتصر أطماع البرهان في أن يصبح حاكما ورئيسا للسودان في ما ذكره بنفسه حول أن جده تنبأ له بحكم السودان، وانما أيضا بما كشفه عقله الباطن في خطابه الشهير لمواطنيه بولاية نهر النيل، فقد قال البرهان لأهله في ذلك اللقاء (نحن في بلدنا (في اشارة لمنطقتهم الجغرافية) قوة لا يستهان بها ولا ننقاد للآخرين.. وتاريخ السودان كله منسوب إلينا.. مكاننا دائما في القيادة والريادة..علينا أن نوحد كلمتنا ونقوي لحمتنا لحفظ حقوقنا (وناء الجماعة هنا ترجع لقومه).. أبناء الولاية مستهدفون من الآخرين، ويجب أن تكون هناك حدود بيننا وبين هؤلاء الآخرين.. كل خيرات السودان تأتي من ولايتنا الذهب والرجال الأشداء المقاتلون.. يجب ان يكون صوتنا مسموعا ولا نسمح للآخرين بالتكلم نيابة عنا.. الآخرون لا يشبهوننا).. الشاهد في ما ذكرناه أن البرهان نصب نفسه عمليا وصيا على السودان وشعب السودان، بل وصار الحاكم بأمره، لا يري الناس الا ما يرى، فهو وحده من يملك حق تقييم وتقويم ما يحدث في السودان من حراك سياسي ومجتمعي، ويتدخل باستمرار في ادارة العملية الانتقالية رغم ادعائه الخروج من المشهد السياسي والاكتفاء بتنفيذ مخرجات الحوار السياسي المدني، وهذا والله منهج تفكير معتل وقاصر فكريا وسياسيا ، يؤكد قصر نظر صاحبه الذي يبدو أنه لا يعرف الشعب السوداني الذي فجر ثلاث ثورات لتحقيق السلام والديمقراطية والعدالة، ويحدد مستقبله بنفسه لا كما يريد البرهان..
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر