حميدتي .. لماذا صنعوه؟ – النيلين
[ad_1]
حميدتي .. لماذا صنعوه ؟
*(المقال الاول)*
*سلمى حمد*
________
*المال .. والحلفاء*
*توطئة* :—
تهدف سلسلة المقالات هذه إلى رصد وتحليل المراحل و ألاسباب التي حولت الدعم السريع من قوة شبه نظامية مساندة للقوات المسلحة الى قوى موازية محاربه للجيش .. وكيف تطورطموح حميدتي من السعى لكسب رضى قيادات الدولة والجيش إلى السعي إلى قيادة الدولة وتفكيك الجيش .. وكيف ولماذا لعبت قوى سياسية محلية وقوى إقليمية وأخرى دوليه أدوارا هامة في تغذية هذا الطموح وهندسة هذا التحول ..
المال والحلفاء:–
قبل الوصول إلى مرحلة الحرب لابد من معرفة اهم مصادر القوة (المال . السلاح . الحلفاء) التي اشتركت مع عوامل أخرى في عملقت الدعم السريع وتغذية وتوجية طموح ال دقلو و الجنجويد نحو حكم السودان و كيف تمكن ال دقلو من القفز على المراحل والتحول السريع من الصفوف الخلفية إلى سدة الرئاسة والعلاقات مع قادة الدول وتغيير أنظمتها ..
*ذهب السودان المنهوب* :–
الذهب هو أحد مصادر ثروة حميدتي الكبرى .دخل حميدتي مجال التعدين الاهلي ثم إستولى على منجم جبل عامر وغيره من مربعات التعدين و أصبح اكبر معدن و مهرب للذهب ..
دفع حميدتي الكثير من الذهب ثمناً لولاء حلفاء وقادة من داخل و خارج السودان..
9/3/2023 ذكرت صحيفة الديلى تلغراف البريطانية أن فلاديمير بوتن استعد للعقوبات الاقتصادية المفروضة علي بلاده بمئات الأطنان من الذهب السوداني المهرب .
*تغذية الطموح السياسي* :—
12/5/2019 نشر مركز (بيغن السادات) للدراسات الاستراتيجية النابع لجامعة (باريلان) العبرية تقريرا اعده دكتور جيمس دروسي الباحث بجامعة اوترخيت الهولندية نقل فيه عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن هناك مخططات سعودية إماراتية لإعادة تجربة السيسي في السودان و أنهما يسعيان إلى تكليف نائب رئيس المجلس العسكري (حميدتي) بذلك الدور .. ووصف دروسي في بحثه الذي نشرته وكالة (رويترز) بأنه طموح ومتعطش للسلطة …
11/6/2019 اوردت صحيفة النيو يورك تايمز في تقرير لها عن الأوضاع في السودان أن قادة السعودية والإمارات. قد اغدقوا المال والسلاح والنصائح على محمد حمدان دقلو نائب رايس المجلس العسكرى الانتقالي في السودان ..
6/6/2019 نشرت صحيفة الديلى بيست الأمريكية أن السعودية تدعم محمد حمدان دقلو المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القفز إلى قيادة السلطة في السودان بعلم الإدارة الأمريكية ورضاها
*السعودية شريكة المؤامرة* :–
الدعم السريع هو أكبر القوات البرية التي شاركت في عاصفة الحزم و كانت السعودية تدفع لهم حوالي 240مليون ريال كرواتب شهرية للجند و هو مايعادل حوالي 68 مليون دولار .. ينال الجند بعضها ويصب الباقي في جيوب دقلو .
*الامارات وصناعة الطاغوت* :–
وفقا لموقع الجزيرة الاخباري فان دولة الامارات كانت قد عقدت صفقة منفصلة مع حميدتي تمده فيها بالأموال مقابل زيادة التجنيد فالامارات استخدمت جنود الدعم السريع في اليمن وما زالت تستخدمهم في الجنوب اليمني حتى بعد اتفاقية الوقف الدائم لإطلاق النار بين السعودية والحوثي و ليس سرا أنها قد استخدمت الآلاف منهم في ليبيا لإسناد حليفها حفتر ..
امدت الامارات حميدتي بمدرعات و ب2000 عربية دفع رباعي (تاتشرات) في العام 2019 .
ذكرت كل من صحيفة الديلى تلغراف وموقع (ميدل است اي) البريطاني أن الإمارت قد زودت الدعم السريع بأسلحة ثقيلة و صواريخ حرارية ..كما أن مداهمات الجيش لمعسكرات ومخازن الدعم السريع كشفت عن أنها قد امدته بمسيرات .. وهي قد ساعدته أيضاً في تأسيس مطارين حربيين في دارفور وهما مطاري (الزرق والمثلث) .. وما زالت شحنات الأسلحة القادمة من الامارات المهربة عبر وسطاء من دول الجوار تمد قوات الدعم السريع بالسلاح والذخيرة ..
الجانب الاقتصادي في العلاقة بين الدعم السريع والإمارات لا يقل أهمية و تعقيدا عن الجانب العسكري فالامارات هي السوق الرئيس الذي يهرب له حميدتى اطنان الذهب السوداني . كما أنها تطمع في استغلال اراضي السودان وقد عقد طحنون بن زايد مع رجل الأعمال السوداني اسامة داؤود مشروع شراكة زراعية بقيمة 225 مليون دولار في منطقة من أخصب المناطق السودانية على مساحة 100الف فدان. .. و في العام 2022 وقعت مجموعة شركات إماراتية اتفاقية بقيمة 6 مليار دولار لبناء ميناء و منطقة صناعية شرق السودان . هي كذلك سعت للحصول على استثمار زراعي طويل الاجل على مساحات شاسعه في منطقة بالقرب من الحدود الليبية السودانية المشروع ظاهريا زراعي والحقيقة هي أن المنطقة زاخرة بالموارد كحقول النفط التى سبق أن اكتشفتها شركة شيفرون الامريكية و مناجم الذهب واليورانيوم ..
مازلت الإمارات ترسل الكثير من شحنات الأسلحة والذخائر التي تهرب عبر الحدود لتصل لقوات الدعم السريع ..
29/ابريل 2023و كتبت صحيفة اللوموند الفرنسية في تقريرها عن الحرب في السودان أن دولة الإمارات العربية تخطط إلى إغراق السودان في دوامة لا نهائية من الفوضى كبديل عن فشل الانقلاب الذي دعمته عبر ميليشيات قوات الدعم السريع…
*الموقف المصري ما بين الاستراتيجي والمرحلي :—*
28/7/2019 كانت أول زيارات حميدتي للقاهرة وفي تلك الزيارة أبلغته القاهرة بوضوح بأنها لن تقبل بتمدد الدعم السريع على حساب القوات المسلحة .. و ابلغت مصر القيادة الاماراتية عن عدم رضاها عن مشروعها الرامي لتفكيك جيش السودان و استبداله بمليشيا و دعمها لها بالأسلحة الثقيلة.. و أذا أردنا فهم موقف مصر المحايد تجاه حرب الخرطوم فلابد لنا من استصحاب الأزمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها مصر و أن الإمارات داعم رئيسي للاقتصاد المصري بالإضافة الى زيارة محمد بن زايد المفاجئة لمصر قبل يوم واحد من اندلاع الحرب ومارشح عن أن الزيارة إنما كانت تهدف لشراء الحياد المصرى مع الكثير من الوعود و التطمينات … ومن ناحية أخرى نجد ان اسرائيل التي تعتمد مصر عليها كقناة اتصال مباشرة مع الدول الغربية وتحديدا امريكا تميل أيضا إلى دعم مليشيا الجنجويد .. إذا فمصر في موقف صعب أمنها القومي و عمقها ألاستراتيجي مع القوات المسلحة واستقرار السودان .. والدعم الاقتصادي وحل الازمة الاقتصادية مع اغراءات حلفاء الجنجويد ..
*حفتر وخطوط الإمداد* :–
كتبت الواشنطن بوست في الاسبوع الاول من الحرب عن أن خليفه حفتر قد ا مد الدعم السريع إلى الآن بحوالى 30 ناقلة وقود وشحنة واحدة من الأسلحة ..
*فاغنر شركاء الارتزاق* :–
منذ العام 2019 وتعاون حميدتي وفاغنر في تصاعد فقوات فاغنر تقوم بتدريب قوات الدعم السريع وتشاركها بعض العمليات داخل وخارج السودان .. وفاغنر شريكة للدعم السريع في سرقة وتهريب ذهب السودان وأفريقيا الوسطى كما أنها بدأت مؤخرا العمل في استكشاف اليورانيوم .. وقد تحدثت موقع أمريكية عن احتمالية تهريب فاغنر صواريخ أرض جو لحليفها حميدتي في السودان .
*اسرائيل و بيغاسوس* :–
كانت الامارات هي الوسيط الذي ربط بين حميدتي واسرائيل .و سبق لحميدتي أن قصد اسرائيل في زيارة سرية كتبت عنها بعض المواقع كموقع المونيتور الامريكي .. وقد قامت إسرائيل بمد الدعم السريع ببرنامج التجسس الخطير (بيغاسوس).
*نواصل*
المقال الثاني يجيب عن سؤال مهم ..
من جاء بعرب الشتات ؟
مصدر الخبر