حليم عباس: غطاء ديسمبر – النيلين
المليشيا تتهم الكيزان بالقتال مع الجيش. وفي نفس الوقت تقوم بنشر تسجيلات باسم لجان المقاومة تشكك في الجيش وتدعو للوقوف ضده و تدعو عدم التسلح.
في الحالتين هناك تلفيق. ولكنه تلفيق أقرب إلى الواقع. فهي تختار الدور المناسب والأقرب للتصديق بالنسبة لكل طرف.
شرف كبير للكيزان أن المليشيا تراهم في الصفوف الأمامية لمعركة الكرامة، بينما تعطي لجان المقاومة دور الخونة لوطنهم وشبعهم لأنها ترى أن هذا هو الدور الذي يناسبهم ويشبههم.
في الحقيقة المليشيا تتغذى على شرعية ثورة ديسمبر في حربها ضد الجيش. ديسمبر هي الغطاء الذي تحارب باسمه المليشيا. لماذا؟ لأن ديسمبر ضد الدولة. أجندة التخريب وتفكيك الدولة وتقسيم الناس إلى قوى ثورة تحتكر التمثيل والشرعية وقوى أخرى عبارة عن فلول واعتصام موز ووو، هذه كلها أجندة ثورة ديسمبر.
وعي ثورة ديسمبر هو الأرضية التي مهدت لهذه الحرب. وعي إقصائي رافض للآخر وقف عائقاً أمام أي دعوة للحوار والتوافق. فالجذريون يرفضون قحت لأنها هبوط ناعم وقبلت بالحوار، بينما قحت ترفض القبول بالإخرين بحجة أن ذلك إغراق العملية السياسية بالفلول والقوى الموالية للعسكر.
إسطوانة الفلول التي يرددها إعلام المليشيا هي مجرد صدى لخطاب ثورة ديسمبر.
حليم عباس
مصدر الخبر