السياسة السودانية

حكاية الطبيبة صباح على لسان معلمها من هي طفلة وحزنه لهجرتها للعمل خارج السودان

مع بداية عام دراسي جديد في مدرسة الزيداب المتوسطة للبنات استرعى انتباهي تلميذة صغيرة في الصف الأول متوسط تمتاز بالذكاء الحاد مع فضول طفولي للمعرفة سألتها يابت اسمك منو اجابت اسمي صباح طيفور ابشر!

مباشرة عرفت إنها بت مولانا طيفور ابشر وهو رجل علم على رأسه نار! فهو عالم جليل وفقيه منطقتنا وامام المسجد يلجأ إليه أهلنا لطلب الفتوى والمشورة في امور الدين والدنيا.

من خلال الدروس لاحظت إن هذه البنت كانت تمتاز بخط جميل فهى كشقيقها الناشط الاسفيري Ibrahim Tayfour أيضا فى روعة الخط كما إنها مثله تماماً في اجادة الرسم بيد إن شقيقها ابراهيم كان بارعاً جداً – ولازال – في فن الكريكاتير. ولاحظت ايضاً إنها كانت متفوقة في اللغة العربية وتمتاز بموهبة اكبر من سنها في كتابة مواضيع الإنشاء ودي حاجة مهمة جداً بتلفت نظر المعلم

ومن خلال تجربتي الطويلة في التدريس يمكنني القول بثقة إن الطلاب المتفوقين في اللغة العربية في مرحلة الأساس سيستمرون في تفوقهم الأكاديمي حتى الدراسة الجامعية لأسباب لا يتسع المجال لذكرها هنا … ظلت هذه الطالبة معنا طيلة المرحلة المتوسطة محافظة على تفوقها ثم انقطعت أخبارها عني حتى سمعت بتخرجها في كلية الطب جامعة الخرطوم!

ظلت دكتورة صباح متواصلة مع معلميها ومعلماتها ولم تتوقف لحظة عن مد يد العون لهم.
كنت مديراً لمدرسة اساس واحياناً اطلب الغوث والنجدة من المجتمع المحلى وسرعان ماكانت اول من يسد الثغرة.. كانت تمدنا بالكتب والدفاتر والعون المادي والعيني للتلاميذ بل وتكفلت بكساء التلاميذ الفقراء وتوفير وجبة الإفطار لهم وكنا ندفع حتى فواتير العلاج من مساهماتها.
كانت عيادتها في مستشفى فضيل هي عيادتي المفضلة انا واسرتي فعلاجي واسرتي كان مجانياً وكانت لي أولوية الدخول إلى العيادة حيث كنت اعامل بإحترام وتوقير شديدين بعيداً عن (مساخة) الأطباء المعهودة! ثم بعد ذلك ازعجها باتصالاتي الهاتفية واحياناً بعد منتصف الليل طالباً الاستشارة الطبية الطارئة كما إنني كنت ارسل إليها بانتظام بعض معارفي واصدقائي الذين يعانون من (متلازمة حضيري) وقد ضربهم (شوتال الفقر) فى (المسيمع) إلى عيادتها حيث يتلقون العلاج والرعاية الطبية المجانية!

كانت تقوم بمبادرات خلاقة وتشارك في كل القوافل الصحية فى الزيداب بالرغم من ضغط عملها كطبيبة في مستشفى بشائر وعيادتها في مستشفى فضيل اضافة إلى عملها كأستاذ في كلية الطب بجامعة النيلين كنت اعرف إنها تقوم بمبادرات انسانية خارج نطاق عملها كطبيبة في مساعدة كثير من الفقراء والمساكين.

دكتورة صباح قد لايعرف البعض بأنها مصورة محترفة بالموبايل ولها صور غاية في الاحترافية وهى مشاركة في صفحة على الفيسبوك متخصصة في فن التصوير تقدم فيها باقة من صورها الرائعة بالموبايل كما إنها كاتبة بارعة ومتميزة في كتابة القصة القصيرة وأنا من المتابعين لصفحتها الجميلة على الفيسبوك وقد فوجئت قبل فترة بأن احدى قصصها قد تم سرقتها وفازت بها احداهن في مسابقة للقصة القصيرة!!

صدمت كثيراً عندما سمعت بهجرتها للعمل خارج السودان فقد شعرت بأنني فقدت سنداً مهماً كان يقدم لي العون الطبي في وقت أنا في أمس الحوجة إليه وأنا على اعتاب الشيخوخة!!
سلام عليك ابنتي بروفيسور Sabah Tayfour استشاري الطب الباطني والغدد والسكري أينما كنت وسلام على آل طيفور في العالمين فلا خيل عندي اهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.

الأستاذ على الشائب
علي الشائب

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى