حكاية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل) الحلقة الثالثة
رواية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
للكاتب ياسين الشيخ
قصة حقيقية جرت أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي بإحدى القرى الوادعة بشمالي السودان.. لم يتم تداولها ولم يسمع عنها احد بسبب ضعف الإعلام في ذلك الوقت..
القصة صاحبتها أحداث ساخنة ومثيرة للغاية ولم يتم اكتشاف القاتل الذي لم يترك اي اثر لجريمته الا في الحلقات الأخيرة..
الحلقة الثالثة (خطوبة فطين 😍😍)
في القرية الوادعة الان كل الأنظار القاسية مصوبة نحو السر بعد انتشار خبر محاولته إقامة علاقة حب مع ست الفريق فطين، أبناء عم فاطمة وضعوا السر تحت المراقبة الجبرية في الوقت الذي حاول فيه سيد أحمد إبعاد ابنته من محاولة الزج بها في هذه القضية التي أصبحت حديث الناس حيث يظن هو وأبناء أخيه أن فطين كانت تصد السر والذي أصبح (صعلوق) القرية نظراً لفعلته القبيحة، والتي كانت قبيحة فعلا في ذلك الوقت بعد أن ذكرنا في واحدة من الحلقات السابقة أن محاولة النظر في عين فتاة الحي في ذلك الوقت ناهيك عن الارتباط بها هو انحطاط أخلاقي كبير..
فطين كانت تشك بأن الأمور في القرية ليست على ما يرام كما أنها كانت تحدث نفسها بأن السر مظلوم لأن العلاقة بينهما لم ترتقي للمستوى والحجم الذي صنعه أبناء عمها، فهو كان يريد الارتباط بها فقط وعلى سنة الله ورسوله على الرغم من تجاوزاته بكتابة اشعار الغزل من دون أن يفاتح والدها في أمر الارتباط..
فطين أصبحت قيد الإقامة الجبرية ولكن دون علمها بحيث ان تحركاتها في القرية صارت محدودة بعد أن منعها والدها وبطريقة غير مباشرة من النزول للحواشة مكتفيا بما يأتيه من أبناء أخيه، ذات مرة قالت ست الفريق لأبيها بعد عودته من الحواشة وفي جلسة سمر بينهما: (يابا انا بدور اخدمك وادخل بك الجنة لاني سمعت شيخ الماحي بقولنا كدي فوق الخلوة الحرمتني منها انت) سيد أحمد رد على ابنته والعبرة تخنقه (يا بنيتي انا عافي منك ورضيان عليك أن بقى خدمتيني ولا ما خدمتيني والخلوة انا منعتك منها من شدة خوفي عليك دحين باكر اكان دايري تمشي امشي ودعتك الله والرسول ود عبد الله)..
فرحت فطين وردت على والدها (انت يا يابا الله يديك لامن يرضيك.. تعرف يا يابا انا سمعت حبوبتي السرة بتقول السعيد في عمرو يموت قبال ابوه وامو عشان ما بنسوه من الدعاء في صلاتهم وانا يدور اموت قبالك يا يابا) انقبض قلب سيد أحمد بعد أن سمع كلام ابنته لأنه تذكر كلام الزين الحكيم في الحلقة الأولى، ثم احتضنها (عليك الله يا بنيتي تاني ما تقولي كدي وتوجعي لي قلبي انتي بتكبري وبشوف جناك بإذن المولى ولا ماك دايري تسمي ولدك سيد أحمد اااا ست الفريق؟) ابتسمت فطين وهي في حضن والدها (دا حلمي والله يا يابا وأولادي جت عليهم بسميهم سيد احمد والبنات بسميهن ست أحمد كمان)..
في الصباح طرق باب سيد أحمد أحد الأطفال والذي جاء برسالة من جده التوم يخبره (ابوي التوم بقولك الليلة تجي تفطر معانا قبل تمش الحواشة عشان عاملين كرامة لي خالي عصام لانو جاء من السفر بالليل)، عصام هو واحد من شباب القرية الذين هاجروا الاغتراب ونجح في اغترابه، هو شاب خلوق ومعروف في القرية بكرمه ومساعدته لكل أهل القرية..
ذهب سيد أحمد واحسن حاج التوم والد عصام استقباله وبعد أن تناولوا الفطور همس حاج التوم في أذن سيد أحمد (بعدين جاينك انا وعصام ولدي بعد المغرب ان شاء الله في موضوعا كدي مهم) ليرد عليه سيد أحمد (حبابك يا شيخ العرب وحباب زينة الشباب عصام وتشرفونا من غير شورى كمان)، ركب سيد أحمد حماره وذهب إلى حواشته وكل تفكيره (ياربي حاج التوم داير شنو؟)..
قبل مغيب الشمس عاد سيد أحمد من حواشته للاستعداد لاستقبال ضيوفه، وفعلاً بعد المغرب وصل حاج التوم وابنه عصام، لم يجلسوا كثيرا ليقوم التوم بمفاتحة سيد أحمد قائلاً (يا سيد أحمد اخوي النجيك من الاخر انا داير فطين ست الفريق لعصام ولدي دا ومتأكد ما بلقى احسن منها في القرية دي كلها لا طيبة ولا أخلاق دحين شاور وادنا رايك على مهلتك) كانت سعادة سيد أحمد واضحة ولا توصف لسببين اولا لأن عصام شاب مشهود له ومن أطيب وانبل شباب القرية وثانياً أراد أن يستر ابنته سريعا ويزوجها خوفاً عليها من التأثر بالعشق الولهان السر..
سيد أحمد بينه وبين نفسه بارك الخطوة بفرح كتمه في داخله ولو انه اصبح ظاهر للعيان، خرج حاج التوم وابنه على وعد من سيد أحمد بمنحهم الرأي “الحيض” غداً، في المساء جلس سيد أحمد مع والدته فاطمة وزوجته عرفة على حدا لمفاتحتهم في موضوع الخطوبة، باركت الجدة الخطوبة وكذلك والدة فطين لقناعتهم بأن عصام ما العريس البشاوروا فيهو حسب ردهم، ثم ذهب وفاتح فطين في الأمر ليتفاجأ بردها الذي يفوق عمرها (يابا انا ما عندي كلام بعد كلامك وكلام حبوبتي وامي وانت ياكا البتعرف مصلحتي وانا ماني دايري اكسر فرحتك الشايفاها قدامي وماني دايري اكسر كلمتك قدام الرجال عشان ما يقولوا رأي سيد أحمد عند الحريم) لحظتها تمنى سيد أحمد أن تبقى معه فطين طول العمر، قبلها في رأسها إعجابا بها..
في الصباح عقد اجتماع مع أخيه الخير وكل أبناء أخيه الذين وافقوا بالإجماع، احتراما لعصام وخوفا من السر (الصعلوق) كما كانوا يلقبوه، حضر حاج التوم في المساء ووجدوا الموافقة جاهزة وبعد قراءة الفاتحة اتفقوا على تحديد موعد الزواج والذي سيكون بعد شهر من الآن..
السر العاشق الولهان كاد أن يفقد عقله بعد أن دخل في حالة من الحزن والتوهان للدرجة التي جعلت اخته فوزية تذهب به لأحد شيوخ القرآن ليعالجه بعد تدهور حالته الصحية، فقد كانت خطوبة فطين صدمة قوية لم يستطيع تحملها وصار يتحدث بكلام غير مفهوم كالمجنون..
تفاصيل الحلقة القادمة.. زواج فطين الذي احتفلت به القرية وكل القرى المجاورة لها واصبح حديث الشمالية..
.. كونوا بخير 🖐️🖐️
#ياسين_الشيخ
مصدر الخبر