حسين خوجلي: آخر الرجاءات والتوسلات العابرة إلى بوابات كوبر
معظم الذين احتلوا الوظائف العامة الحساسة في زمن الإنقاذ كانوا يصطبرون على مر التكليف رغم ضآلة الدخل والامتيازات، بالحس الوطني والعقدي والالتزام، وكان لهم في خدمة الشعب عرق.
وفي غفلة من التاريخ غفى الشعب وأمسك بمقاليد وتلابيب بلادنا شرازم اليسار الحاقد، فقد قام بتصفية كل الكفاءات القابضة على الجمر كما فعل في أكتوبر ومايو، وبفعلتهم النكراء هذه قضوا على كل الإشراقات في الخدمة العامة. فانهارت كل قطاعات الخدمات من شرطة وصحة وتعليم وري وكهرباء وبترول والقائمة تطول. وكانوا للأسف لا يملكون لا الرؤية ولا الكفاءات ولا البدائل، بل إن كل كوادرهم بالخارج التي تم استدعاؤها رفضت العودة، وآثرت عواصم الدعة وفتات اللجوء ودولارت الخيانة والعمالة والتبشير والاستلاب واكتفت بنضال بذاءة الكيبورد والتحريض، و بقي المنبتون بالداخل حيارى فلا أرضاً قطعوا ولا ظهراً أبقوا.
وقد هاجرت كل الكفاءات التي كانت تسد الثغور في العمل المهني والوطني إلى عواصم تعرف قدرها ومقدارها. وبفقدان أسراب النوارس المهاجرة المدربة من الكفاءات والتكنوقراط نستطيع أن نقول بكل جرأة وصراحة بأن السودان الانتقالي مقبل على انهيار كامل في الخدمة العامة والأمن والتأمين. وما غرق مدينة المناقل المنتجة والعريقة ودرة مدائن الوسط إلا تعري بائن لرأس جبل الجليد الذين نخشى أن تكون قاعدته مخبوءة بالخطر الداهم والزلازل القاضية.
وهنالك الكثير من الحلول المؤجلة إلا أن الحل الوحيد المرتجى والعاجل هو أن تقتحم الجماهير الجائعة اليائسة أبواب كوبر الجائرة وتصفد أعوان الظلمة، وتُطلق سراح هذه الطليعة الصابرة الصامدة. فوحدهم هم الذين يستطيعون رغم أنف الأجنبي وطابوره الخامس بالداخل أن يستردوا كرامة الشعب وكبرياء الوطن، وهم وحدهم الذين يستطيعون أن يتصدوا للكوارث والأزمات والانهيار هاتفين ببشارة الوعد وسواعد الاقتدار (نحن نفعل هذا أتعرفون لماذا؟)
حسين خوجلي
مصدر الخبر