حرية تنقل الماشية .. بين دول الإيقاد الفوائد المرجوة
يظل البحث عن معرفة آثار إيجابيات وسلبيات تنقل الماشية بين دول الإيقاد أمراً مهماً، وذلك لتجنب المشكلات والتكيف مع الفوائد، دون أن يحدث ذلك أثراً على المراعي والسلالات بين الدول، ورغم أن حركة الماشية بين دول الإيقاد موجودة لأصلاً، لكن تحتاج إلى تقنين وضمان، بغية المصادقة على البروتكول من قبل وزارة الثروة الحيوانية سيما أن التوقيع عليه كان من قبل الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية، بيد أن بعض المخاوف البارزة من اختلاط السلالات والأمراض العابرة للحدود، والبعض يشدد على عدم التردد في تطبيق البروتكول، متوقعين معالجته لكثير من المشاكل.
ضمان السلامة
أكد مدير إدارة الثروة الحيوانية بولاية القضارف الدكتزر، عمر أحمد محمد البشير، أن المسارات بولايته محددة ومفتوحة فقط تحتاج توفير الخدمات، مبيناً أن 6 – 5 ولايات تأتي لمرعى البطانة، مؤكداً سعيهم للزراعة على جوانب المسار لتقليل الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين، وأشار لأوضاع مأساوية يعيشها الرعاة في كل السودان وعدم الاستفادة من ثروتهم، وأعرب عن أمله في رفع وعي الرعاة عبر برنامج الإيقاد، لافتاً إلى أن تنقل الماشية فيه كثير من التفاصيل من بينها أهمية الجلوس مع أصحاب المصلحة، وشدد على ضرورة إيجاد كل ما يضمن سلامة البلاد حال تنفيذ البروتكول.
تشابه المشاكل
من جانبه أكد مفوض وزارة الثروة الحيوانية لمنظمة إيقاد عضو الآلية الوطنية للمجلس السيادي لدعم الإيقاد الدكتور حسن علي العجب تشابه المشاكل بين الولايات فيما يتعلق بالمسارات والمراعي، ونبه إلى أن الأجمل ما فيها عدم وجود مسارات محددة ونقاط عبور مهيأة تساعد في حركة الماشية فضلاً عن التعدي من الزراعة على المراعي، وكشف د. حسن عن أن برنامج إيقاد لحرية تنقل الماشية، يضمن وصول آمن للرعاة إلى دولة ثانية ويمنع الاحتكاكات التي تحدث، وقال إن المطلوب من الولايات تخريط المسارات وتحديد نقاط العبور والأحداثيات، وقطع بأن ولاية القضارف من المتوقع أن يكون لديها نصيب الأسد من الدعومات التي تصل عبر البرنامج، وبرر ذلك لأهميتها من حيث وجود البطانة وعدد الماشية، وقال إن حركة الماشية بين دول الإيقاد موجودة أصلاً فقط تحتاج إلى تقنين وضمان استفادة السودان وهو ما عدّه لسبب رئيس لإرجاء وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية للمصادقة على البروتكول بعد أن وقعت عليه الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية، وأكد جاهزية وزارة الثروة الحيوانية لتوفير الخدمات البيطرية على طول المسار، وأقرّ بأهمية توفر نقاط المياه والحفائر، وشدد على ضرورة مصاحبة المسار لعملية تعليم الرحل والرعاية الصحية، لافتاً الى وجود برنامج من اليونسيف والاتحاد الأوربي لتعليم الرحل وأبنائهم يحتاج فقط لتنشيطه من جديد، وكشف عن ترتيبات لمناقشة ذات الأمر مع وزارتي التربية والتعليم والصحة.
معرفة السلبيات
إلى ذلك أوضحت عضو فريق الإيقاد الدكتورة بخيتة عبدالله أن البروتكول حظي بكثير من النقاشات التي ما زالت مستمرة للوقوف على الفوائد التي يجنيها السودان ومعرفة السلبيات التي يمكن حدوثها وكيفية تجاوزها واستصحاب آراء أصحاب المصلحة الحقيقية، وأكدت أن الفيصل في البروتكول حصول الرعاة على شهادة من السلطات المختصة تمكنهم من التجوال بماشيتهم في دول الإيقاد مع ضمان سلامتهم وأمنهم.
مسارات مفتوحة
من جانبها أوضحت مديرة المراعي بالقضارف د. آمنة محمود محمد صالح، أن الولاية بها 10 مسارات مفتوحة ومخرطة مبينة أن عرض مسار الدرب الأسود يبلغ عرضها 150 كيلو متر ما اعتبرته أمراً بسيطاً تسبب في حدوث احتكاكات ومشاكل وصلت حد الموت بين الطرفين، وكشفت خلال تنوير لفريق الدعم الوطني لمنظمة إيقاد الخاص بالتنوير عن بروتكول “حرية تنقل الماشية بين دول الإيقاد” الذي زار القضارف ضمن أربع ولايات، عن افتقار المسارات للخدمات اللازمة، مشيرة إلى أن المسارات كانت مسوّرة ببواكم خرصانية إلا أنها أصبحت عرضة للسرقة، وتم استبدال النمط بارتفاعات ترابية، ثم نثر البذور فيها إلا أنها أيضاً تتعرض للمسح باللودر، وشددت على ضرورة وجود قانون فاعل يحسم قضية التعديات، واشتكت من طرق استخدام المبيدات في الولاية، كاشفة أنها تسببت في القضاء على 13 نوعاً من نباتات المراعي وأصبح مرعى البطانة فقيراً في نوعية الأعشاب فضلاً عن دخول نباتات غير مستساغة، وأكدت ارتفاع حجم التعديات، لافتة إلى أن هناك مشاريع زراعية مصدقة رسمياً في مساحات المراعي، وأشارت إلى تحول خط مرعى البطانة شمالاً، كما اشتكت د. آمنة من تأثير التعدين على المراعي بالإضافة إلى تعرض الرعاة لعمليات نهب و”قلع” ما اعتبرته يحتم ضرورة وجود رقابة أمنية وحماية للرعاة.
اختلاط السلالات
أبدى مدير إدارة صحة الحيوان بالقضارف د. الفاضل فرح، مخاوفه من اختلاط السلالات لجهة أن السودان لديه سلالات معروفة فضلاً عن التخوف في ظل وجود أمراض عابرة للحدود، لافتاً إلى وجود مهددات تهدد مرعى البطانة الذي يعتبر أكبر مرعى على مستوى العالم، منها ضيق المرعى وتعدي الزراعة الآلية المقننة عليه، وتأثير انتشار التعدين بالبطانة، واعتبر الدولة تعمل ضدهم في هذا الخصوص فضلاً عن عدم توفر الأمن وانتشار (السالف).
تأييد للبروتكول
من ناحيته أعلن ممثل الرعاة بولاية القضارف د. حسن صديق تأييدهم للبروتكول، ووصفه بطوق نجاة للرعاة والمالية، وقال: البروتكول جيد ينظم حركة الحيوان بين الدول لجهة أن الحركة أصلاً قائمة، وأردف: الآن 50% من ماشية السودان بدولة الجنوب و50% الأخرى بدولة إثيوبيا، وشدد على عدم التردد في تطبيق البروتكول، وتوقع معالجته لكثير من المشاكل، واصفاً الوضع في القضارف بـ(القنبلة الموقوتة) بسبب الاحتكاكات، وقال: ما يحدث بدارفور كان يمكن حدوثه في القضارف، ويحدث تقاتل وسقوط ضحايا، لولا أنهم كإدارات أهلية تمكنوا من السيطرة عليها حقناً للدماء، وأيقن بأن البروتكول يتيح مراعي دول الإيقاد بصورة رسمية، وأضاف: الآن نخرَّف في دول الجوار بسبب الجفاف وضيق المرعى تفادياً للاحتكاكات، واشتكى من تأثير المبيدات المستخدمة في الزراعة على المرعى والقضاء على 16 نوعاً من النباتات، قاطعاً بأن هناك غُبن وسط الرعاة، ورداً على بعض الاستفسارات، أزال مفوض الثروة الحيوانية للإيقاد د. حسن علي العجب المخاوف بشأن اختلاط السلالات والأمراض العابرة للحدود، وطمأن بأن هناك نقاط رعاية بيطرية بنقاط العبور تتأكد من خلو الماشية من الأمراض، فضلاً عن شهادة تنقل الماشية التي تحتوي على كل المعلومات المختصة بصحة القطيع ونوعيته والطريق الذي يسلكه، وأشار إلى وجود برنامج تتبع الماشية عبر الشريحة الإلكترونية، وتحسر لعدم تنفيذ البرنامج في السابق وتسلُم الجهات المختصة 700 بطاقة أُذن منذ العام 2016 وتعرضها للتلف، وأبدى تخوفه من انحسار المسار وتلاشيه، مقراً بإشكالية في كيفية إدارة الموارد.
الخرطوم: علي وقيع الله
صحيفة اليوم التالي
مصدر الخبر