جيرو، غريزمان، فاران ولوريس… مفاتيح فرنسا للتربع مجددا على عرش كرة القدم
نشرت في:
يعول مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان كثيرا على بعض اللاعبين أمثال جيرو وغريزمان وفاران والحارس هيغو لوريس ليضيفوا النجمة الثالثة على قميص الديوك غدا الأحد بقطر في إطار المقابلة النهائية أمام منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي. هؤلاء اللاعبون الأربعة، الذين شاركوا “الزرق” في 450 مقابلة، هم محرك الفريق الفرنسي. فبعد مونديال روسيا، قادوا منتخب بلادهم مجددا إلى نهائي كأس العالم في الإمارة الخليجية.
لا يمكن وصفهم بـ”المربع الذهبي” الذي أضاء مشوار المنتخب الفرنسي في الثمانينات من القرن الماضي. لكن في الوقت نفسه ينظر إلى الرباعي جيرو وغريزمان وفاران والحارس لوريس على أنهم “العمود الفقري” للمنتخب الفرنسي والذي يعتمد عليه المدرب ديدييه ديشان منذ أن تولى مهمة تدريب المنتخب في 2012.
وقال المدافع رافييل فاران: “نحن محظوظون جدا بامتلاك مثل هذا الاستقرار… نعرف بعضنا البعض جيدا وندرك كيف نشتغل سويا. لدينا الخبرة ونحاول أن ننقلها للآخرين. كما نقوم أيضا بدعم بعض اللاعبين إذا كانت هناك الحاجة إلى ذلك”.
ورغم عمرهم المتقدم (131 عاما في حال جمعنا سن اللاعبين الأربعة) إلا أنهم “استطاعوا هزم إنكلترا وإنقاذ الأمة الفرنسية”.
للمزيد – مونديال قطر 2022: فيروس الزكام “يطارد” لاعبي المنتخب الفرنسي قبيل النهائي أمام الأرجنتين
طبعا، إنجازاتهم لم تتحقق دون الدعم الذي قدمه لاعبون أصغر سنا أمثال كليان مبابي وأورليان تشوميني أو تيو هرنانديز، لكن اللاعب يوسف فوفانا اعترف أن “اللاعبين الأكثر خبرة منحونا مجالا كبيرا من الحرية لكي نلعب بكل أريحية وهذا يدعو إلى الاحترام”.
وتظهر بعض الإحصائيات مدى قوة هذا الرباعي في المقابلات التي لعبوها سواء كان في إطار كأس أوروبا للأمم أو كأس العالم. ففي المرات التسعة التي لعبوا فيها سويا، فاز المنتخب الفرنسي بالمباراة. فلهذا السبب يتمنى عودة المدافع رافييل فاران الذي لم يشارك في التدريبات الأخيرة بسبب إصابته بالزكام الذي انتشر في صفوف المنتخب الفرنسي بقطر.
هيغو لوريس ركيزة الفريق
شغل لوريس منصب قائد الفريق قبل وصول ديدييه ديشان إلى العارضة الفنية في 2012. ومعروف أن ديشان لا يحب كثيرا أن يكون قائد الفريق حارسا. لكن مع مرور الوقت، تحول لوريس إلى ركيزة للمنتخب الفرنسي. ما جعله يشارك في 144 مقابلة مع “الديوك”. فهو دائما حاضر في المقابلات الصعبة، مثل تلك التي جمعت الفريق الفرنسي مع نظيره الإنكليزي، إذ وقف الحارس هيغو لوريس بالمرصاد ضد ست هجمات بريطانية ومنعهم من التسجيل. نفس الدور قام به أيضا ضد المغرب حيث أنقذ فريقه من الخسارة عدة مرات.
في غرفة تبديل الملابس، يلعب لوريس دور همزة وصل بين المدرب واللاعبين. ويجب القول بأن الرجلين يتعارفان بشكل جيد كونهما يشاركان سويا في المؤتمرات الصحفية. وقال ديشان في هذا الشأن: “ليست جميع الأرقام القياسية التي يمكن أن يحطمها لاعب ما مهمة، لكن الرقم الذي حطمه لوريس مهم جدا إذ لعب 144 مقابلة وهذا أمر كبير”.
رفاييل فاران، سيد الدفاع
ليست العروض الكروية التي يقدمها فاران هي التي جعلته مهم في التشكيلة الفرنسية، بل المركز الذي يحتله. فاران الذي يعتبر نائب قائد الفريق يبلغ من العمر 29 عاما وشارك في 92 مقابلة. فتواجده في الفريق جلب الطمأنينة للدفاع خلال مونديال قطر، سواء لعب مع مدافعين آخرين مثل دايو أوباميكانو أو إبراهيم كونتا الذين لا يملكان تجربة كبيرة في المنتخب الفرنسي أو مع مدافعين ذوي خبرة.
فاران أصبح اليوم لا يتردد في إسماع صوته داخل التشكيلة مثلما قام به خلال نهاية الشوط الأول بين فرنسا وبولندا حيث أكد لزملائه أن كل شيء يمكن أن يتوقف بالنسبة لهم. وقال في هذا الشأن: “شعرت بأن الفريق كان يحتاج إلى من يهزه قليلا ويشجعه. في بعض الأحيان أشعر بوجوب التدخل، لذا أقوم بذلك دون أي تفكير مسبق بل بشكل عفوي”.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة التي تربط فاران بالمدرب ديشان لم تكن دائما مريحة. ورغم أن ديشان قد استدعى المدافع رافييل فاران خلال المقابلة الأولى التي أجراها كمدرب للفريق الفرنسي، إلا أنه لم يدعوه إلى المشاركة في كأس أمم أوروبا 2016 بسبب الإصابة. ولم يتقبل فاران هذا القرار بل أظهر نوع من الاستياء إزاء مدربه. لكن فاران استطاع أن يعود إلى الملاعب قبل بدء المونديال في الوقت الضروري بعدما كان يعاني من إصابة في الفخذ نهاية أكتوبر الماضي مع فريق مانشستر يونايتد.
أنطوان غريزمان، رجل كل المهمات
من بين اللاعبين الأربعة الذين ذكرناهم في البداية، يعتبر أنطوان غريزمان اللاعب الذي يحب كثيرا المزاح والضحك، فضلا عن أنه يروي قصصا مضحكة. لكن هذا لا يعني بأنه لا يأخذ على محمل الجد المباراة التي يشارك فيها. بل بالعكس فهو عنصر مهم وأساسي بالنسبة لديديه ديشان خاصة على مستوى وسط الميدان حيث يقوم بكل المهمات، سواء كانت دفاعية، أو هجومية.
لقد استدعاه ديشان خلال كأس العالم 2018 ومنذ ذلك الحين لم يغب هذا المهاجم الذي تحول إلى لاعب في وسط الميدان عن أية مقابلة حيث لعب 72 مباراة دولية.
ورغم سنه المتقدم نوعا ما (31 عاما) إلا أن لاعب أتلتيكو مدريد قدم عرضا كرويا خارقا للعادة خلال مونديال قطر 2022، سواء كان في وسط الميدان أو في الهجوم والدفاع. كما قام أيضا بتمريرات حاسمة، ما جعله يتحصل على جائزة رجل المقابلة خلال مباراة نصف النهائي التي جمعت فرنسا بالمغرب. “في الحقيقة، غريزمان خلف كل من بوكبا وكونتي وكريم بنزيمة الذين غابوا عن المونديال وأدى دورا بطوليا خلال كأس العالم 2022” حسب قول المدافع الأرجنتيني السابق بابلو زاباليتا.
أوليفييه جيرو، صاحب اللمسة الأخيرة
“الإيمان دائما”. هكذا يمكن تلخيص حياة جيرو الكروية. فقصة هذا اللاعب الذي يبلغ عمره 36 عاما هي دائما قصة ولادة جديدة وعودة قوية إلى المنتخب الفرنسي.
لكن يجب القول في نفس الوقت إن جيرو اغتنم فرصة إبعاد مهاجم كبير آخر من المنتخب الفرنسي ألا وهو كريم بنزيمة الذي تورط في فضيحة جنسية للعودة إلى الفريق. مهاجم ميلان سجل أربعة أهداف في مونديال قطر 2022 عكس كأس العالم في روسيا 2018 إذ لم يسجل ولو هدفا واحدا.
أما اليوم فلقد حطم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة من طرف لاعب فرنسي بمنتخب “الزرق”، والذي كان بحوزة المهاجم تيري هنري الذي سجل 51 هدفا في مسيرته الكروية مع “الديوك”. وقال أوليفييه جيرو في هذا الخصوص: “هذا الرقم القياسي يذكرني بالسنوات الكثيرة التي قضيتها مع المنتخب الفرنسي. حوالي إحدى عشرة سنة. عشت فيها أوقاتا جميلة وجميلة جدا وأخرى صعبة”.
ورغم فقدان ثقة مدربه منذ كأس أمم أوروبا 2021، إلا أن جيرو لم يتوقف عن مضاعفة الجهود والمثابرة في العمل، الأمر الذي جعله يعود إلى الواجهة الكروية بعد مغادرة بنزيمة الفريق بسبب الإصابة. ومن المتوقع أن يشارك في المقابلة النهائية أمام الأرجنتين غدا الأحد، وهو إنجاز جديد سيُضاف إلى مسيرته الكروية الغنية.
رومان ويكس
المصدر