جوبا تحتج على تصريحات «العطا» وتقول إنها مستعدة لصد أي عدوان
جوبا، 24 مارس 2025 ــ احتجت وزارة خارجية جنوب السودان، الاثنين، رسميًا على تصريحات عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، وقالت إنها ستتخذ إجراءات لحماية مواطنيها وصد أي عدوان.
وتوعد العطا الأحد، بالاقتصاص ممن أسماها “مراكز النفوذ العميلة الخربة في جنوب السودان” في سياق حزمة تهديدات طالت الإمارات، كما حذر الرئيس التشادي من أن مطاري إنجمينا وأم جرس هما أهداف مشروعة للجيش السوداني.
واستدعت وزارة خارجية جنوب السودان، سفير السودان عصام كرار، حيث سلمته احتجاجًا رسميًا على تصريحات العطا.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان إن “السفير أقر بتسلم الاحتجاج الرسمي، وأفاد بأنه سيرفعه إلى حكومة السودان وسيرد عليه بشكل رسمي في الوقت المناسب”.
واعتبرت وكيلة وزارة الخارجية، أغنيس أدلينو، وفقًا للبيان، تصريحات العطا غير مقبولة، وتتنافى مع روح العلاقات الدبلوماسية، كما تقوض السيادة.
ودعا البيان الحكومة السودانية إلى توضيح موقفها من تصريحات العطا ومنع تكرار مثل هذا الخطاب، مجددًا التزام جوبا بالحوار البنّاء مع الاستعداد للرد على الإجراءات التي تهدد مصالح وسيادة جنوب السودان.
يشار الى ان المئات من رعايا جنوب السودان انضموا للقتال مع قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، وهو مايثير حفيظة السلطات الحاكمة في السودان كما سبق وان اتهمت جوبا بتوفير ملاذ لقوات الدعم السريع وتقديم المساعدات لعناصرها المصابة والسماح لهم بالتداوي في مشافي جنوب السودان سيما القريبة من حدود البلدين.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان، في بيان ثانٍ، إن حكومة جوبا “ستتخذ جميع الإجراءات لحماية سلامتها الإقليمية وسلامة مواطنيها، ومستعدة للدفاع عن أمتنا ضد أي شكل من أشكال العدوان”.
وشددت على أن تصريحات العطا “مستهترة واستفزازية، وتمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي والقانون الدولي”.
وتوترت العلاقات بين الخرطوم وجوبا بعد مزاعم بمقتل رعايا من جنوب السودان في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، على يد الجيش السوداني بعد استعادة المدينة في 12 يناير المنصرم، حيث تعهدت الحكومة السودانية بالتحقيق في هذه المزاعم.
ونفذ مواطنون من جنوب السودان هجمات انتقامية ضد السودانيين راح ضحيتها 16 شخصاً ، إضافة إلى نهب الممتلكات.
واضطرت الحكومة السودانية اثر هذه الاحداث لإجلاء أكثر من 800 من رعاياها في جنوب السودان جواً.
وأفاد البيان بأن جنوب السودان ملتزم بالسلام والاستقرار الإقليميين، حيث ظلت تدعو باستمرار إلى الحوار لحل النزاع، الذي لا يزال السودانيون يفرون منه عبر حدود جوبا بحثًا عن السلامة.
وطالبت جوبا بضرورة تأكيد السودان على التزامه بالعلاقات السلمية، كما دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى الإحاطة علمًا بالتهديدات العدائية والتعامل مع السودان لمنع أي تصعيد يمكن أن يهدد السلم والأمن الإقليميين.
وتحسنت العلاقات بين الخرطوم وجوبا بعد عزل قادة الجيش للرئيس عمر البشير في أبريل 2019، حيث وُقّعت عدة اتفاقيات اقتصادية لتعزيز العلاقات، لكن اندلاع النزاع الحالي حال دون تنفيذها.
المصدر