«جلسات قهوة وجمعيات تعاونية» أفكار نسوية لدعم المرأة بمناطق النزاعات
سودان تربيون : خاص
ابتدعت مجموعة من النساء طرقاً جديدة لتخفيف وطأة الحرب على المرأة في مناطق النزاعات عبر تنفيذ سلسلة من الأفكار الفردية والجماعية تتمثل في معارض مصورة وجلسات القهوة ومدونات على فيس بوك وجمعيات تعاونية.
وكرست شابة تهوى التصوير موهبتها لتوثيق وتدوين الأنشطة الخاصة بالنساء في دارفور،فيما أقامت منظمة “ايد بيد” في إقليم النيل الأزرق “جلسات قهوة” لمخاطبة النازحات بلغة محلية بسيطة، في وقت كونت شبكة المساواة النوعية بغرب دارفور جمعيات تعاونية تحفز صاحبات المهن الهامشية على حل مشاكلهن بأنفسهن والعاملات في المؤسسات الحكومية للمطالبة بخلق بيئة صديقة تعينهم في مقر العمل.
وأنشأت المصورة إخلاص أحمد التي لا تتجاوز الـ 25 عاماً مدونة باسم نساء دارفور، وقالت لـ”سودان تريبون” إنها نذرت منذ الصغر لتطويع موهبتها في ترسيخ مفهوم أن “السلام مسئولية الجميع” وقالت إخلاص وهي أيضا ناشطة في حقوق المرأة ” أشجع النساء والفتيات على بناء قدراتهن ومواصلة التعليم عبر فصول محو الأمية”.
وتنتج إخلاص محتوى قصصي مصور عن المرأة الدارفورية وتقول هنالك مبدعات في بلادي لايعرفهن احد ونساء مؤثرات لم يجدن حظهن من الاحتفاء، أجرى معهم مقابلات حتى يستفاد من تجاربهم خاصة وأن لهن أدوار فاعلة في المجتمعات التي تمر بظروف استثنائية.
وأكدت المصورة إنها تقيم معارض مصورة بين الحين والأخر تبث عبرها رسائل لنساء المجتمع الدارفوري وتقدم نماذج خاصة لنساء تحدين الظروف في معسكرات النازحين وحققن إنجازات كبيرة من مواصلة تعليم عند الكبر وأخريات يقدمن خدمات جليلة.
وتفرد منظمة “ايد بايد” في الرصيرص بإقليم النيل الأزرق، جلسات قهوة في أحياء تضم نازحين من مناطق النزاعات
وتعمد جلسات القهوة لدمج النساء الفقيرات مع بقية المجتمعات في المنطقة.
وأكدت أسماء عوض احمد لـ”سودان تربيون” أن المنظمة تعمل لتوعية النساء بأهمية السعي لتغيير أوضاعهن وخلق بيئة جيدة لتربية أبناءهم وحثهم على التعليم.
جلسات قهوة
وأقامت المنظمة وفقا لأسماء آخر جلسات القهوة في حي المزاد الذي يضم نازحي محلية الكرمك ويقدر عددهم بحوالي 10الاف نازح حيث تعمل النساء في الزراعة والحرث وفي المنازل ولا يمتلكن مصدر دخل ثابت ولا مباني ثابتة.
وقالت “استهدفت الجلسة معالجة الأمية المتفشية بالمنطقة وتقصي إمكانية فتح فصول محو أمية وتسجيل أولادهم في المدارس”.
وبررت اللجوء إلى جلسات القهوة لأنها عادة سودانية تثري المناقشات وأنها الأقرب لتلك المجتمعات وأردفت “في نفس الوقت هي بسيطة وغير مكلفة والحديث فيها يتم بسلاسة ومن غير حواجز وتعد تطوير لفكرة جلسات “الجبنة” وسط النساء وتحويل المحادثات إلى أفكار يستفاد منها.
واختارت “شبكة المساواة النوعية غرب دارفور” الجمعيات التعاونية طريقا لتحقيق طموح النساء في مناطق النزاعات وتقديم خدمات عبرها لأكبر شريحة منهن.
وأبلغت مني آدم المدير التنفيذي للشبكة “سودان تربيون” إنهن يعملن على تكوين جمعية لبائعات الشاي والطعام وتقوم الجمعية برصد مشكلاتهم ومعاناتهم وتدونها الجمعية في ورقة باسم تحديد موقف وترفع لجهات الاختصاص
وقالت تكوين الجمعيات يساعد النساء للسعي لحل مشاكلهم بأنفسهم لأنهم أكثر الناس تأثراً بها ويسهم هذا التوجه في الإعلاء من الإحساس بالمسؤولية وواجب تغيير أوضاع النساء ،مضيفة “كذلك نستهدف مثلا صاحبات المطاعم العاملات في المنازل”.
وأكدت منى ادم أن من خلال تلك الجمعيات نعمل لخلق بيئة صديقة لعاملات الحكومة مثل توفير استراحة لها مصلى وهذا حق مشروع في العمل والتبصير به يصب في مصلحة النساء ويعكس نموذج لمؤسسات متطورة.
كما تعمل الشبكة حسب جلسات توعية في مراكز إيواء النازحين وتقوم باستقطاب النساء الفتيات القادرات على القيادة والتغيير ونترك لهم مهمة حصر المشكلات بتلك المعسكرات ويتم التواصل عبرهم والتفاكر حول إيجاد حلول مناسبة.
حرب على الجهل
وفي شرق السودان ، يتعاظم دور النساء في الأخذ بيد المرأة والعبور بها من براثن الجهل الذي خلفته الصراعات القبلية.
وقالت الناشطة هنادي احمد المدير التنفيذي لمنظمة “رفاق” أنهن يعقدن جلسات تنويرية في المناطق الريفية بمدينتي كسلا وبور تسودان ونتبع العادات والتقاليد بتلك المناطق ولا نتجاوز الإدارات الأهلية وأحيانا نرتدي ملابس مشابهة لزي نساء الريف حتى لانجد معارضة أو احتجاج من القائمين على الأمر.
وأكدت هنادي أن الجلسات التنويرية تركز على أهمية التعليم في حياة المرأة وكيفية التمسك به باعتباره الطريق الذي يمكنهم من معرفة حقوقهن كاملة.
وأضافت” نتناول من جانب آخر آثار النزاعات القبلية وإفرازاتها من نزوح وتهجير والظروف المعيشية الصعبة والطبيعة القاسية مؤكده أنهم يتلمسون سبل العيش في ظل هذه الظروف”.
ونبهت هنادي إلى أهمية وضع آليات حقيقية لتحسين أوضاع النساء، مذكرة بأن النساء هن أكثر الفئات التي تدفع فاتورة النزاع والفقر.
المصدر