جعفر عباس يكتب.. عن العيال مرة أخرى
[ad_1]
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأمهات والآباء الذين لديهم عيال، افتراض انهم يجب ان يكونوا نسخا (كوبي) من بعضهم البعض، بينما حتى التوائم المتشابهون بيولوجيا يختلفون في الطباع والأهواء ودرجة الذكاء، والخطأ الآخر هو تمييز الأولاد على البنات، فعندما جاء مولودنا الأول ذكرا كادت أمه تجن من فرط الفرح، فلأن أمها لم ترزق بذكور، فقد أسعدها أن تبدأ مشوار الأمومة بولد، وهكذا كانت تغني له بكلمات ربما سمعتها في فيلم مصري: لما قالوا دا ولد انشدّ ضهري وانسند/ ولما قالوا دي بنية انهد ركن الحيط عليا/ وجابو لي البيض بي قشرو/ وبدل السَّمنة ميَّه (مويه)، ثم كان مولودنا الثاني بنتا فوقعت في حيص بيص وعدلت النص: ولما قالوا دي بنية/ قلت دي الحبيبة جايه/ وتزيد الشورة عليا، وعندما كبرت البنتان صارت تقول: الما عنده بنات ما عرف طعم الذرية. كان أبي وأمي أميان مع سبق الإصرار والترصد، ومع هذا لم يميزا قط بين أولادهم وبناتهم، بل كانت أختي فاطمة ذات كلمة نافذة حتى على أبي في أمور بيتنا، بينما كانت ليلى بنت عمي في مرتبة عميد الأسرة كلها
واليوم وقد كبر العيال ودخلوا الحياة العملية أشعر بسعادة غامرة وأنا احس بأنهم يتعبرونني صديقا حتى وأنا “أتفرعن” في بعض المواقف، بدليل ان عبير، واسم الدلع الخاص بها هو “الرايقة ست الجيل” لا تناديني إلا ب”أبو الجعافر”، ثم صارت تشطح وتسمي أمها ام الجعافر (إذا كانت غاضبة مني فإن مروة تخاطبني: جعفر عبااااس)، ولعل ما قوى حبل الود بيني وبين عيالي هو أنني لست ديكتاتورا (مع اني أعطيت نفسي سلطات ديكتاتورية في أمور التربية الحاسمة)، وقد انفجر في وجه أحدهم عندما أغضب لخطأ في القول او الفعل صدر عنه/ عنها، ولكنني لست “لايوقا” فلا أطيل أمد الانفجار ولا ألقي عليهم الخطب الطوال، ويبدو أنني أنتمي الى مدرسة والدي عباس الذي كان اذا غضب ارتجف شاربه، فلا يحتاج الى كثير كلام لأن “الرسالة” تكون قد وصلت
لعبت مع عيالي مونوبولي وليدو وسلالم وثعابين، ونينتندو وبلاي ستيشن، وكانت لعبتهم المفضلة معي المصارعة الحرة نمارسها على مراتب على الأرض، ويتخللها الضرب بالمخدات بينما ام الجعافر تصرخ محتجة وتتهمنا بتشليع البيت، وسبحان الله حفيدي طارق يحب المصارعة معي وقمة السعادة عنده عندما ارفعه عاليا ثم “رب” ارمي به على المرتبة وأثبته عليها بالضغط على بطنه فيرفس مثل سمك القرقور طلبا للخلاص (القرقور نوع من السمك يتلوى بعنف وسرعة عند الإمساك به وينجح كثيرا في الإفلات من اليد، وعندما يشبك في السنارة او الشبكة يقول لأمه: ما تقنعي مني لو ما شفتيني في الصاج)
كرم من الله ان عشت حتى أكملت تعليمي الجامعي ودخلت الحياة العملية وتزوجت ورزقت بالعيال ثم الأحفاد، وما زلت أقف على رجلي، وأسعى ل”تكوين نفسي”، وما زال الليل طفلا والعمر 39 سنة، ولو كره الحاسدون وماشين في السكة نمِد
جعفر عباس
مصدر الخبر