تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين السودان وجنوب السودان

بورتسودان، 5 فبراير 2025 ــ أخذت الأزمة الدبلوماسية بين السودان وجنوب السودان طابعا تصعيديا مع ازدياد التوتر والبيانات المتبادلة بين وزارتي الخارجية في البلدين، حيث اتهم السودان جوبا بالتحريض على استمرار العنف ضد السودانيين في بلدات الجنوب.

واجلت السلطات السودانية هذا الاسبوع مايزيد على 800 من رعاياها في جنوب السودان بعد مقتل 16 سودانيًا في مناطق متفرقة بجنوب السودان في حملات انتقامية، على خلفية مزاعم بقتل رعايا جنوب سودانيين في ود مدني بعد سيطرة الجيش عليها في 11 يناير المنصرم.

وأصدرت وزارة خارجية جنوب السودان، الثلاثاء، بيانًا مفصلًا دعت خلاله مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي إلى دعم طلبها بإجراء “تحقيق موثوق في مذبحة ود مدني”.

واعتبرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان صدر الاربعاء ما اثارته نظيرتها في جوبا ليس سوى تضخيم وتهويل باشارتها إلى “مجازر مروعة تعرض لها مواطنو جنوب السودان في ود مدني، قائلة إن ذلك لا يمكن فهمه إلا بأنه ” تحريض على استمرار العنف ضد السودانيين في جنوب السودان”.

وأشارت إلى أن هذا التحريض يأتي بعد مقتل 16 سودانيًا في جنوب السودان ونهب ممتلكاتهم بسبب مثل هذه الدعاوى الزائفة.

وأفادت الخارجية في بيانها بأن نظيرتها في جوبا “سكتت عن الجرائم البشعة التي ارتُكبت ضد أبرياء احتموا بجنوب السودان بسبب الحرب التي تشنها عليهم المليشيا ــ في إشارة إلى الدعم السريع ــ بمساعدة المرتزقة الجنوب سودانيين”.

واستنكرت وزارة الخارجية في جنوب السودان تصريحات عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، في 20 يناير الماضي، التي قال فيها إن مواطني جنوب السودان يشكلون 65% من القوة القتالية لقوات الدعم السريع، واعتبرته “زائفًا وخطيرًا”.

وقالت إن العطا أقر بأن العديد من “الذين ربما انضموا إلى قوات الدعم السريع هم من عناصر المعارضة”، حيث أشار صراحة إلى مجموعة بقيادة الجنرال ستيفن بواي التي لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية أن جوبا أقرت بمشاركة مرتزقة من جنوب السودان في القتال بعد أن نفت ذلك سابقًا، لكنها “جادلت بأن نسبتهم لا تصل إلى 65%، وأن الحكومة لا تسيطر عليهم، دون أن تدين جريمتهم أو تشير إلى أي جهد بذلته لمنع وصولهم إلى السودان”.

وأفادت بأن تقارير خبراء مجلس الأمن الدولي والمنظمات المختصة والإعلام الدولي الاستقصائي وثقت تفاصيل الدعم الذي يصل لقوات الدعم السريع عبر جنوب السودان.

واتهمت وزارة خارجية جنوب السودان، في بيان صادر أمس الأربعاء، الجيش السوداني بتجنيد جنوب سودانيين وإرسالهم إلى الحرب في اليمن بموجب ترتيبات اتخذتها الحكومة السودانية.

وقالت إن العديد من المجموعات التي جندها الجيش تقاتل إلى جانبه.