السياسة السودانية

تاريخ إضاعة الفرص أو تاريخ ما وراء التاريخ

[ad_1]

الجميل الفاضل

إن الصراع على السودان، وحوله، وفيه.. ما زال صراعا مستمرا، وقصته مفتوحة الي يومنا هذا.

فنحن نعيش هنا والان، نوعا من التاريخ السائل الذي لم يتماسك بعد، والذي يمكن التعرض له بتحويل او تعطيل مجراه، أو تغيير مادته وشكله ولونه.

فالتاريخ شأنه شأن المادة يتبدي من حين لآخر في صورة من صور أحوال المادة الفيزيائية الثلاث.. أما صلبة، او سائلة، او غازية.

وفي كل مراحل التاريخ ظل السودانيون أوفياء جدا لطبع واحد، هو طبع يجعلهم دائما قادرون علي ابتهال أدني او أقل فرصة صغيرة، لإضاعة الفرص الكبيرة.

وبالطبع فإن عجز السودانيين الازلي عن الخروج بمشروع وطني يلتف حوله جميع الناس منذ اعلان الدولة في العام (٥٦) والي اليوم.. يعد عيبا مخزيا وكبيرا ليس ثمة شيء مثله.. سوي انه يطابق قولا شائعا للمتنبي يقول فيه: (لا أرى في عيوب الناس عيبا.. كعجز القادرين على التمام).

فالارادة تستطيع أن تعيش حلمها وتجدد وسائله، اما العجز فلندع الاستاذ محمد حسنين هيكل يلخصه قائلا: (اما العجز فليس لديه غير أن يعيش حلم الآخرين ويذوب فيه) .

ومن هؤلاء الآخرين يقول وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق افي ديختر عن بلادنا في العام (٢٠٠٨) : (السودان بموارده ومساحته الشاسعة، وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة اقليمية منافسة لدول عربية رئيسة، مثل مصر والعراق والسعودية، لكن السودان ونتيجة لازمات داخلية بنيوية، وصراعات وحروب أهلية في الجنوب استغرقت ثلاث عقود، ثم الصراع الحالي في دارفور، ناهيك عن الصراعات داخل المركز “الخرطوم” التي تحولت إلى أزمات مزمنة.. هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحول السودان إلى قوة اقليمية مؤثرة، تؤثر في الفضاء الافريقي والعربي).

احد اهم المؤرخين في القرن الماضي “هايدن وايت” يعرف التاريخ بقوله: (ان التاريخ ليس مادة لفهم الماضي، بل للتحرر منه).

وهنا مربط الفرس.. إذ كيف يكون بمقدورنا الان التحرر من عقابيل واثار وتبعات هذا التاريخ.. تاريخ الصراعات والحروب الأهلية، اضافة للازمات البنيوية التي تحدث عنها “ديختر” فضلا عن صراعات المركز العبثية.

هذه الصراعات التي فجرت ثلاثة ثورات شعبية، امتلكت نخب المركز، وطبقته المخملية، القدرة على إجهاض أهدافها، والالتفاف حولها، لاعادة إنتاج ذات الأوضاع التي ثار الناس ضدها وعليها، لندور معصوبي العينين بلا تدبر او توقف كجمل “العصارة” أو ثور “الساقية” في حلقة مفرغة، تؤسس لدورة خبيثة شريرة، و جهنمية.

وقد اري هنا.. ان كل ثورة في تاريخنا ما هي إلا بقية معلقة من ثورة سبقتها.

وفي هذا يقول أيضا الاستاذ محمود محمد طه عن أولى هذه الثورات، ثورة أكتوبر (٦٤): (ثورة أكتوبر لم تكتمل بعد وإنما تقع في مرحلتين.. نفذت منها المرحلة الأولى، ولا تزال المرحلة الثانية تنتظر ميقاتها، ان المرحلة الثانية من ثورة أكتوبر هي مرحلة الفكر المستحصد العاصف، الذي يتسامي بإرادة التغيير، الي المستوى الذي يملك معه الشعب المعرفة بطريقة التغيير).

تري هل بات شعب كاد ان يفك شفرة الخط، ليكتب بيديه ميثاقا لسلطته.. هل بات هو أقرب لامتلاك المعرفة بطريقة التغيير، ام لازال للميقات ميقات سيأتي؟.

 

لام.. الف

كان أكتوبر في أمتنا منذ الازل

كان خلف الصبر والأحزان يحيا

صامدا منتظرا حتى إذا الصبح اطل

أشعل التاريخ نارا واشتعل.

وتسلحنا باكتوبر لن نرجع شبرا

سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا مجدا و وفرة.

 

حالتي

اشهد الا انتماء الان

الا انني في الآن لا

[ad_2]
المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى