تؤثر على الصحة النفسية.. تحذير من الهوس بالإعجابات والتعليقات
أصبحت الضغوط النفسية بسبب الإعجابات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من القضايا المهمة التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، خاصة لدى المراهقين والشباب. وقد تؤدي هذه الضغوط إلى تدهور تقدير الذات والشعور بالقلق أو الاكتئاب.
تأثير الإعجابات والتعليقات
وتؤثر الإعجابات والتعليقات على الصحة النفسية من عدة نواح ومن بينها:
تأثير على تقدير الذات: يعتمد الكثير من الأفراد على الإعجابات والتعليقات لتحديد قيمتهم الذاتية. فعندما يحصلون على الكثير من الإعجابات والتعليقات الإيجابية، يشعرون بأنهم محبوبون ومقبولون. ومع ذلك، إذا لم يحصلوا على ردود فعل إيجابية، يمكن أن يشعروا بالرفض أو قلة القيمة.
المقارنات الاجتماعية: تجعل وسائل التواصل الاجتماعي من السهل مقارنة أنفسنا بالآخرين، وخاصة في مجال الصور أو المنشورات الشخصية. وعندما يرى شخص ما أن الآخرين يحققون إنجازات كبيرة أو يظهرون حياة مثالية، قد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الرضا عن الحياة الشخصية أو الفشل.
القلق من تفويت الفرص: هو الشعور بالخوف من فقدان الفرص أو التفاعل مع الأحداث الاجتماعية أو المعلومات التي يشاركها الآخرون. وعندما يرى الفرد أن أصدقائه أو معارفه يتلقون تعليقات وإعجابات كثيرة على منشوراتهم، قد يشعر بالقلق لأنه لم يحصل على نفس القدر من الاهتمام.
الضغط للبقاء على إطلاع: يمكن أن يؤدي الشعور بالضرورة في التفاعل مع جميع الأحداث والمحتويات المنشورة إلى القلق والضغط، وهو ما يزيد من التوتر النفسي.
الإدمان على الإعجابات: يخلق تلقي الإعجابات والتعليقات شعورًا مؤقتًا بالرضا، مما يجعل الشخص يعود مرة أخرى لزيادة تفاعلاته على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى إدمان نفسي مستمر، حيث يسعى الشخص دائمًا إلى الحصول على المزيد من الإعجابات والتعليقات لإرضاء نفسه.
القلق عند غياب التفاعل: عندما لا يتلقى الفرد الإعجابات أو التعليقات التي كان يتوقعها، قد يشعر بالقلق أو الاكتئاب. قد يؤدي ذلك إلى حدوث حالة من التشويش النفسي أو التقليل من تقديره لذاته.
تصوير الحياة المثالية: تشجع وسائل التواصل الاجتماعي الناس على نشر اللحظات الأكثر سعادة وجمالًا في حياتهم، مما يجعل الآخرين يعتقدون أن حياتهم أفضل أو أكثر نجاحًا. وهذا قد يخلق ضغطًا نفسيًا على الأفراد لإظهار حياتهم بشكل مثالي، حتى لو كان ذلك بعيدًا عن الحقيقة.
نوع المحتوى: البحث المستمر عن إعجابات وتعليقات قد يدفع البعض إلى اتخاذ قرارات متسرعة بشأن نوع المحتوى الذي يشاركونه، على حساب حقيقة حياتهم. هذا يمكن أن يؤثر على راحتهم النفسية عندما يتصرفون بطريقة لا تعكس شخصياتهم الحقيقية.
القلق من التعليقات السلبية: يمكن أن تكون التعليقات السلبية أو الانتقادات على المنشورات مؤلمة جدًا، خاصة عندما يكون الشخص حساسًا لهذه التفاعلات. وقد تؤدي التعليقات السلبية إلى الشعور بالإحراج أو الانعدام التام للثقة بالنفس.
القلق بشأن التنمر الإلكتروني: التعليقات المهينة أو المسيئة عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى التنمر الإلكتروني، ما يزيد من مشاعر الحزن والقلق والاكتئاب، فالتنمر عبر الإنترنت قد يكون له آثار نفسية طويلة الأمد، مثل انخفاض الثقة بالنفس أو العزلة الاجتماعية.
تأثيرات سلبية على العلاقات: عندما يصبح شخص ما مهووسًا بالحصول على الإعجابات والتعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، قد يتجاهل التفاعل مع الآخرين في الحياة الواقعية. كما يمكن أن يشعر الأصدقاء أو أفراد العائلة بالإهمال إذا كان الشخص يركز أكثر على التفاعل الرقمي بدلاً من التواصل الحقيقي.
التأثير على العلاقات العاطفية: قد تؤثر التعليقات والإعجابات في العلاقات العاطفية. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالغيرة إذا تلقى شريكه تعليقات أكثر منه.
تأثيرات نفسية على الأطفال: الأطفال هم أكثر عرضة لتأثيرات الإعجابات والتعليقات على تقديرهم لذاتهم. وعندما يلاحظون أن صورهم أو منشوراتهم لا تحظى بالاهتمام الكافي، قد يبدأون في الشعور بعدم الأمان الاجتماعي.
طرق التعامل مع الضغوط النفسية
من المهم توعية الأطفال والشباب بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. وعلى الأفراد أن يتعلموا كيف يتعاملون مع الإعجابات والتعليقات بشكل صحي، وعدم السماح لهذه التفاعلات بأن تؤثر بشكل سلبي على تقديرهم لذاتهم. كذلك يجب وضع حدود زمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمكن أن يساعد في تقليل الضغط النفسي الناجم عن الاستمرار في مراقبة الإعجابات والتعليقات.
ومن المهم أيضًا تشجيع التفاعلات الاجتماعية الواقعية التي لا تعتمد على الإعجابات والتعليقات، حيث يمكن للأفراد أن يشعروا بالراحة والدعم دون الحاجة للظهور، بشكل مثالي.
إرم
مصدر الخبر