بيان من هيئة علماء السودان
بيان من
هيئة علماء السودان
قال تعالي..
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
البقرة ٢١٦
الي جماهير شعبنا الصابر المؤمن
الي قواتنا المسلحة ركن العز الركين وحصن الوطن الحصين
إلي جنود وضباط وصف ضباط الدعم السريع في كل أنحاء السودان
إلي هذه المكونات الثلاثة نوجه الخطاب
هذا صوت أهل العلم الذين قال الله فيهم (إنما يخشي الله من عباده العلماء)
فجعلهم موئل الأمة وملاذها في المدلهمات فقال ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)
النساء ٨٣
إن السودان اليوم يمر بمرحلة غاية في الدقة وغاية في الخطورة وهو كره نسأل الله العلي القدير إن يكتب لنا خيره وان يكفينا شره
إن الله قد بين لنا السبيل وهدانا الي صراطه المستقبم
(وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)
لقد أدت القوات المسلحة الباسلة دورها كاملا في حفظ الأمن ورد العدوان وذلك بمهنية أصبحت حديث المجتمعات الدولية وبالتزام أخلاقي متفرد وبانضباط بهر المراقبين والمحللين..
إن الحكم علي الأحداث جاء متسقا ومتوافقا من كل المعنيين بالأمر والمراقبين الدوليين وقد أقر جمعهم بأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرما وعدوانا لا مسوغ له إلا الغدر والخيانة
أما وقد آذنت الغمة بانكشاف واوشكت الحرب أن تضع أوزارها نتيجة للانتصارات الباهرة التي احرزتها قواتنا المسلحة الباسلة الوفية ونتيجة لما تكشف من وهن القوات المعتدية وضعفها وفقدانها للعقيدة القتالية مما جعل الفرار والاستسلام هو أقرب خياراتها إليها..
وهو أمر في غاية البداهة لأن عامة المشاركين في مليشيات الدعم السريع من المغرر بهم من صغار السن والصبية الذين لم يبلغوا سن التكليف ومنوا الاماني العذاب في الغني والثراء
ولكنهم فوجئوا بهذه الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل والتي يضحون بأرواحهم فيها من أجل ملك عائلة دقلو لا دفاعا عن حق ولا اتباعا لشرع ولا التزاما بخلق إنما هو محض ارتزاق
لذلك فإن نصيحة أهل العلم لهذه المكونات الثلاثة أن يجنحوا الي السلم ويوقعوا صلحا قال عنه رسول الإنسانية البشير النذير
(إن الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا والمسلمون علي شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا )
وهو حديث عند الترمذي وقال عنه حسن صحيح
لقد وعد القائد العام لقوات الشعب المسلحة بالعفو عن كل من وضع السلاح من مليشيا الدعم السريع واستيعابه في القوات المسلحة إن اختار ذلك وهذا باب للخير والتصحيح لفائدة المغرر بهم من أفراد الدعم السريع.. وهو أصبح شرطا شرطه القائد علي نفسه ونلزمه به طاعة لله تعالي ولرسوله صلي الله علبه وسلم..
-أما قيادات التمرد فلابد من أخذهم بجناياتهم والتفريق بينهم وبين عامة الأفراد نزولا عند قول الله تعالي
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الي أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا أن الله يحب المقسطين)
وحتي لا يلتبس الأمر علي أحد فهؤلاء ليسو بغاة بالمعني الإصلاحي الفقهي أعني قادة التمرد وضباطه العظام فهؤلاء يمثلون الفئة الخامسة ممن يقاتلهم الامام وهم المتمردون علي الأمة طلبا للحكم والملك العضوض فيحاكمون بما يستحقون حدا وتعزيرا كما يري ولي الأمر وليشدد عليهم في العقوبة
ولا يكتمل المشهد ولا يستقيم العوج إلا بمشاركة عامة وعاجلة من المجتمع السوداني كله بإسناد شعبي ينخرط فيه قيادات المجتمع وشبابه مرحبين بالعائدبن من التمرد فاتحين لهم الصدور وداعمين لهم حتي استكمال عملية العفو والإستيعاب..
كما لابد من قيام لجان الإسناد الشعبي من القيادات ومن لجان الأحياء ولجان المساجد وشباب الأحياء علي أن تطلع بالمهام الآتبة..
-حث أفراد الدعم السريع المشتتين في الأحياء وفي الطرقات علي وضع السلاح والتسليم
-تكاتف المواطنين علي توفير الاحتياجات الآنية للعائدين من التمرد من مطعم وملبس ومأوي حتي يتم أنجاز موعود القائد العام لهم بالدمج أو التسريح..
-تحقيق قول الله تعالي في التعاون والبر والإخاء
(وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان)
وذلك بإصلاح ما خرب ودمر من الممتلكات الخاصة والعامة من مرافق وخدمات ومساكن ما امكن ذلك
-تكليف قوات الشرطة وقوات الاحتياطي والقوات الاخري المساندة للجيش بمهام الحراسة بعد استسلام قوات الدعم السريع خوفا من المخربين ومثيري الفتن
إن آخر ما نختم به هذه الرؤية أن نذكر الامة بما وجب عليها من الشكر لله علي مننه العظام بتخليصها من هذا الشر المستطير وإن اول مظاهر الشكر هي الاسراع بالرجوع الي الله وإلي تحكيم شرعه ظاهرا وباطنا والكف عن التبشير بالمناهج المصادمة لأمره ولحكمه..ونخص بالذكر ما يسمي بالإتفاق الإطاري مصدر الشر والمخاصم لشرع الله ولوحدة الأمة
كما يجب الإسراع بترتيب البيت من الداخل بتشكيل حكومة تصريف أعمال مستقلة من النوازع الحزبية أتم الاستقلال
وتكملة هياكل السيادة الوطنية من محكمة دستورية ومفوضية انتخابات وما يحتاجه الموقف بعامة
كما ينبغي ألا تتطاول المرحلة الانتقالية أكثر مما تطاولت فسنة واحدة تكفي وىمنع من المشاركة في العمل السياسي كل من ثبتت مشاركته في هذا الفعل الاثيم الذي يرقي الي الخيانة العظمي.. وكذلك يمنع منها حملة الجنسيات المزدوجة إلا بعد أداء قسم التحرر من الحنسبة المكتسبة أمام محكمة مختصة مع تسليم الجوازات للمحكمة لتقوم بتسليمها للسفارة المعنية..
وذلك لأن الجنسية المكتسبة لا تمنح إلا بأداء قسم الولاء الذي ينقل الممنوح من الولاء لله الي الولاء لدستور الدولة المانحة
وآخر المطاف نبشر ونحذر
نبشر بأن الركب قد توجه وان الصوت الذي يعلو ولا يعلى عليه هو اللجوء إلي الله بتحكيم ڜرعه والانقياد لحكمه مما ليس برنامجا لحزب ولا تزيدا علي أحد ولا مطلبا لجهة بعينها بل هو ما يتوق إليه أهل السودان جميعا وما تعقد عليه العامة والخاصة الخنصر..
وهو الخلاص والنجاة من الضنك الذي عانينا منه وذقنا مراراته ومآسيه
ونحذر..
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيأَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
طه ١٢٤-١٢٥-١٢٦
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
هيئة علماء السودان
الثلاثاء ٥ شوال ١٤٤٤ه
٢٥ ابريل ٢٠٢٣ م..
مصدر الخبر