السياسة السودانية

بعد 22 عاما.. قصة مثيرة لشابٍ مصري يبحث عن أبيه

شاب يصيح على والده الراحل “أبي أبي.. نسيت اسمك معي”، وآخر لا يعرف ما اسمه ولا اسم أبيه الذي لا يزال على قيد الحياة، يحمل الشاب اسماً وهمياً، تماماً كالحياة التي يعيشها، يدعى إسلام عرفات، حتى الاسم اختارته له جمعية لدار أيتام، بعد أن ألقته أمه طفلاً رضيعاً في “النيل”، وتم إنقاذه وإيداعه في دار للرعاية، وبعد 22 سنة يسعى الشاب لمعرفة أبيه.

إسلام الذي ذاعت حكايته على المنصّات الاجتماعية، يقول في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يظن البعض أنني كنت أبحث عن والدتي عندما حكيت قصتي، لكنني أعرفها وأعرف مكان منزلها، أنا أبحث عن والدي”.

وأضاف عرفات عن كيفية تعرفه إلى والدته: بعد الاطلاع على المحضر الذي تم تسليمي لدار الأيتام بناء عليه، وتأكدت بنفسي من خالتي، ومحمود ابن زوج والدتي، بعد أن جاءت خالتي لتأخذ نسخة من الأوراق ومحضر تسليمي للدار، تربيت في دار الأيتام من عمر سنتين حتى 22 سنة، وعرفت أن لي أهل وأنا بعمر 16 عندما جاؤوا للبحث عني.

لم أكن الهدف

لم يعرف إسلام لماذا جاؤوا بعد هذا العمر للبحث عنه ويعلق: “بالتأكيد لشيء ما ولم أكن أنا الهدف”.

ويواصل: “لم تكن والدتي هي من تبحث عني وإنما خالتي، ومحمود ابن زوج والدتي، وعرفت بعد ذلك أن السبب الحقيقي للبحث عني هو أن محمود كان يرفض زواج والدتي من والده، وعرف بقصتي من خالتي التي اعترفت لهم أنني في الملجأ”.

يستكمل عرفات: “ذهبت لوالدتي حتى تفصح لي عن والدي لكنها رفضت، وما زلت أعاني معها حتى الآن، ليست لدي أزمة نفسية ما، متصالح تماما مع ما حدث، أسباب كثيرة قد تكون جعلت والدي ووالدتي يرفضاني طفلاً، وعلاقتي بوالدتي ليست جيدة منذ فترة طويلة لأنها ترفض مصارحتي”.

من والدي؟

لا يريد إسلام التفكير في سبب رفض والدته كشف الحقيقة: “لا أتوقع شيء، ولن أضع أي مبررات، كل شخص بداخله سر ما لا يحب الإفصاح عنه لأحد حتى أقرب الناس إليه، وبعد أن حكيت قصتي اتصلت بي وقلت لها إنه من حقي أن أعرف والدي، وقالت إنها سوف تأتي للدار يوم السبت الماضي لكنها لم تحضر حتى الآن”.

ويتابع إسلام في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الجميع يخطئ لكن من حقي معرفة والدي وإثبات نسبي، أريد أن أجلس معه ونتحدث، وأحكم بنفسي على ما حدث، لو كان متزوجاً ولديه أبناء ويرفض نسبي إليه، سأوافق من أجل بيته وأولاده لكن على الأقل يقف بجواري”.

الفصل من الدار

أما عن حياته بدار الأيتام فيقول إسلام: “بدأت العمل بعد أن وصلت عمر 15 عاما في نفس شارع الدار، وعند انتهاء العمل أعود للنوم، ومعتمد على نفسي مادياً بشكل كامل، وحالياً أقيم في الدار، وحدثت مشكلة منذ يومين مع مدير الدار؛ لأنه يريد مني المغادرة نهائياً بسبب غيابي منذ أيام، إذ كنت في طنطا عند والدتي، وعندما عدت قالوا إنني لست على قوة الدار ولا أملك حق الإقامة بعد أن تم فصلي”.

يفكر إسلام الآن فيما يمكن فعله في الفترة المقبلة: “لا أريد العودة لدار الأيتام، وأبحث الآن عن سكن في القاهرة، والدتي للأمانة اقترحت العيش معها في طنطا، لكني خائف من الذهاب إليها لأنني من الأساس لا أشعر معها بالأمان”.

لا أستطيع النوم

ويكشف الشاب إسلام عن آخر ما وصل إليه منذ أيام قليلة، بعد أن حكى قصته وهو الاسم الحقيقي لوالده فيقول: “كل ما أريده إثبات نسبي لوالدي ووالدتي، حتى أستطيع أن أحيا بشكل طبيعي، وتغيير الاسم في البطاقة الشخصية من إسلام عرفات أحمد مصطفى إلى اسم والدي الحقيقي محمود ممدوح مصطفى شتا، للأسف لا أعرف شكله ولا أي شيء عنه غير أنه متزوج بطنطا ولخلافات مع زوجته يعيش الآن في القاهرة”.

ويختتم إسلام حديثه مع “سكاي نيوز عربية” بتوجيه كلمة لقراء قصته: “الكل يخطئ ويجب أن نسامح، لا أريد أن يدعو أحد على والدتي، أتمنى فقط أن ندعو لها بالهداية والتقوى، للأسف لا أستطيع النوم بسبب التفكير في شكلي ونظرة الناس لي ولأمي بعد أن طرحت قصتي”.

سكاي نيوز

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى