بخاري بشير: ما دخل (الانتباهة) باعتذارك يا عرمان؟
أمس الأول، ضجت الأسافير بخبر نشرته (اليوم التالي)، وقالت فيه إن ياسر عرمان زار الفريق أول البرهان، برفقة القيادي بالتجمع الاتحادي المعارض- بابكر فيصل، وأكد الخبر أن السيد عرمان تقدم باعتذار (شفاهي) مشفوع بوجود بابكر فيصل، قدمه للبرهان حول تصريحاته السابقة التي وصف فيها حديث البرهان في (المعاقيل) بأنه تراجع ونكوص عن الاتفاق الاطاري.
ثم لم تمض الساعات كثيراً، حتى خرج السيد عرمان بتغريدة في حسابه الرسمي، قال فيها: ان الخبر الذي نشرته اليوم التالي في عددها اليوم خبر بلا أخلاق ولا مهنية ويعتمد الفبركة والفتل والفتن . والفلول لم يفيقوا بعد من صدمة الاطاري. اذا كانت الجريدة جادة لضمنت رأيي قبل النشر. ولا يفيد الجس بعد الضبح. أنها (انتباهة) أخرى.
انتهت تغريدة ياسر عرمان..
طبعاً الخبر كله، سوى زيارة البرهان، أو اعتذار عرمان، أو عدم الاعتذار، كل الذي ورد في (خبر الصحيفة الزميلة اليوم التالي)- إضافة لانكار عرمان للخبر ووصفه بأنه مفبرك ومفتول، كل ذلك لا يخصنا نحن في الانتباهة في شيء.. الصحيفة حرة، أن تنشر ما تثق في مصادره، ولعرمان الحرية في الإنكار أو الاعتراف، ولكن ما دخل (الانتباهة).. واصريت أن أوردها هكذا بين معقوفتين، لان السيد عرمان أوردها كذلك في تغريدته بين معقوفتين.
وسؤالي مباشرة لعرمان، الذي لا اعرفه شخصياً، رغم التقائنا مرتين لا اكثر طوال (خدمتي بالصحافة)- وطوال (انشغاله بالسياسة).. المرة الأولى كانت باديس ابابا، والثانية كانت قبل أيام قلائل بطيبة برس.. سؤالي لعرمان : ما دخل (الانتباهة) بخبر اليوم التالي؟ وايه سبب إدخالها في تغريدة استنكارك للخبر.. نعلم في السابق كانت لديكم مواقف من (الانتباهة)، ومن مؤسسها طيب الله ثراه، الاستاذ الطيب مصطفى، وتلك مواقف سياسية مضت برحيل صاحبها، فما الذي يجعل هذه البغضاء والشحناء مستمرة حتى اليوم، الا اذا كانت النفوس (مريضة). قطعاً ستُعجز (الطبيب المداويا).
موقفنا في “الانتباهة” ثابت، أنها منبر حر لكل السودانيين وكل صاحب قضية، كما لا تركن لاحد، ولا تستهدف ود احد، ولا تتوادد، ولا تتجمل، نقول رأينا ونمضي، لا نبالي بردود الأفعال.. لا نريدك أن تحب الانتباهة (فإنما تأسو من الحب النساء)، ولكن لا نقبل أن تضام بلا جريرة أو سبب.
حتى اليوم، والى الغد، يقدم محررونا الاخبار من شتى مصادرها، وانت شخصياً نتناول تصريحاتك، بلا تدخل، اياً كان مصدرها، تغريدة أو حديث مباشر، ولا ونتدخل الا بما يمليه علينا ضميرنا المهني، ولا زال (منبر الانتباهة) مفتوحاً لكل الطيف السياسي، بلا استثناء، ودون تحيز، ولك أن تسأل عنا إذا لم تعرفنا.
(فزاعة الفلول)، و(النظام البائد) ما عادت تزعج احداً، ولا تخيف (طفلاً)، وحتى الشباب الثوري باعماره الغضة قد أدرك (خبث السياسة)، ويعرفون من (سطا) على ثورتهم.. لذلك خرجوا ولا زالوا في مليونياتهم غير عابئين بالاتفاق الاطاري أو التسوية، أو الحكومة القادمة، التي تردد فيها اسمك كرئيس وزراء مرة، وكرئيس التشريعي مرة أخرى.. الشباب الثوري قال كلمته، بأن لا شراكة ولا تفاوض مع (الانقلاب)؛ وهناك مئات الجهات المعارضة للاطاري، ليس لأنه عبارة عن تسوية سياسية فقط، ولكن لأنه (إقصاء) ويحمل صفات الذين وقعوا عليه.. وهؤلاء المئات من المعارضين انت تعرفهم، والاولى أن تكرس جهدك لصدهم وقراعهم.. ولن يفيدك الهجوم أو التعريض بـ (الانتباهة) في هذه المعركة.
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر