بايدن يبحث عن مكاسب كبيرة مقابل تنازلات يقدمها للسعودية.
[ad_1]
تحتل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية (التي لم يحدد ميعادها بعد) أولوية كبيرة، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة ارتباطا بالأزمة العالمية.
لم يتم تأكيد الزيارة بشكل رسمي حتى الآن غير أن بايدن أشار في رده مؤخرا على الصحفيين إلى أنه من المحتمل أن يزور بعض الدول، لكن المصادر والخبراء أكدوا لـ”سبوتنيك”، أن الجانب الأمريكي هو من طلب الزيارة.
ملفات عدة يسعى بايدن لتحقيقها، خاصة فيما يتعلق بملف زيادة إنتاج النفط، وموقف دول الخليج الذي يسعى لتحويله للاصطفاف إلى جانب الموقف الغربي ضد روسيا، لكن الخبراء استبعدوا استجابة السعودية لمثل هذه المطالب، وأنها أقرب للموازنة بين الجانبين كما هو الحال الآن.
بحسب الخبراء إن تأجيل الزيارة وعدم تحديد موعدها حتى الآن مرتبط بالتنازلات التي يمكن أن تقدمها واشنطن للجانب السعودي، لتحقيق بعض الأهداف التي يريدها بايدن قبل انتخابات الكونغرس هذا العام.
يعد ملف التطبيع مع إسرائيل من بين أبرز الملفات التي يريدها بايدن من أجل تقديم تنازلات، بحيث يتفادى معه الهجوم الداخلي، غير أن الخبراء أشاروا لعدم استعداد السعودية لمثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.
في الإطار قال سعد بن عمر، رئيس مركز دراسات القرن بالسعودية، إن العلاقات السعودية- الأمريكية تخضع للعديد من التأثيرات الجانبية واختلاف وجهات النظر في بعض القضايا.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن وجهة النظر السعودية دائما كانت الأقرب للصواب في قضايا المنطقة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وقضايا أخرى.
وأوضح أن إدارة بايدن كان لديها بعض الرؤى تجاه السعودية حين وصلت للبيت الأبيض، والتي تريد تصحيحها في الوقت الراهن بعد أن ثبت عدم صحتها.
ويرى أن تصحيح الرؤى يتتوج بزيارة إلى الرياض أو إلى واشنطن، وأن تأخير الزيارة يرتبط بتوافق المواعيد في البلدين.
وكان وزير الخارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، قال قبل أسبوعين إن “الرؤية السعودية تقول إن التطبيع سيحصل في نهاية المطاف”، لافتا إلى أن “التطبيع سيجلب فوائد جمة للجميع.
لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه لا يمكن أن يحدث أي اتفاق مع إسرائيل من دون حل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن عدم حل تلك القضية، سيكون دائما سببا لعدم استقرار المنطقة. ونفى وجود علاقات حالية مع إسرائيل، وقال إن المملكة لا تخفي علاقاتها.
في الإطار قال المحلل السياسي اللبناني وسيم بزي، إن كل المعطيات تشير إلى أن واقع العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبالأخص بين ولي العهد والرئيس بايدن، تتحرك نحو إمكانية الالتقاء بظل عوامل ضاغطة على بايدن بالتحديد، تفرض على الرئيس الأمريكي مسلسل من التنازلات في مسار العلاقة.
ويرى أن بايدن يساوم على كل القيم التي يدعيها على المستوى الشخصي، أو التي يدعيها حزبه.
ولفت إلى أن تأجيل الزيارة مرتبط بملفات اللقاء وخاصة فيما يتصل بقضية جمال خاشقجي، إضافة لموقف السعودية من “أوبك +” ووقوف ولي العهد مع الإمارات برفض زيادة إنتاج النفط.
ويرى أن الجانب الخليجي يمكن أن يستثمر الموقف الحالي في توازن بين موسكو واشنطن، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة لمنطقة الخليج. لافتا إلى أن الجانب الأمريكي لا يريد التوازن ويسعى لموقف واضح من الجانب السعودي.
وأشار إلى أن بايدن يسعى لتحقيق أي إنجاز مع الجانب السعودي قبل الانتخابات النصفية للكونجرس نهاية العام، إضافة لأي “صفقة فيينا” مع الجانب الإيراني، ودفع المملكة نحو التطبيع مع إسرائيل في توقيت تريده واشنطن لا العكس.
وشدد على أن العملية الخاصة التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا سببت العديد من الخيبات للجانب الأمريكي، خاصة بعد نجاح موسكو في إعادة العملية لسياقها الصحيح، فإن واشنطن تبحث عن تقديم المزيد من التنازلات للجانب السعودي.
وبحسب المحلل السياسي اللبناني، أن عملية المقايضة بين الجانبين السعودي والأمريكي مفتوحة على كل الملفات، في حين أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غير مقتنع بالإدارة الأمريكية ولا بالرئيس بايدن، وأنه يميل بشكل أكبر للجانب الروسي، وأن الرهان قد يكون على عودة الرئيس دونالد ترامب للواجهة مرة أخرى.
وأكد البيت الأبيض، مساء أمس الاثنين، أن “الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر في دعم المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها بعد تعرضها لحوالي 500 هجوم صاروخي وبالمسيرات خلال السنة الماضية”.
وقال البيت الأبيض، في بيان له، إن “الرئيس جو بايدن يعتبر السعودية شريكا مهما في مجموعة مبادرات سواء بالمنطقة أو على المستوى الدولي”، مشيرا إلى أن بايدن “أكد مرارا التزامنا بدعم السعودية في الدفاع عن أراضيها من إيران ومن تهديدات أخرى”
العربية نت
مصدر الخبر