باريس سان جرمان يحتفل باللقب في ليلة تكريمية ودع خلالها ميسي وراموس

نشرت في: 03/06/2023 – 23:41

احتفالات كبيرة، ومشاهد مؤثرة، وليلة تكريمية اختلط فيها بكاء الفرح بدموع الحزن، وصافرات استهجان ضد ميسي… عاش نادي باريس سان جرمان وجمهوره يوما فريدا، السبت، بمناسبة الجولة الختامية للدوري الفرنسي إذ غنى الجميع باللقب الحادي عشر الذي أحرزه الفريق في المرحلة السابقة، وسط جو من الإحباط والاستياء بسبب الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا منذ الدور ثمن النهائي.

وكانت مدرجات ملعب “بارك دي برانس” (حديقة الأمراء) شبه فارغة عندما أعلن باريس سان جرمان في بيان نشره على موقع تويتر رحيل بطل العالم 2022، ليونيل ميسي (36 عاما) إثر نهاية عقده الممتد لغاية 30 يونيو/حزيران، مؤكدا خبرا كان شبه رسمي تناقلته وسائل إعلام فرنسية وأجنبية في الأسابيع السابقة. وأثنت إدارة النادي في البيان بصفات اللاعب الأرجنتيني، مشيدة بما قدمه للفريق خلال موسمين، فتذكر الجميع يوم الحادي عشر من أغسطس/آب 2021 عندما أصيبت باريس وفرنسا بالذهول مع إعلان تعاقد “البعوضة” مع النادي المملوك لمؤسسة قطر للاستثمارات مقابل مبلغ قياسي.

أي بصمة لميسي في باريس؟

لكن ميسي لم يترك بصمة رياضية يتذكرها المشجعون الباريسيون، فلم يهد فريقه كأس دوري أبطال أوروبا التي يركض خلفها منذ سنوات، ولم يكن “أميرا” في “بارك دي برانس”، بل ظل مساعدا للنجم كيليان مبابي حتى تأكد رحيله بالتراضي.

وكان والده نفى في وقت سابق التقارير الإعلامية عن رحيله، وقال إن نجله سيكشف عم مستقبله بعد نهاية الموسم، سواء في فرنسا أو في بلد آخر، علما أن السعودية تنتظره عن قدم وساق وبفارغ الصبر كي ينضم لنادي الهلال ويلحق بالبرتغالي كريستيانو رونالدو إلى الدوري المحلي. لكن برشلونة تترقبه أيضا… وللحديث بقية.

ومقابل أن يحظى بتصفيقات الجمهور الغفير الذي حضر المباراة الختامية أمام فريق “كليرمون فوت” المتواضع، تلقى ميسي صافرات استهجان إن دلت على شيء إنما دلت على انعدام الارتباط المعنوي بينه وبين المشجعين. ولا شك أن زميله البرازيلي نيمار، الغائب عن صفوف “بي إس جي” منذ أسابيع بداعي الإصابة، كان سيواجه نفس المصير لو وطأت قدماه أرضية الملعب إذ أنه بات غير مرغوب فيه بتاتا. ولا ينتظر النادي سوى عرضا مناسبا من أحد الأندية الإنكليزية للتخلص منه نهائيا بعد ست سنوات في العاصمة الفرنسية.

“سيرجيو ريكو” على الميدان وفي المدرجات

كان باريس سان جرمان أكد، الجمعة، رحيل مدافعه الإسباني المخضرم سيرجيو راموس إثر نهاية عقده نهاية يونيو/حزيران، فيما أفادت صحيفة “ليكيب” الرياضية السبت أن الإدارة قررت أيضا التخلي عن خدمات المدرب كريستوف غالتييه. وهو ما يُنذر بعهد جديد سيلعب فيه مبابي (24 عاما) دورا محوريا ويكون قائده بعد أن أصبح قاد المنتخب الفرنسي بعد مونديال قطر 2022 بقرار من الناخب ديديه ديشان.

وكان بطل الليلة التكريمية، الحارس الإسباني البديل سيرخيو ريكو الذي يرقد في إحدى مستشفيات إشبيلية ويصارع من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب تعرضه لإصابات خطيرة في رأسه إثر سقوطه من صهوة حصانه الأحد الماضي.

دخل لاعبو الفريق الباريسي بقمصان حملت كلها اسم “ريكو”، وهتف جمهور “بارك دي برانس” اسمه طوال المباراة، وتمنى له التعافي والشفاء العاجل والعودة لميادين كرة القدم. وظهرت صورة عملاقة للحارس وسط المدرجات في الدقيقة 16 تكريما له، فهو يحمل هذا الرقم في صفوف الفريق. وفي الوقت ذاته، سجل سيرخيو راموس أول أهداف المباراة برأسية ذكّرت الجميع بأهدافه الخرافية الحاسمة التي سجلها مع فريقه (الأبدي) السابق ريال مدريد حيث كان يحمل شارة القائد. 

مبابي هداف الدوري الفرنسي للمرة الخامسة تواليا

وما إن سجل مبابي الهدف الثاني في الدقيقة 21 حتى رفع قميص زميله المصاب في السماء لترافقه الصفيقات المرحبة. وكان الهدف لكن أجواء الفرحة والتكريم تعكرت بتراجع مردود فيراتي وزملائه وعودة فريق كليرمون في المباراة، ليقلص الفارق في الدقيقة 24 عن طريق غاستيان قبل أن يدرك التعادل في الدقيقة الأخيرة من زمن المرحلة الأولى عن طريق الجزائري مهدي زفان، في حين أهدر المهاجم كياي ركلة جزاء لفريقه في الدقيقة 37.

توقفت صافرات الاستهجان ضد ميسي مع مرور الوقت، لكنها استؤنفت في بعض الفترات لاسيما في الدقيقة 58 عندما استفاد المايسترو الأرجنتيني من تمريرة على طبق من ذهب من مبابي لينفرد بالحارس ويسدد خارج المرمى. وفي خضم معركته عن بعد مع منافسه في أولمبيك ليون ألكسندر لاكازيت حول لقب هداف الدوري الفرنسي، فضل مبابي التمريرة لزميله بدلا من الانطلاق صوب المرمى وهز الشباك للمرة الثلاثين.

لكن، في الأخير، أنهى ابن “بوندي” (ضاحية باريس) الموسم في المركز الأول برصيد 29 هدفا، ليحظى بهذا الشرف للمرة الخامسة على التوالي معادلا رقم مهاجم نادي أولمبيك مرسيليا جان-بيار بابان بين 1987 و1992.

اشتعلت الأنوار في “مدينة الأضواء”

استمرت هتافات التكريم باتجاه سيرجيو ريكو، الغائب الحاضر خلال هذه المواجهة، رغم أن كليرمون أصبح متقدما في النتيجة بعد هدف ثالث سجله كياي في الدقيقة 63، لتتواصل مظاهر الإحباط لدى الجمهور. وكانت الفرصة سانحة أمام ميسي لتلميع صورته عندما حصل فريقه على ضربة حرة مباشرة عن بعد 25 مترا من المرمى، لكن التسديدة اقتربت من الزاوية اليسرى قبل أن يتصدى لها الحارس دياو ليعلن الحكم صافرة النهاية بفوز الضيوف 3-2.

تصافح اللاعبون وتبادلوا التحية، فيما دخل زملاء مبابي إلى غرف الملابس لارتداء قميص أبطال الدوري الفرنسي 2023. فتغير مظهر الملعب وتزين بألوان النادي الباريسي، واشتعلت الأنوار في “مدينة الأضواء” احتفاء باللقب الحادي عشر، وهو رقم قياسي، تحت أنظار نجم التنس الصربي نوفاك جوكوفيتش وعدة شخصيات رياضية أخرى وسياسية. 

وكانت الاحتفالات تذكيرا بتاريخ باريس سان جرمان منذ نشأته في عام 1970 حتى الآن، فتوالت صور إنجازاته على مر الزمن واستذكر الجميع الجزائري مصطفى دحلب والبوسني سافيت سوزيتش والفرنسي دافيد جينولا والليبيري جورج ويا وصولا إلى البرازيلي رونالدينيو والسويدي إبراهيموفيتش ونيمار ومبابي.

وخُتم الحفل بالألعب النارية قبل أن يتوالى اللاعبون على منصة التوويج وسط صيحات الجمهور. وظهر الثلاثي مبابي-نيمار-ميسي جنبا إلى جنب للمرة الأخيرة في باريس. 

علاوة مزياني