انور الباهي: عقلية القطيع! – النيلين
مثلا هذه الحرب خاضها الجيش وتخص الجيش ويدفع ثمنها الجيش في جنوده وعتاده وهو يعلم كيف يديرها وكيف ينهيها وبأي طريقة ونحن خلفه سواء اختار السلاح لآخر الرمق أو لجأ للحوار والتفاوض فهذا موقف مبدئي ثابت وراسخ لم ولن نتزحزح عنه مهما ظن بعض الناس بنا !
قادة الجيش في نظر #القطيع قبل هذه الحرب خونة غدروا بالبشير وسلموا السلطة للعلمانيين وان برهان بعثي مفترض ينعدم مع ضباط رمضان وياسر العطا شيوعي منسوب لأسرة هاشم العطا والله هكذا كانوا يقولون !
كان حميدتي في نظر القطيع رجل دولة وعسكرية وسياسة كيف لا وهو الذي هزم التمرد في كل شبر والله ادخل عبد الواحد الفاشر والحلو دخل كادوقلي هكذا كان قولهم !
اتذكر ايام ثورة ديسمبر وانا في المملكة العربية السعودية اتابع مايجري وكان موقفي هو أن البشير وزمرته بعد أن اداروا ظهرهم للدستور وحنثوا بقسمهم في تسليم السلطة لغيرهم لابد أن يرحلوا بأي طريقة وكانت معلوماتي أن الجيش سينحاز للشعب ونشرت فيديو تحدثت فيه عن انحياز الجيش للشعب وثورته فراسلني إخوة كثر بأن #حمديتي سينحاز للمؤتمر الوطني وسيوقف اي تحرك للجيش وان الدعم السريع صنيعة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وسيدفع عن سلطتها !
والله هكذا قولهم واعتقادهم حسب ما آتاهم الله من علم وعقل طبعاً !
المهم حينها حدث ماحدث .. مالينا
حالياً لما نقول الدعم السريع أنفقت عليه الدولة المليارات في التدريب والتأهيل والتسليح ونسبت المؤسسة العسكرية والأمنية إليه خيرة جنودها وضباطها وسلمته الدولة معظم الاماكن الحساسه وحراسة الوزارات والمؤسسات والمقار الحكومية وكان بمثابة جيش المشاه للدولة يحارب نيابة عنها في أكثر من موقع بل وتعداها لحراسة الحدود والبحار والصحاري بالتنسيق الإقليمي والدولي والدولة كانت شاهدة ومباركة لكل ذلك ولا ترى فيه خطر أو عيب !
لما نقول هذا جيش يجب أن نستفيد منه كدولة يدمج ويتوحد داخل المؤسسة العسكرية كلامنا ده م من فراغ بل كلام يخاطب العقل والضمير وإن تنافى مع العاطفة !
لما نقول الحرب دي المتضرر الأول والأخير منها المواطن في امنه وسكنه ومأكله ومشربه وعلاجه ويجب أن تتوف بالبحث عن حلول مرضية لم يكن كلامنا ناتج عن فراغ أو تبعية بل كلام عقل لا يفهمه إلا ذو بصر وبصيرة ولن يخالفه الا
(سلالة البصيرة ام حمد)
القطيع يريد مواصلة هذه الحرب مهما كان الثمن ومهما كانت تكلفتها البشرية والمالية والنفسية فهم جاهزون للتبرير في آخر المطاف كما هو حالهم حين كان الهتاف برفع الاذان في كاودا والصلاة في البيت الأبيض والباقيات الصالحات في نيويورك !
الحديث العاطفي لم ولن ينفع في التعاطي مع قضايا الوطن وخاصة أمنه القومي ومصير شعبه ولو نفع لكان بالشعارات حكمنا العالم وصنعنا السلاح النووي والبوارج الحربية وصدرنا للعالم بدل ما بنستورد حتى الطماطم والفلفل إلى يومنا هذا !
ياعزيزي شئنا أم أبينا هذه الحرب ستدمر وطن مدمر أصلا وستفقر شعب انهكه الفقر وفي التاريخ مافي أمه نهضت بالحروب ودونكم اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا ورواندا والصومال وغيرها من الدول التي اختارت صوت الحكمة والعقل وطريق السلام فنهضت وتعمرت وأصبحت شعوبها من افضل شعوب الدنيا في العلم والرفاهية !
عقلية القطيع التي تتبع وتنسخ وتلصق مايقال لها وتحاول شيطنة الآخر واستمالته لضالتها وتبعيتها دون أن يكون له حق التدبر والتأمل هي عقلية القرون الوسطى والظلامية ولن تنتهي إلا بمزيد من الوعي ومزيد من الفهم والإدراك والغوص في الحقيقة مهما كان الثمن.
انور الباهي
مصدر الخبر