” انتو شعب زنان” – النيلين
[ad_1]
أبو الزنان..
في نهار قائظ.. خلعت البدلة وحملتها في يدي اليسرى بينما شنطة ال”لابتوب” في اليمنى واشرت إلى تاكسي..
جلست في المقعد الخلفي ووضعت بحانبي البدلة وال”لابتوب”.
سائق التاكسي الذي لم يُقَصّر في كلمات المجاملة و الترحيب كان يبدو وكأنه ينتظر صديقا ليحادثه في أمر مهم.. التفت بكل جسمه نحوي..
(يا بيه.. الله يكون في عونكم بتتعبوا في الجامعة كتير..)..
لم ارد اكتفيت بنظرة دهشة..
( حضرتك أكيد استاذ في الجامعة؟)
ربما يعتبر استاذ الجامعة معيار كمال الرشد..
أجبته (لا.. ) لأقفل باب الحوار فأنا مرهق بما يكفي..
(طيب حضرتك ايه؟ )
أجبته (صحفي..)
(مش أقل منهم..)!
مرة أخرى يؤكد على معياره للرشد..
( يا بيه ربنا ما قصرش معاكم..أداكم الميه والأرض والخيرات و كل شيء.. بتقتلوا في بعضيكم ليه؟)
اجبته بآخر نفس (الشيطان..)..
(لا مؤاخذة الشيطان لو كان مدير الجامعة مش مجرد استاذ.. ما يقدرش يعمل دا كلوا..).
مرة ثالثة يصر على معيار الرشد..
(يعني بشوية مجهود كان تبقوا أغنى دولة..بس شَمّتوا فيكم خلق ربنا..)
نظر إليّ و استشعر أن انتباهي وتجاوبي ليس كافيا..
أرسل نحوي صاروخ أرض جو..
(نقول ايه.. يدي الحلق للي مالوش ودان..)
نجح في انتزاع انتباهة مني..
(يعني يا بيه في حد عاقل يوقف قدام عسكري شايل سلاح ويقول ” الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية؟)
كان بين الحين والآخر يلقي نظرة خاطفة إلى الطريق أمامه وهو يحافظ على التفاتة بكامل جسمه نحوي..
(طيب.. ممكن شوية كدا.. وشوية كدا..شوية مظاهرات وشوية شغل..)
صمتي المستمر نقل إليه احساس عدم الرغبة في الحوار..
كان لابد من “قفلة”
(لا مؤاخذة يا بيه..)
و معها نظرة اعتذار
(يعني ما تزعلش مني..)
رددت عليه بنظرة مسامحة مقدما..
( انتو شعب زنان..)
فجأة وكأني ارخميدس وهو يخرج من الحمام يصرخ.. (وجدتها.. وجدتها..وجدتها..)
قلت وكأني أخاطب نفسي ..
(نحن فعلا شعب زنان)..
عثمان ميرغني
مصدر الخبر