امتحانات الشهادة الثانوية لن تجرى في 8 ولايات بالكامل وفي 6 ولايات بشكل جزئي
الخرطوم 27 ديسمبر 2024 – أعلنت لجنة المعلمين السودانيين، الجمعة، حرمان طلاب 8 ولايات بالكامل، و6 ولايات بشكل جزئي من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، وذلك من جملة 18 ولاية.
وقررت وزارة التربية والتعليم السودانية بدء امتحانات الشهادة الثانوية دفعة عام 2023 غدا السبت 28 ديسمبر الجاري.
وقالت لجنة المعلمين في بيان اليوم إن ما أسمتها بحكومة الأمر الواقع تمادت في اصرارها على ادخال البلاد في مستنقع يصعب الخروج منه، بإجراء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للدفعة المؤجلة.
وأكدت اللجنة حرمان طلاب 8 ولايات بالكامل، و3 ولايات بصورة شبه كاملة، و3 ولايات بصورة جزئية، من جملة 18 ولاية، بنسبة 60% من الطلاب الممتحنين في دفعة العام 2024 على مستوى القطر.
واعتبرت اللجنة التخبط والعشوائية في التجهيز لهذه الامتحانات يتبدى في عدم ظهور أرقام جلوس لعدد كبير من الطلاب في محلية كرري شمالي أمدرمان، فضلا الإعلان عن عدم عقد الامتحانات في محلية النهود بغرب كردفان والدلنج بجنوب كردفان وفي دولة تشاد في اللحظات الأخيرة.
كما أشارت إلى المحسوبية والمجاملة في اختيار كبار المراقبين لخارج السودان، في مراكز مصر والإمارات حيث يوجد بينهم من لم يعمل معلم ولو ليوم واحد.
وفي وقت سابق طمأن والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة الطلاب الوافدين بغية الجلوس للامتحانات بأم درمان بأن فرصتهم قائمة، مؤكدا أن ثمة معالجات تضطلع بها أجهزة وزارة التربية والتعليم لمعالجة الازدحام الكبير للحصول على أرقام الجلوس.
كشفت وزارة التربية والتعليم في السودان، عن إرسال خمسة ألف ورقة امتحان لولاية الخرطوم، بهدف إجلاس الطلاب الذين لم يتحصّلوا على أرقام جلوس للامتحان.
وقال مدير الإدارة العامة لامتحانات السودان، عماد الدين عبد القادر، إنّ ولاية الخرطوم طلبت توفير أوراق أسئلة إضافية تكفي لإجلاس خمسة ألف طالب، وذلك بسبب توافد أعداد كبيرة من الطلاب إليها.
وأكّد عماد الدين استعداد الوزارة لتوفير أوراق الامتحانات لأيّ طالب من طلاب الدفعة المؤجّلة.
وأضافت أن هذا يؤكد فرضية أن هذه الامتحانات ليس الهدف منها العملية التعليمية، بل هدفها تثبيت واقع الحرب.
وحملت لجنة المعلمين حكومة الأمر الواقع كامل المسؤولية عن أي نتيجة تترتب على الإصرار على عقد الامتحانات بهذا الشكل، من دون استصحاب شروط العدالة والشمول، والالتزام بإجراءات سلامة المعلمين والطلاب، قائلة إن هذه الامتحانات خطر على الطلاب والمعلمين أثناء عقدها، وخطر على السودان بعد عقدها.
هدف سياسي
من جانبه قال المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر لسودان تربيون إن الهدف من إجراء امتحانات الشهادة الثانوية سياسي وليس تعليمي.
وأكد وجود مشاكل عديدة منها ألاف الطلاب العالقين بالخرطوم الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى أرقام جلوسهم مما يدل على التعجل في قيام الامتحانات.
وأشار إلى عدم التخطيط السليم بجانب المخاوف والمحاذير الكبيرة خلال عملية الامتحانات وأكد ضرورة عقد الامتحانات بطريقة مختلفة فيها شمول وعدالة وأمان بوقف إطلاق النار باتفاق كل الأطراف.
وذكر المتحدث باسم لجنة المعلمين أن الامتحانات تعقد بولاية شمال كردفان في محلية شيكان فقط وفي ولاية الجزيرة في محليتي المناقل والقرشي فقط، وفي ولاية سنار في مديتة سنار فقط، وفي ولاية الخرطوم في محلية كرري فقط.
وأضاف أن وحدة إدارية واحدة في ولاية نهر النيل شمالي البلاد لن تجرى فيها الامتحانات أيضا، كما أن محليتي القطينة وتندلتي بولاية النيل الأبيض لن تجرى فيهما الامتحانات، بينما ستجرى في محافظتي الدمازين والروصيرص فقط بإقليم النيل الأزرق.
وطبقا للباقر فإن الولايات التي ستجرى فيها الامتحانات بشكل كامل فهي: الشمالية والبحر الأحمر والقضارف وكسلا فقط.
مناطق بلا امتحانات
في ذات السياق قال معلم بمحلية المالحة بولاية شمال دارفور لسودان تربيون إن منطقة المالحة خارج امتحان الشهادة الثانوية بعد تأكيدات من المسؤولين بترحيل الطلاب من وإلى الولاية الشمالية.
وأكد المعلم – فضل حجب هويته – في اللحظات الأخيرة وبعد تسجيل 560 طالبا وطالبة إلا أن اللجنة الأمنية بالولاية الشمالية وضعت شروطا تعجيزية تتعلق بالترحيل بطريقة فردية وليس جماعية والحضور لمكان الامتحان قبل يومين من الجلوس للامتحان والعودة بعد يومين من نهاية الامتحان نسبة للأوضاع الأمنية، كما حددت عدم وجود الطلاب في شهر مارس القادم ما دفع أولياء الأمور لرفض سفر ابنائهم.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم أعلنت في وقت سابق عن إلحاق الطلاب الذين لن يتمكنوا من الجلوس للامتحانات بدفعة مارس القادم.
تكسب سياسي
إلى ذلك طالبت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الحكومة بعدم الإصرار على عقد امتحانات الشهادة السودانية في موعدها، بسبب عدم قدرة الطلاب والطالبات على الوصول إلى مراكز الامتحانات في مناطق سيطرة الجيش.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان اليوم الجمعة إن الدولة مصممة على عقد الامتحانات لإثبات قدرتها على تسيير دولاب العمل وعدم تأثير النزاع المسلح على التعليم، بمعزل عن المخاطر والتحديات والظروف الاقتصادية المتردية التي تحيط بالسودانيين.
ووصفت التنسيقية الخطوة بأنها محاولة للتكسب السياسي، مؤكدة أن قضية التعليم يجب ألا تُسَيَّس.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تستخدم كل الطرق لإفشال امتحانات الشهادة السودانية، بمنع الطلاب من مغادرة مناطق سيطرتها وعرقلة وصولهم إلى المراكز.
ورفض بيان تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الإصرار على تنظيم الامتحانات في موعدها، نسبةً للظروف الحرجة والأوضاع الأمنية، وأشارت إلى أن هذا الأمر يعتبر نوعًا من أنواع قتل الشعب السوداني.
المصدر