الهلال السوداني يعود من لقاء الأهلي المصري بـ”مرارة عنصرية”
يبدو أن تبعات مباراة الأهلي المصري والهلال السوداني في الجولة السادسة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا، والتي أقيمت مساء السبت الماضي في استاد القاهرة الدولي وانتهت بفوز صاحب الأرض بنتيجة (3-0)، لن تقف عند حد التراشق الجماهيري المألوف في مثل تلك المواجهات المصيرية.
وأدى فوز الأهلي إلى احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثانية، ليقتنص بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي مع صن داونز الجنوب أفريقي متصدر الترتيب.
وأصدر مجلس إدارة الهلال بياناً رسمياً، مساء أمس الإثنين، اتهم فيه نظيره الأهلي وجماهيره باتهامات خطرة تتخطى حدود التنافس الرياضي، وهدد بتصعيد الاحتجاج إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
الملعب كساحة حرب
وجاء في خطاب الهلال “لقد تابع العالم بأسره الأحداث المؤسفة التي شهدها استاد القاهرة الدولي. وهي الأحداث التي غذاها مع سبق الإصرار والترصد جمهور النادي الأهلي المصري بخروج غير مسبوق على الروح الرياضية والانحدار إلى الإسفاف وإعلاء الخطاب العنصري البغيض وممارسة خطاب الكراهية والاستعلاء الوهمي بغية تحويل الملعب إلى ساحة حرب”.
وأضاف البيان “لقد انحدر جمهور الأهلي المصري عشية ذلك اليوم الحزين إلى الدرك الأسفل من العنصرية التي حاربتها وما زالت تحاربها لوائح وقوانين الرياضة على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والدولية”.
وتابع “استشعر مجلس إدارة نادي الهلال هذه المؤامرة القميئة التي أعد لها بعيداً من قواعد اللعب النظيف، والتي نسفت العلاقات التاريخية الممتدة مع النادي الأهلي بعد أن بناها وحرص عليها إداريون يعرفون قيمة ما بين الناديين، ومن قبل ذلك ما بين الشعبين من علاقات توادد وترابط نسجها التاريخ وغذاها نهر النيل العظيم وهو ينحدر من جنوب الوادي مهد الحضارات والقيم السامية إلى الشمال الجغرافي”.
ووجه مجلس إدارة الهلال الدعوة إلى الدولة السودانية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب لإدانة ما وصفه بـ”العنصرية التي تعرض لها الشعب السوداني ممثلاً في فريق الهلال وجمهوره”، ومطالبتهم بما يرد الاعتبار.
أن تصف أحداً بالعبودية
وكشف البيان عن أن إدارة الهلال فتحت قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” لتقديم شكوى إليه قبل التصعيد إلى “فيفا”.
وتابع “لأن مسألة أن تعير شخصاً بلونه أو بسماته وأن تصفه بالعبودية لا تقف عند حد السودان بل تشمل كل القارة الأفريقية من دون استثناء، فإننا على تواصل مع الأندية الأفريقية المحترمة التي تشارك في بطولة الأندية الأبطال والكونفيدرالية، وسنفيدها كتابة وعبر زيارات مكوكية وبلغاتها المختلفة برأي جمهور الأهلي العنصري في أفريقيا وأهلها وأنديتها”.
وكان رئيس الهلال السوداني هشام السوباط قال في تصريحات رسمية إن “ما حدث لن يمر مرور الكرام، فلـ(الهلال) قضية عادلة سيقوم بتصعيدها إلى أعلى المستويات”.
وشهدت الأيام التي سبقت المباراة حرب بيانات صحافية متواصلة بين الناديين على خلفية سعي كل منهما إلى التأهل.
وخاطب الهلال الاتحاد الأفريقي باقتراح اللعب من دون جمهور في استاد القاهرة، أو السماح بعدد محدود من الجماهير، زاعماً وجود “جو مشحون بخطاب الكراهية والعنصرية”.
وجاء بيان الهلال رداً على حصول الأهلي على موافقة الجهات الأمنية في مصر لحضور 50 ألف مشجع.
درءاً لـ”بورسعيد جديدة”
وزعم الهلال أن “كاف” لم يرد على ثلاثة خطابات سابقة، وطالبه بتدارك الموقف قبل وقوع “بورسعيد جديدة”، في إشارة إلى واحدة من كبرى كوارث الملاعب في العالم، حين توفي 72 مشجعاً للنادي الأهلي بعد نهاية مباراة الفريق الأحمر ومضيفه المصري في استاد بورسعيد، فبراير (شباط) 2012.
وقبل مواجهة السبت، التقى الناديان ذهاباً في ملعب نادي الهلال بمدينة أم درمان السودانية، فبراير الماضي، وفاز البطل السوداني بهدف.
وشهدت مباراة الذهاب في أم درمان وقوع أزمة بين الناديين، مما دفع النادي القاهري إلى التقدم بشكوى إلى “كاف” قال فيها إن بعثته تعرضت لـ”تجاوزات متكررة” من نادي الهلال وجماهيره، وإن البطل السوداني “لم يلتزم إقامة المباراة من دون حضور جماهيري لعدم توافر شروط السلامة في الملعب، وسمح لما يزيد على ألف مشجع بحضور المباراة”.
واتهم الأهلي أحد أفراد الطاقم الطبي لـ”الهلال” بالاعتداء على المدافع محمد عبدالمنعم بإحدى الأدوات الطبية، وأن هذا الشخص المعتدي “استمر على مقاعد البدلاء على رغم طرده من جانب الحكم، وحاول الاعتداء على حارس وقائد الأهلي محمد الشناوي عقب نهاية اللقاء”.
كما اتهم أفراد الطاقم الإداري للنادي المضيف “بالاعتداء بالضرب على الحارس البديل علي لطفي ولاعب الوسط حمدي فتحي”.
ووقع “كاف” مجموعة من العقوبات على نادي الهلال كان أهمها إيقاف طبيب الفريق عوض عثمان مختار لأربع مباريات، ومنعه من دخول غرف خلع ملابس الفريق، وتغريمه 10 آلاف دولار بسبب سلوكه العنيف، وتغريم نادي الهلال 20 ألف دولار بسبب سوء التأمين خلال تدريبات الأهلي وبعد نهاية المباراة، مع حرمانه من الحضور الجماهيري لمباراة واحدة.
إندبندنت عربية
مصدر الخبر